إدانةٌ مغربية لجريمة اغتيال إسرائيل الصحافيين، بدعم أمريكي وألماني وبريطاني خاصة، وقتلها المنهجي ما يزيد عن 200 صحافي فلسطينيبغزة، خلال سنة ونصف السنة، وهو ما جمع، الثلاثاء، أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، صحافيين، وفاعلين مدنيين، ومدافعين عن حقوق الإنسان من انتماءات متعددة. ودعا "ائتلاف إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع" الصحافيين المغاربة إلى المشاركة في الوقفة التي دعت لها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، "استنكاراً لقتل الصحافيين وجرائم الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى إسكات صوت الحقيقة، وآخرها اغتيال ستة صحافيين من بينهم مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف، ومن أجل وقف حرب الإبادة الجماعية وسياسة التجويع، والحصار المفروض على غزة، وللمطالبة بإنهاء التطبيع مع قتلة الأطفال والنساء والصحافيين". هذه الوقفة التي رفعت شعارات داعية إلى حماية حرية الصحافة، وحق الشعب الفلسطيني في الحياة والمقاومة والاستقلال، وإسقاط التطبيع، ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي، تأتي بعد وقفتين تنديديتين باغتيال إسرائيل الصحافيين بكل من مدينتي الدارالبيضاء وطنجة، وهي استمرار لوقفات ومواقف صحافية مغربية في الشهور الفارطة. ومن بين ما شهدته الوقفة قراءة وصية الصحافي الفلسطيني أنس الشريف التي كتبها بعد التهديدات الإسرائيلية الرسمية لحياته، التي صارت واقعا منذ يومين، ومن بين ما أوصى به فيها: "أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة". وفي ختام الوقفة قرأ الصحافي هشام أيت موح كلمة "ائتلاف إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع"، قائلا إن "وحشية الاحتلال استهدفت وقتلت 234 صحافيا وصحافية، من أجل إسكات الحقيقة، وإسكات صوت فضح وحشية الاحتلال". وأضاف الصحافي ذاته: "الجيش الصهيو-نازي ارتكب المجزرة وتبجح بها، لأنه يستبيح دماء المدنيين، أمام صمت وتقصير دول ومنظمات أممية وإعلامية في حرب الإبادة الجماعية التي يخوضها ضد الفلسطينيين". وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية قال صلاح العبدلاوي، مدير فرع منظمة العفو الدولية بالمغرب: "إن 'أمنستي' تدين القتل المتعمد للصحافيين من طرف السلطات الإسرائيلية، ونطالب بفتح تحقيق محايد ومستقل وعاجل، وتعويض عائلات الضحايا"، مشددا على أن "القتل المتعمد للصحافيين محاولة لقتل الحقيقة التي تقع في الميدان"، مع مطالبته "المنتظم الدولي الذي فشل في إحقاق العدالة الدولية بالانتقال من الشعارات إلى الفعل، لوضع حد للإبادة الجماعية التي مصدرها الاحتلال". حسن بناجح، نائب مسؤول مكتب الإعلام بجماعة العدل والإحسان، قال بدوره لهسبريس إنه استجاب لنداء "ائتلاف إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع" من أجل "تأبين صحافيين ارتقوا في فلسطين بالآلة الصهيونية، ويتقدمهم أنس شريف ومحمد قريقع"، مضيفا: "أحضر باسم إعلاميي جماعة العدل والإحسان (...) ونؤكد استمرار كلمة الصحافة التي يريدون إخراسها، والاستمرار في إسناد غزة، ومطلب إسقاط الدولة قرار التطبيع المناقض للإرادة الشعبية". عبد الحميد أمين، عضو السكرتارية الوطنية لجبهة مساندة فلسطين الداعية للوقفة، جدد في تصريح لهسبريس إدانة "الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية المدعمة لإبادة الشعب الفلسطيني أمام المجتمع الدولي". وختم الرئيس الأسبق لأكبر الجمعيات الحقوقية المغربية، "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان"، تصريحه بقوله: "لا نقبل كشعب مغربي استمرار التطبيع، ونطالب بإسقاطه، وتجريمه (...) ونحن مع الشعب الفلسطيني حتى تحرير وطنه من الاستعمار".