أكد راشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أنه "قلّمَا تجتمع في بلاد مَا حكومةٌ اجتماعية في دولة اجتماعية ببرنامج اجتماعي"، معتبرا أن "نجاح هذه التركيبة، بقيادة أخنوش، في سياق ما بعد انتخابات 2021 وقوة الأغلبية، يُصيب المعارضة بالارتباك". الطالبي العلمي، الذي اعتلى، السبت، منصة "مسار الإنجازات" في جهة كلميم واد نون، صوَّب سهام نقد لاذع للمعارضة الحالية قائلًا: "(...) كلّما كانت الحكومة قوية والأغلبية قوية فالمعارضة يصيبها الارتباك، وليس لها مشروع مجتمعي بديل"، مشددا على أن "الأحرار حزبٌ يقوم بدوره الدستوري في تأطير المواطنين والتواصل معهم..."، وزاد: "يُؤاخذوننا 'عْلاش كندِيرُو هاد اللقاءات. نحن تنظيم اجتماعي وسياسي كنديرو أدوارنا". وبنبرة التفاؤل استرسل القيادي في "حزب التجمع": "سنستمر على النهج نفسه وسنعود سنة 2026 بالعمل والعزيمة نفسهما... ووصلنا اليوم إلى مسار الإنجازات بعد مسارات للثقة والتنمية، وقبلها 'دينامية الأحرار" سنة 2016، حيث اتفقنا على عزيز أخنوش رئيساً بعدما نجح في تذويب الخلافات". وقال المسؤول الحزبي، ضمن كلمته التي ألهبت حماس الحاضرين: "جئنا عبر صناديق الاقتراع وحصلنا على 70 من أصوات الناخبين المغاربة؛ وهذه رسالة لكل الذين لا يريدون أن يعترفوا بالثابت الرابع في الدستور، وهو الخيار الديمقراطي، غير القابل للتجزيء". ولفت العلمي إلى أن "محطات مسار الإنجازات ستجعلنا نتكلم عنها بكل افتخار عبر مجموعة من قصص النجاح، التي لها دور في الوقت الراهن (...)"، موردا أن "الحزب يتوفر على حوالي 20 من الهيئات والتنظيمات الموازية، تدور في فلكه بشكل منسجم وتشكل روافد وامتداداً له في عدد من الهيئات المهنية والتنظيمية". وواصل المتحدث: "إنجاز البرنامج الحكومي يُنفذ على أرض الواقع رغم كل الإكراهات والتحديات، وفي ظل الخيار الديمقراطي"، منتقدا في المقابل "دعاة الشك في المؤسسات"، وقال: "التجمع يسهر منطلقا من إيديولوجيته الديمقراطية الاجتماعية، مع الرئيس وأعضاء المكتب والمنظمات المهنية، على أولويات السياسة والعمل من المواطنين من المنبع، ثم نحاول أن ننفّذها و'نرجْعو نتْحاسبو بعدها'". واستمر العلمي باعثاً رسائل في "بريد خصوم الحزب" بأن هيئة سياسية "لديها رئيس يعتقد أنه مازال في زمن الزعامات وفي قرون الجاهلية"، وزاد: "نحن عَكْسْنا ذلك؛ إذ نستمع وننصت ثم نشتغل وننفذ..."؛ كما تفاعل مع تقرير المجلس الأعلى للحسابات حول "دعم وميزانيات الأحزاب السياسية" بالمغرب، موردا: "هناك ملاحظة واحدة بسيطة تخص 'التجمع'، وفي المقابل هناك ملاحظات كثيرة (على أحزاب أخرى) و'كيخْرْجو يْنتقدوا'"، وقال مستغربا: "إذا كان الحزب لا يحترم مقرر هيئة قضائية فكيف يسمح لنفسه بأن يشرع ويطبق القانون؟"، مؤكدا أن "حزب الأحرار يحترم القانون ويطبقه ويشتغل ضمن منظومة". "دعمُ كينيا وازن" من جانبه تحدث محمد أوجار، القيادي التجمعي عضو المكتب السياسي للحزب، مثمناً آخر ما تحقق من منجزات الدبلوماسية المغربية الحكيمة من خلال دعم كينيا مقترح الحكم الذاتي وفتح سفارة لها بالرباط. وزاد أوجار ضمن كلمة له: "هنا لا نذكّر جيراننا (يقصد الجزائر) بتاريخ سوق 'امحيرش' في جهة كلميم.. حيث كانت قبائل من تندوف وتومبوكتو تقصده كأكبر سوق للمبادلات في المنطقة..."، منوها ب"تقليد دعم إفريقيا، وما فتحته إستراتيجية الأطلسي كمبادرة ملكية واعدة تجعل المملكة تتعمق داخل القارة سنة بعد أخرى"، وتابع: "دولة كينيا ستكون بوابتنا نحو إفريقيا الأنغلوفونية"، متوقعا أن "تلتحق دول كثيرة بهذه الدينامية". وفي الشق السياسي تفاعل المتحدث -كعادته– قائلا: "الخيط الناظم لعملنا في الأحرار هو اعتماد الديمقراطية الاجتماعية وهو ما صوّتْنا عليه ضمن مشروعنا الأيديولوجي في المؤتمر؛ فيما الهدف الأسمى هو بناء الدولة الاجتماعية"، وتوجه لرئيس الحزب وأعضاء المكتب السياسي والوزراء الحاضرين: "فخورون بما تقومون به مع الوزراء والأجواء الإيجابية التي زرعتم في الأغلبية، فضلا عن قيادة رؤساء المجالس والجماعات". وختم القيادي التجمعي: "هذا كلامٌ لا يعجب كثيرين، وهو أن المغاربة مرتاحون لما تقومون به في الحكومة. واستحقاقات 2026 ستكون محطة جديدة سيعبر فيها المغاربة عن حبهم واختيارهم... لا نسعى وراء المناصب ولسْنا في سباق مع أحد، بل همّنا التنزيل الوفيّ لتوجيهات الملك". مأسسة العمل الحزبي الجهوي لم تذهب بعيدًا كلمةُ مصطفى بايتاس، الوزير التجمعي وعضو المكتب السياسي للحزب ذاته، المنحدر من إقليمسيدي إفني، أحد أقاليم جهة كلميم واد نون، إذ قال، في نبرة متأثرة حين اعتلائه المنصة مُستذكرا بداياته في الاستحقاقات الانتخابية لعامي 2002 و2003، حين كان منتخَباً بجماعة قروية صغيرة في سيدي إفني عن حزب "التجمع": "قررت أن أترشح ونجحتُ في جماعةٍ لا أعرف عنها أي شيء، فقط أبي أصوله منها... ثم في 2007 وسباق انتخابي محموم كنتُ وصيف اللائحة". كما وصف بايتاس مساره السياسي بأنه "تتجاذبه لحظات بين السقوط والصعود والإكراهات"، معتبرا أن "تنمية سيدي إفنيوكلميم واد نون خيطٌ ناظم لا يتزعزع"، بالنسبة إليه، وزاد: "هي قصص عنوانها الواحد أننا ندافع عن المصلحة العامة لجهة كلميم واد نون بمعالجة قضايا تنموية بالدواوير والمدن... هناك منجَز لكننا جميعا نطمح إلى أن تصبح واحدة من أكبر جهات المملكة على غرار باقي الجهات". ونوّه المتحدث ب"منتخبي الأحرار" الحاضرين بقوله: "أعرف حجم تضحياتكم والتصاقكم بهموم ومشاكل المواطنين يومياً. وهناك تجمعيون يقومون بعمل كبير بتفاصيله البسيطة..."، مؤكدا أن "الصعوبات والإكراهات لن تمنعنا من الاستمرار في مأسسة العمل الحزبي الجهوي".