في سياق التدابير الوطنية الاستباقية لمواجهة التحديات المطروحة على الغطاء الغابوي بالمغرب تزامنا مع قرب بداية موسم الصيف، أفرجت الوكالة الوطنية للمياه والغابات عن خريطة تهم التوزيع الجغرافي لمخاطر اندلاع حرائق الغابات بالمملكة. وحسب الوكالة ذاتها، جاء إصدار هذه الخريطة بعد تحليل البيانات الخاصة بنوعية الغطاء الغابوي وقابليته للاشتعال والاحتراق، فضلا عن التوقعات المناخية والظروف الطبوغرافية للمناطق، على أن يتواصل إصدار هذا النوع من الخرائط ابتداء من اليوم الخميس. وتبعا لما أوضحته الوكالة سالفة الذكر، تم تحديد الأقاليم حسب درجة الخطورة المتوقعة بها فيما يخص اندلاع الحرائق، ما بين مناطق تعرف خطورة قصوى ومناطق ذات خطورة مرتفعة، تنضاف إليها المناطق ذات الخطورة المتوسطة. وفيما يتعلق بالمناطق ذات الخطورة القصوى والتي تحمل اللون الأحمر على مستوى الخريطة نجد أقاليم طنجةأصيلة والفحص أنجرة والحسيمة والناظور ووجدة أنكاد وتاوريرت وتازة وخنيفرة وبني ملال. أما فيما يتعلق بالمناطق ذات الخطوة المرتفعة والتي تحمل اللون البرتقالي، نجد أقاليم العرائش وشفشاون ووزان وصفرو وتارودانت وبركان والدريوش والرباط والصخيرات تمارة وسلا والقنيطرة. في السياق ذاته، جرى تحديد أقاليم تطوان والمضيق/ الفنيدق وأكادير إداوتنان كمناطق ذات خطورة متوسطة بخصوص اندلاع الحرائق، ملونة باللون الأصفر. وبيّنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات أنه "يجب توخي الحيطة والحذر من طرف الساكنة المجاورة للمجالات الغابوية أو العاملين بها وكذلك من طرف المصطافين والزوار، حيث عليهم أن يتفادوا أي نشاط قد يسبب اندلاع الحريق، كما عليهم إبلاغ السلطات المحلية بسرعة في حالة رصد أي دخان أو سلوك مشبوه". جدير بالذكر أنه جرى، خلال الاجتماع الوطني المديري الخاص باللجنة التوجيهية للوقاية من الحرائق الغابوية ومكافحتها المنعقد بمقر الوكالة في منتصف شهر ماي الجاري، استعراض الاستعدادات الخاصة بتدبير موسم الحرائق؛ بما فيها رفع عدد طائراته من صنف الكنادير إلى سبعة، فضلا عن اعتماده على الطائرات المسيرة "الدرون" التي يتوفر على واحدة منها إلى حدود الساعة، على أن يتم التوجه نحو شراء أخريات مستقبلا لأغراض متعددة منها مواجهة الحرائق. كما بين المسؤولون، ضمن الاجتماع ذاته، أنه "ستتم الاستعانة بالأقمار الصناعية كذلك لمواكبة مستجدات الحرائق، حيث تعمل الوكالة بشراكة مع المركز الملكي للاستشعار البعدي على إدخال هذه التكنولوجيا إلى المملكة". وحسب المعطيات التي جاءت ضمن الاجتماع سالف الذكر، عرفت سنة 2023 ما يصل إلى 466 حريقا أتى على مساحة تقدر ب6 آلاف و426 هكتارا من الغابات بانخفاض بنسبة 70 في المائة عن سنة 2022، في الوقت الذي تتوقع الوكالة تزايد خطر نشوب الحرائق خلال هذا الموسم بسبب استمرار الجفاف وموجات الحرارة الطويلة.