خرجت ساكنة دوار تاعبيث بإقليم خنيفرة، الخميس، في مسيرة سلمية صوب مقر العمالة للمطالبة بإنصاف منطقتها التي تقول إنها تعيش تهميشا متواصلا وحرمانا من أبسط شروط العيش الكريم. ورفع المتظاهرون، من نساء ورجال وأطفال، شعارات تدعو إلى تحقيق العدالة المجالية وتحسين البنيات التحتية الأساسية، وعلى رأسها ربط الدوار بشبكة الصرف الصحي، باعتبارها خدمة ضرورية طال انتظارها منذ سنوات، وأصبح غيابها يثقل كاهل الأسر ويؤثر سلبا على الوضعين الصحي والبيئي للسكان. وردد المشاركون في المسيرة شعارات تعبّر عن استيائهم من واقع الإهمال، من بينها: "تاعبيث محكورة، لا جامع لا الواد الحار"، في إشارة إلى معاناة الساكنة من تأخر تنفيذ مشاريع طال انتظارها. وقالت إحدى المحتجات في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي: "بغينا الواد الحار، ما بغينا حتى حاجة، راه عشرين عام وإحنا كنتسناو المشروع"، مضيفة أن هذا المطلب ظل يتكرر في كل موسم انتخابي من دون أن يتحقق على أرض الواقع. وحسب مصادر إعلامية محلية، فإن رئيس جهة بني ملال–خنيفرة سبق أن وعد الساكنة بتسريع وتيرة إنجاز مشروع الصرف الصحي، غير أن الوضع ما زال على حاله، بينما توالت وعود المجالس المنتخبة المتعاقبة بلا نتائج ملموسة. وتعاملت السلطات المحلية مع المسيرة بليونة وتفهم؛ إذ حاولت القوات العمومية توقيفها قبل وصولها إلى مقر العمالة، فيما تدخل ممثلو السلطات للاستماع إلى مطالب المتظاهرين وطمأنتهم بفتح قنوات للحوار قصد إيجاد حلول مناسبة في أقرب الآجال. وعلمت هسبريس من مصادر مطلعة أن الكاتب العام لعمالة خنيفرة استمع إلى عدد من ممثلي الساكنة، وناقش معهم بتأنٍّ تفاصيل الملف ومختلف المعيقات التي حالت دون تنفيذ مشروع الصرف الصحي في الآجال المعلنة، مؤكدا حرص السلطات الإقليمية على معالجة المطالب بشكل مسؤول ومتدرج. كما شدد على أهمية التواصل المستمر مع الساكنة وممثليها لبلورة حلول عملية ومستدامة. ويأمل سكان دوار تاعبيث أن يتدخل عامل الإقليم بشكل مباشر، على غرار تدخله الأخير في دوار "تلحيانت"، الذي شهد هو الآخر مسيرة احتجاجية نسائية دفعت المسؤول الإقليمي إلى القيام بزيارة ميدانية وفتح حوار مباشر مع الساكنة، في خطوة لاقت استحسانا محليا واسعا.