على موقع يهتم بالإنجليزية وفق تعريفه ب"أحدث أخبار إٍسرائيل والعالم اليهودي"، هو "ج.فيد"، نشر فاعل مدني مغربي مقالا وصفه معلّقون مغاربة تورد آراءهم هسبريس ب"الابتزازي لصالح إسرائيل"، ضد السفير المغربي بالولاياتالمتحدة، من طرف فاعل تعرّفه منظمات أمريكية بأنه "رئيس جمعية الصداقة المغربية الإسرائيلية"، وهي منظمة أمريكية "تعمل على تعزيز العلاقات بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل". هذا "التحليل" نشر بعنوان: "هل تمثل عائلة معادية للسامية المغرب بواشنطن؟"، وهو ترافع لصالح شكايات من عدم استقبال السفير المغربي العمراني فاعلين صهاينة متطرفين، مع تلمحيات إلى أن هذا يؤثر على طبيعة العلاقات بين المغرب وأمريكا وإسرائيل، و"اتهامات" تخلط عن قصد "معاداة اليهودية" بمناهضة قتل إٍسرائيل الفلسطينيين وأطفالهم ومواقف إنسانية أخرى عبرت عنها كتابة أسماء المرابط، زوجة السفير، المفكرة المغربية عضو أكاديمية المملكة، أرفع المؤسسات الثقافية الرسمية. خالد البكاري، أستاذ جامعي ومدافع عن حقوق الإنسان، علق على المقال بقوله إن "jfeed موقع أسس حديثا سنة 2023 من طرف صهيوني من اليمين الديني اسمه إيلي كوتيلف، وموجه نحو المجتمعات اليهودية الناطقة بالإنجليزية، وأغلب محرريه مقيمون بأمريكا و'إسرائيل'، ويتبنى رؤية توراتية متعصبة للترويج لما يسمونه حق اليهود في إقامة إسرائيل الكبرى"، وزاد: "أما كاتب المقال فليس إلا المغربي مصطفى الزرغاني، وهو رئيس جمعية الصداقة المغربية الإسرائيلية بأمريكا، ورغم إقامته بها فإنه يتردد على المغرب كثيرا لمباشرة أنشطته الدعائية لصالح الكيان". وتابع المعلق: "خطورة المقال أنه تحريض على السفير العمراني وزوجته أسماء المرابط في واحدة من وسائل الإعلام التي تمثل جزءا من اللوبي اليهودي بأمريكا. (...) هذا الشخص الذي تقدم له كل المساعدات بالمغرب، ويتم تيسير كل أنشطته التطبيعية التي تخدم السردية الإسرائيلية، يطعن ليس فقط في كفاءة الجهاز الدبلوماسي المغربي بأقوى دولة في العالم، بل يطعن كذلك في كفاءة المحيط الملكي وكفاءة الأجهزة الأمنية". ثم أردف البكاري: "أمثال هذا الدعي يحسبون أنفسهم أقوى من الدولة، وأن لهم حصانة من إسرائيل، ولكن الخطأ ليس خطأهم، بل الجريمة هي جريمة من فتح لهم الأبواب حتى غدوا يستأسدون حتى على الدولة، ويضعونها في مآزق". الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي علق بدوره على "التحليل" قائلا: "اسمه يوسف العمراني، سفير المغرب بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ماذا يعني ذلك؟ يعني أنه معتمد من لدن جلالة الملك حسب الفصل 55 من الدستور، ويعني أنه يمثل السيادة المغربية بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ويعني أنه يتوفر على المقومات الدبلوماسية والأخلاقية التي تجعل جلالة الملك يعينه ممثلا للدولة المغربية في أقوى دولة في العالم؛ ويعني أن استهدافه باتهامات معاداة السامية هو اتهام للدولة المغربية، والجميع يعرف أن علاقة المغرب باليهود علاقة تاريخية ودستورية. لذلك لا يمكن القبول باستهداف سفيرنا، لأنه لا يمثل نفسه، بل يمثل دولة بنت تاريخها ومجدها على التعايش واحترام الأديان والسلام والازدهار". أما الأكاديمي محمد الشرقاوي الذي يدرّس بالولاياتالمتحدةالأمريكية فتساءل: "هل أصبح مبشّرو 'كلّنا إسرائيليون' بمثابة قضاة في محاكم التفتيش في واشنطن؟"، مردفا: "هي مقالةٌ واضحةُ المغزى منذ الفقرة الأولى، وتنطوي على نوايا الاغتيال المعنوي، وتقصد العضّ بأنياب خفيّة وبعنوان فجّ. ويتولى كاتب المقالة وناشرها والداعي إلى تحريرها في الأصل دور كبار قضاة محكمة تفتيش جديدة تدين النوايا والأفكار والمنشورات، وحتى العقائد التي لا تمجد ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة". "ومع توجيه النبال مباشرة إلى الرباط (...) بأنها فشلت في اختيار من يمثلها في عاصمة ترمب، بكتابة: 'من المؤسف أن الحكومة المغربية اختارت إرسال ممثل معادٍ لإسرائيل ومعادٍ للسامية إلى الولاياتالمتحدة لتمثيل مصالحها في الخارج'، يستمر التوجيه ضد ما هو قرار سيادي بنيوي سياسي في الرباط بغية النفخ في سردية 'معاداة السامية'، ومعاقبة من يكون على رأس السفارة ولا يكون رهن المنظمات الإسرائيلية، أو كما حددت المقالة المهمة (التي ينبغي القيام بها): 'التواصل مع قادة المجتمع اليهودي المغربي والمنظمات التي تدعو إلى علاقات مغربية إسرائيلية أقوى'"، يورد الأكاديمي ذاته. أما ثاني الأفكار، وفق قراءة الشرقاوي، فهي "هجوم شخصي على سيدة مثقفة ومستقلة الفكر والرأي شاءت الصدف أن تكون زوجة سفير المغرب"، وزاد: "المفارقة أن من تحمّسوا لنشر المقالة تناسوا أو أغفلوا سهوا أن فرض قيود على حرية الفكر وحرية التعبير لا يجوز في أرض تعتد بأنها قامت على الحرية، وعلى مكانة التعديل الأول في الدستور منذ قرابة 250 عاما". ويقدّر المتحدث أنه "لا يبدو أن كتابة المقالة تنمّ عن حنكة في الصياغة بما ما هو متعارف عليه في مقالات الرأي في الواشنطن بوست، أو فورين بوليسي أو المنصات الإعلامية الرصينة؛ ولم يزد نفَسُها عن أربع فقرات، وكأنها بسرعة من يلتقط فكرتين أساسيتين لتحويرهما إلى نص للنشر". من جهتها علّقت الأكاديمية والفاعلة السياسية لطيفة البوحسيني على المقال الذي كتبه مغربي ضد سفير المغرب لصالح لوبيات إسرائيلية: "إخراج ورقة معاداة السامية في وجه سفير مغربي من طرف 'صهيانتنا' عدا كونه بلادة وكسلا فكريا عضالا هو دليل وجود أعداء للمغرب من داخله".