أحيت موسكو مساء السبت مسابقة "إنترفيجن 2025′′، التي أعادت روسيا إطلاقها بعد عقود من الغياب كبديل لمسابقة "يوروفيجن" الأوروبية. ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة مصورة خلال حفل الافتتاح، التحية إلى المتسابقين والجمهور قائلا: "الثقافة والموسيقى لا تعرفان الحدود، وحفل اليوم يُظهر القوة التوحيدية للفن". المسابقة التي تقام في قاعة "لايف أرينا" بموسكو تشارك فيها أصوات من 23 دولة، بينها القطرية دانة المير، التي غنّت في افتتاح مونديال 2022، والمغني الصربي سلوبودان تركوليا، إضافة إلى الفنانة الأسترالية ذات الجذور اليونانية فاسيليكي كاراجيورغوس (فاسي)، التي تمثل الولاياتالمتحدة. أما روسيا فتمثلها شخصية معروفة في الحفلات الوطنية، المغني شامان، الذي يؤدي أغنية بعنوان "إلى القلب". بعكس "يوروفيجن" التي تُقدَّم فيها معظم الأغاني بالإنكليزية، حرص المنظمون على أن يؤدي كل فنان بلغته الأم. وستتولى لجنة تحكيم دولية اختيار الفائز، في حين أكد كونستانتين إرنست، المدير العام لقناة "بريفي كانال" الروسية الحكومية، أن عدد المشاهدات قد يصل إلى مليار عبر البث المباشر أو المسجل في الدول المشاركة، التي تضم شركاء في مجموعة "بريكس" وعدداً من الدول العربية والإفريقية، أي ما يفوق أربعة مليارات نسمة مجتمعة. ولم يشارك أي بلد من الاتحاد الأوروبي في المسابقة، في ظل العقوبات الغربية المفروضة على موسكو منذ بدء هجومها على أوكرانيا عام 2022. ويعكس هذا الغياب البعد السياسي للمهرجان الذي تعود جذوره إلى ستينات القرن الماضي حين كان فضاءً غنائياً للدول الحليفة للاتحاد السوفياتي. وقد توقفت المسابقة لفترة طويلة قبل أن يُعاد إحياؤها عام 1977 في بولندا، ثم اختفت مجدداً مع انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع التسعينات. ويأتي هذا الإحياء في وقت تحاول فيه روسيا تقديم "إنترفيجن" كواجهة ثقافية بديلة، إذ أكد المنظمون أن هدفهم بناء جسر فني جديد يعكس تنوع الثقافات بعيداً عن ما وصفوه ب"القيم الغربية المتدهورة" التي تروّج لها "يوروفيجن". مقارنةً بذلك، وصل عدد مشاهدي النسخة الأخيرة من "يوروفيجن" في سويسرا إلى 166 مليون شخص، فيما تراهن موسكو على جمهور أوسع بكثير.