باشرت الشرطة المحلية في مدينة ترينتو شمال إيطاليا أبحاثا مكثفة لتحديد هوية المتورطين في عملية تخريب طالت الواجهة الشمالية لكنيسة "سانتا ماريا ماجوري" التاريخية، بعد أن رصدت كاميرات المراقبة في محيط الكنيسة ثلاثة أشخاص مجهولين يكتبون عبارات من قبيل: "المغرب"، و"فاس"، و"أكادير"، على جدرانها باستعمال بخاخات باللونين الأزرق والأسود. وحسب وسائل إعلام إيطالية، فإن الفاعلين، الذين يُرجَّح أنهم شباب في مقتبل العمر، يواجهون خطر المتابعة القضائية وعقوبات مشددة بتهمة التخريب، لكون الفعل ارتُكب في مكان عبادة، فضلا عن أن المبنى يُعد من أبرز المعالم التاريخية والدينية في مدينة ترينتو، إلى جانب إمكانية إلزامهم بتعويض الأضرار التي تسبّبوا فيها، وهو ما قد يترتب عنه تغريمهم مبلغا ماليا كبيرا. وحسب المصادر ذاتها، اطلعت شرطة المدينة على تسجيلات كاميرات المراقبة المثبتة في محيط المنطقة التي تضم الكنيسة، وشرعت في تفريغها بدقة لتحديد هوية الفاعلين الذين نفذوا هذه العملية حوالي الساعة التاسعة ليلا من يوم الجمعة الماضي، وهو التوقيت ذاته الذي انطلقت فيه مباراة المغرب ومالي ضمن الجولة الثانية من بطولة كأس أمم إفريقيا. ورجّحت المعطيات الأولية أن يكون هناك رابط بين الكتابات على جدران كنيسة "سانتا ماريا ماجوري" التاريخية وهذه المنافسة الكروية التي تحتضنها ملاعب المملكة المغربية. وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن هذه الكتابات إلى جانب تضمّنها أسماء مدن مغربية، فإن جزءا منها يرتبط أيضا بالهوية الأمازيغية وبعض فصائل التشجيع الكروي المغربية، مبرزة أن التحقيقات ما تزال جارية بخصوص هذه الجوانب. وأوضحت المصادر ذاتها أن "الفاعلين استغلوا قلة تواجد الناس في المركز التاريخي للمدينة، واعتقدوا، على ما يبدو، أن الظلام ومحاولة التخفي ستمكّنانهم من الإفلات من العقاب، أو أنهم تصرّفوا ببساطة في استخفاف بالقانون". وأثار هذا الفعل استنكار وغضب عدد من المواطنين الإيطاليين، بحسب المصادر نفسها، مؤكدة أن عمدة مدينة ترينتو، فرانكو يانيزيلي، أدان هو الآخر أعمال التخريب هذه وأعلن عن تكليف شركة متخصصة في ترميم المباني المحمية بإزالة آثار هذه الكتابات من على جدران الكنيسة.