المشاركون في مؤتمر التحالف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء يقومون بزيارة لميناء الداخلة الأطلسي    عبد النباوي: العقوبات البديلة علامة فارقة في مسار السياسة الجنائية بالمغرب    نجاح باهر للنسخة الثامنة من كأس الغولف للصحافيين الرياضيين الاستمرارية عنوان الثقة والمصداقية لتظاهرة تراهن على التكوين والتعريف بالمؤهلات الرياضية والسياحية لمدينة أكادير    الاستيلاء على سيارة شرطي وسرقة سلاحه الوظيفي على يد مخمورين يستنفر الأجهزة الأمنية    كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة.. وهبي: "أشبال الأطلس" يطموحون للذهاب بعيدا في هذا العرس الكروي    مأسسة الحوار وزيادة الأجور .. مطالب تجمع النقابات عشية "عيد الشغل"    تجار السمك بالجملة بميناء الحسيمة ينددون بالتهميش ويطالبون بالتحقيق في تدبير عقارات الميناء    موتسيبي: اختيار لقجع قناعة راسخة    سلطات سوريا تلتزم بحماية الدروز    القصر الكبير.. شرطي متقاعد يضع حداً لحياته داخل منزله    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    نشرة إنذارية: زخات رعدية قوية ورياح عاتية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    المغرب يتلقّى دعوة لحضور القمة العربية في العراق    الدولي المغربي طارق تيسودالي ضمن المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في الدوري الاماراتي لشهر أبريل    تأخيرات الرحلات الجوية.. قيوح يعزو 88% من الحالات لعوامل مرتبطة بمطارات المصدر    الإنتاج في الصناعات التحويلية.. ارتفاع طفيف في الأسعار خلال مارس الماضي    المغرب يواجه حالة جوية مضطربة.. زخات رعدية وهبات رياح قوية    مُدان بسنتين نافذتين.. استئنافية طنجة تؤجل محاكمة مناهض التطبيع رضوان القسطيط    الشخصية التاريخية: رمزية نظام    فلسفة جاك مونو بين صدفة الحرية والضرورة الطبيعية    هذه كتبي .. هذه اعترافاتي    وزارة الأوقاف تحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات الحج    العراق ولا شيء آخر على الإطلاق    المغرب ينخرط في تحالف استراتيجي لمواجهة التغيرات المناخية    إلباييس.. المغرب زود إسبانيا ب 5 في المائة من حاجياتها في أزمة الكهرباء    مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي    تجديد المكتب المحلي للحزب بمدينة عين العودة    الصين تعزز مكانتها في التجارة العالمية: حجم التبادل التجاري يتجاوز 43 تريليون يوان في عام 2024    انطلاق حملة تحرير الملك العام وسط المدينة استعدادا لصيف سياحي منظم وآمن    الحكومة تلتزم برفع متوسط أجور موظفي القطاع العام إلى 10.100 درهم بحلول سنة 2026    العلاقة الإسبانية المغربية: تاريخ مشترك وتطلعات للمستقبل    الإمارات تحبط تمرير أسلحة للسودان    كيم جونغ يأمر بتسريع التسلح النووي    ندوة وطنية … الصين بعيون مغربية قراءات في نصوص رحلية مغربية معاصرة إلى الصين    رحلة فنية بين طنجة وغرناطة .. "كرسي الأندلس" يستعيد تجربة فورتوني    السجن النافذ لمسؤول جمعية رياضية تحرش بقاصر في الجديدة    ابن يحيى : التوجيهات السامية لجلالة الملك تضع الأسرة في قلب الإصلاحات الوطنية    فيلم "البوز".. عمل فني ينتقد الشهرة الزائفة على "السوشل ميديا"    المغرب يروّج لفرص الاستثمار في الأقاليم الجنوبية خلال معرض "إنوفيشن زيرو" بلندن    تقرير: 17% فقط من الموظفين المغاربة منخرطون فعليا في أعمالهم.. و68% يبحثون عن وظائف جديدة    مارك كارني يتعهد الانتصار على واشنطن بعد فوزه في الانتخابات الكندية    مهرجان هوا بياو السينمائي يحتفي بروائع الشاشة الصينية ويكرّم ألمع النجوم    إيقاف روديغر ست مباريات وفاسكيز مباراتين وإلغاء البطاقة الحمراء لبيلينغهام    جسور النجاح: احتفاءً بقصص نجاح المغاربة الأمريكيين وإحياءً لمرور 247 عاماً على الصداقة المغربية الأمريكية    دوري أبطال أوروبا (ذهاب نصف النهاية): باريس سان جرمان يعود بفوز ثمين من ميدان أرسنال    الأهلي يقصي الهلال ويتأهل إلى نهائي كأس دوري أبطال آسيا للنخبة    مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تمنح جائزة عبد الرحمن الصديقي الدكالي للقدس    نجاح اشغال المؤتمر الاول للاعلام الرياضي بمراكش. .تكريم بدرالدين الإدريسي وعبد الرحمن الضريس    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المبكر    اختيار نوع الولادة: حرية قرار أم ضغوط مخفية؟    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخطاءٌ نُخطِئُ بها المعنى
نشر في هسبريس يوم 25 - 01 - 2010

أُثيرَ منذ بضعة أسابيع، في هذا الموقع، نقاش حول أخطاء المُدرِّسين المغاربة في استعمال "العربية" http://www.hespress.com/?browser=view&EgyxpID=17361 كما لاح ذلك من خلال اللافتات التي رفعوها في أثناء إحدى خرجاتهم الاحتجاجية. ولقد اتضح، من ذلك النقاش، أن بعض الناس يظنون أن الأخطاء اللغوية موجودة فقط في "العربية" من دون سائر لغات العالم، بل إن هناك من يتصور أن الوقوع في الخطإ اللغوي على لسان المُدرِّس جريمة لا تُغتفر. والحال أن كل اللغات في العالم تُعاني، بهذا القدر أو ذاك، شيوعَ الخطإ على ألسنة فئات من الناس من بينها بالتأكيد فئة المُدرِّسين على اختلاف تخصصاتهم، وذلك في المدى الذي لا يملك أحد أن يَقِي لسانه (وكذلك قلمه) من الوقوع في الخطإ بين الفينة والأخرى. فالخطأ عموما (وليس فقط اللغوي منه) حق بشري على أساسه يمكن أن يقوم الصواب. ومن هنا كان كل ابن آدم خَطَّاء، وكان خيرَ الخطائين التوابون. أما إذا ثَبَت أن أخص الناس باللغة، من لغويين وكتاب، يُخطئون هم كذلك، فإن أخطاء المدرسين -رغم حرص كثير منهم على تَجنُّبها- لا تعود بِدْعًا من الأمر. ومن ثم، فإن المشكلة ليست في إمكان ارتكاب الخطإ من طرف أي شخص مهما يَكُن مقامه، وإنما هي في كون بعض المُخْطئِين لا يتوانى في تصحيح ما ظهر على لسانه من خطإ، في حين أن كثيرين يُبْدُون إصرارا على أخطائهم إما بفعل استحكام العادة من طِباعهم اللغوية، وإما بسبب الاعتزاز بالموقع الاجتماعي أو الثقافي الذي يظن بعضهم أنه يُعفيهم من تصويب الخطإ حينما يأتونه بألسنتهم أو أقلامهم.
لقد صِرْنَا نشهد كل يوم ٱنحلال عُرَى ٱللسان ٱلمُبين أمام زحف ٱللهجات ٱلعاميّة ٱلتي نبزناها ب"ٱلدارجة" وغَفَلْنا عن أنّ "ٱلدَّارِج" صفةٌ ل"من/ما ماتَ" أو "من/ما كان أعْرج"، وهذه ٱللهجات سائرة جارية على نحو يجعلها في ٱلواقع أبْعَدَ عن ذينك ٱلمَعنيين ٱلسَّلْبيَّين. كما صِرْنا نشهد غزو ٱلألسن ٱلأجنبية للساننا، تلك الألسن التي ساهمت في إعمال مَعَاوِل ٱلتعجيم وٱلتعقيد فيه فصار، من جراء ذلك، آخذًا في الانتقاض على كل المستويات.
من أجل ذلك كله، بات اللسان العربي مُهدَّدا بخطر الإماتة، ليس لأنه وحده المُعرَّض لانحرافات الاستعمال ومفاسده، وإنما لأنه -بخلاف الألسن الأخرى التي يعرف استعمالها، هي أيضا، كثيرا من الِانزياح يُواجَه بمزيد من التصويب والتصحيح- يُعاني على أيدي مستعمليه الذين لا تكاد تجد بينهم سوى زُمَرٍ من الكسالى المُتهاونين الذين لا يَرْعَوُون عن اللحن بشتى أشكاله، خصوصا بعد تَكاثُر وشيوع وسائل الاتصال الجماهيري.
إن "ٱللَّحْن" أو "ٱلإلحان" يُعرف بأنه "ٱلخطأ في ٱلإعراب ومخالفة وجه ٱلصواب في نحو ٱللسان". فمن ٱللَّحن إساءة ٱلنطق بشكل ٱلكلمات ونَصْب ٱلفاعل ورفع ٱلمفعول وخَفْض ما لا يُخفَض وتنوين ما لا يُنوَّن وعدم ضبط عمل ٱلنواسخ مثل "كان" و"إِنَّ" وأدوات ٱلنصب وٱلجزم. وإنه لمن ٱلمؤسف جدا أن ٱللحن قد فشا بين مستعملي ٱللسان ٱلعربي إلى حد أَنّ ٱلوقوف على أصنافه وتتبُّع مآتيه يحتاج إلى ٱلتذكير بقواعد ٱلنحو وإيراد ٱلأمثلة المُبيِّنة. لكن هذا لا تتسع له سوى ٱلكتب ٱلمتخصصة (مثلا، محمد العدناني، معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة، ط1، 1984 ؛ صلاح الدين زعبلاوي، معجم أخطاء الكتاب، ط1، 2006، وغيرهما كثير).
ومن أكثر أنواع ٱللحن شيوعا على ٱلألسن وتردُّدا في ٱلصحائف ذاك ٱلذي يُحَرِّف حركات ٱلشكل في ٱلكلمات ويُسيء كتابتها إملائيا. وهذا ٱلنوع أقبح وأدلّ على جهل ٱلمتكلمين وٱلكتاب وتهاونهم في إحكام نطق وكتابة لسانهم. ونُريد، هنا، أن ندُلّ على غيْض من ذلك ٱلفَيْض ٱلجارف، عسى أن نُؤكد مع كثيرين أن ٱللسان ٱلعربي صار يواجه خطرا حقيقيا.
01- ٱلفعل ٱلثُّلاثي ٱلمتعدِّي لا حاجة لتعديته بالهمزة، إلا أن يكون قد سبق استعماله كذلك: "نَقَصَ"¬ "يَنْقُص"، اسم فاعله "ناقص"، واسم مفعوله "منقوص" ؛ "لَفَتَ"¬ "يَلْفِتُ"، فاعله "لَافِتٌ" (ومنه "لافتة") ومفعوله "مَلْفُوتٌ" ؛ "بَهَرَ"¬ "يَبْهَرُ"، فاعله "بَاهِرٌ" ومفعوله "مَبْهُورٌ" ؛ "هَالَ"¬ "يَهُولُ"، فاعله "هَائِلٌ" ومفعوله "مَهُولٌ" ؛ "خَصَاهُ"¬ "يَخْصِيهِ" بمعنى "أزال خُِصْيته"، اسم الفعل منه "خَصْيٌ" و"خِصَاءٌ"، فاعله هُوَ "ٱلْخَاصِي" ("خَاصٍ") ومفعوله "مَخْصِيٌّ" و"خَصِيٌّ" ؛ أمّا "ٱلإِخْصاء" فمن "أَخْصَى"¬ "يُخْصِي" ٱللازِم ٱلذي يعني "تَعَلَّمَ عِلْمًا واحدا"، أيْ "اِخْتَصَّ" بشيء أو "تَخَصَّصَ فيه". ولذا، لا يُقَال "إِخْصائي" أو "أَخِصَّائي" كما هو شائع، وإنما فقط "مُختَصّ" أو "مُتخصِّص" (راجع العدناني، مادة 565 ؛ وأيضا زعبلاوي، مادة 280) ؛
02- "نَبَذَ" بمعنى "تَرَكَ" مُضارعه (أو حاضره) "يَنْبِذُ" بكسر الباء، ومن ٱللحن ضمّها كما هو شائع ؛
03- "عَجَّ" بمعنى "ٱمْتَلَأَ" مضارعه "يَعِجُّ"، ومن ٱللحن ضم عين حاضره ؛
04- "أَغْفَلَ" فعل مُتَعَدٍّ مباشرةً ("أغفل ٱلشيءَ")، حاضرُه "يُغْفِلُ" ؛ وهو بخلاف "غَفَلَ" (مضارعه "يَغْفُلُ" وليس "يَغْفَل" كما هو شائع) الذي يتعدى ب"عنْ" ("غَفَلَ عَنْهُ") ؛
05- "أَمَلَهُ" بمعنى "رَجَاه" و"ٱرْتَقَبَه"، حاضره "يَأْمُلُ" (وليس "يَأْمَلُ" كما هو شائع) ؛ و"أَمَّلَهُ" بالمعنى نفسه مع المبالغة، حاضره "يُؤَمِّلُه" ؛
06- "نَفَذَ" و"نَفِد": "نَفَذَ" (حاضره "يَنْفُذُ"، واسم الفعل منه "نُفُوذ" و"نَفَاذ") بمعنى "مضى" و"خرج" و"جاز" يُقال: "نَفَذَ الأمرُ" و"نَفَذَ الطَّريقُ"، ومنه "النافذة" بمعنى "الفتحة في الجدار يَنْفُذ منها الضوء والهواء إلى الحجرة"، و"التنفيذ" بمعنى "إمضاء الحُكم والعمل به" ؛ وهو بخلاف "نَفِدَ" (بالدال المهملة) بمعنى "فَنِيَ" و"انتهى"، يُقال: "نَفِدَ مالُه أو زادُه" ؛ في القرآن: «قل: "لو كان البحر مِدادًا لكلمات ربي، لنَفِدَ البحر قبل أن تَنْفَد كلمات ربي.» (الكهف:109) ؛ «ما عندكم يَنْفَد، وما عند الله بَاقٍ» (النحل:96)، حاضره "يَنْفَدُ" واسم الفعل منه "النَّفَاد" و"النَّفَد" ؛ ومنه فعل "اسْتَنْفَده" بمعنى "أَنْفَدَه" أي "أَفْنَاه" أو "أَنْهَاه" (يُقال: "استنفد وُسعَه أو جُهدَه" بمعنى "استفرغه" ؛ "استنفد الأمرُ أغراضه" بمعنى "حَقَّقها ولم يَبْقَ دَاعٍ لوجوده") ؛ ومن الشائع عدم التمييز نطقا وكتابة بين "نَفَذَ" ونَفِدَ" وبين "يَنْفُذُ" و"يَنْفَدُ" وكتابة "استنفد" بالدال المعجمة ؛
07- ٱلأمر من ٱلثلاثي لا تلحقه همزة ٱلقطع كما هو شائع: "نَظَرَ"¬ "اُنْظُرْ"، "كَتَبَ"¬ "اُكْتُبْ" ؛ "أَمَرَ"¬ ٱمُرْ (مُرْ)، "قَالَ"¬ "قُلْ" ؛ "سَأَلَ"¬ "ٱسْأَلْ"¬ "سَلْ" ؛
08- ٱلفعل ٱلرباعي ٱلمهموز أوله بهمزة قطع يكون ٱلأمر منه بحفظ همزة القطع: "أَقْبَلَ"¬ "أَقْبِلْ"، "أَرْسَلَ"¬ "أَرْسِلْ"، "أَحْسَنَ"¬ "أَحْسِنْ"، "أَتْقَنَ"¬ "أَتْقِنْ"، "أَعْمَلَ"¬ "أَعْمِلْ"، "أَلْصَقَ"¬ "أَلْصِقْ"، "أَخْبَرَ"¬ "أَخْبِرْ" ؛
09- ٱلأمر من ٱلخماسي وٱلسداسي لا تكون همزته قطعية، بل وصلية تحتية في بدء ٱلكلام وفوقية في وسطه: "اِخْتَصَرَ"¬ "ٱخْتَصِرْ"، "اِسْتَعْمَلَ"¬ "ٱسْتَعْمِلْ"، (راجع ٱلعدناني، مادة 2006) ؛
10- ٱلفعل ٱلثلاثي ٱلذي ثالثه صائت يائي، في ٱلماضي يكون بكسرة قبل ٱلصائت مع ٱلكل إلا مع ٱلجمع ٱلمذكر الغائب: "بَقِيَ"¬ "بَقُوا"، "حَظِيَ"¬ "حَظُوا"، "رَضِيَ"¬ "رَضُوا"، "لَقِيَ"¬ "لَقُوا"، "نَسِيَ"¬ "نَسُوا" ؛
11- ٱلفعل ٱلخماسي ٱلمشدد ٱلآخِر (اِسْتَمَرَّ، اِسْتَقَرَّ، اِسْتَقَلَّ، إلخ) يُفَكُّ إدغامُ حرفه في ٱلماضي مع ٱلمتكلم وٱلمخاطب: "اِسْتَمَرَّ، اِسْتَمْرَرْتُ، اِسْتَمْرَرْتَ، اِسْتَمْرَرْتِ، اِسْتَمْرَرْتُمَا، اِسْتَمْرَرْنَا، اِسْتَمْرَرْتُمْ، اِسْتَمْرَرْنَ". واستعمال الياء بدل الراء الثانية كما هو شائعٌ ("اِسْتَمَرَّ(يْ)تَِ") مجرد تسهيل ؛
12- "اِضْطَرَّهُ" بمعنى "أَحْوَجَهُ" و"أَلْجَأَهُ إلى شيء أو إلى فعل"، فهو مبني للمعلوم ؛ وبخلافه "ٱضْطُرَّ" المبني للمجهول، يُقال: "ٱضْطُرَّ فُلانٌ إلى كذا" بمعنى "أُحْوِجَ وأُلْجِىءَ إليه"، كما في ٱلقرآن «فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ، فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» (ٱلأنعام: 145). ومن الشائع عدم التمييز بين المبني للمعلوم ("اِضْطَرَّهُ") والمبني للمجهول (ٱضْطُرَّ فلان من قِبَل غيره) ؛
13- "أُهْتِرَ به" و"ٱسْتُهْتِرَ فُلانٌ بكذا" بمعنى "أُولِعَ وفُتِنَ به غير مُبَالٍ بلَوْمٍ أو موعظة"، يُقال: "ٱسْتُهْتِرَ بالشَّراب أو بامْرأة" ؛ و"ٱسْتُهْتِرَ فُلانٌ" (لازم): "ذَهَبَ عَقْلُه وخَرِفَ من كِبَر ونحوه"، فهو "مُسْتَهْتَرٌ" (وليس "مُسْتَهْتِرٌ" كما هو شائع). ومن هنا فإن "ٱلِاسْتهتار" لا يعني "ٱلِاسْتِخفاف" أو "ٱلِاسْتِهانة" أو "ٱللَّامُبَالاة" كما هو شائع (زعبلاوي، مادة 1078) ؛
14- "عَمَّرَ ٱللهُ فلانًا" بمعنى "أَطَالَ عُمرَه"، فاللهُ "مُعَمِّرٌ" وٱلشخص "مُعَمَّرٌ"، يُقَال: "فئة ٱلْمُعَمَّرِين"، أي "فئة ٱلْمُسِنِّين" ؛ وبخلافه "عُمِّرَ فُلانٌ" بمعنى "أُطيلَ عُمرُه" ف"طال" أو "صار طويله" (راجع ٱلعدناني، مادة 1344). ومن الشائع عدم التمييز بين "المُعَمِّر" و"المُعَمَّر" ؛
15- "تَوَفَّى ٱللهُ فلانًا" بمعنى "قَبَضه إليه"، فاعله "مُتَوَفٍّ" ومفعوله "مُتَوَفًّى" ؛ "تُوُفِّيَّ فلانٌ" بمعنى "قُبِضتْ روحه".
ومن الشائع عدم التمييز بين "المُتوفِّي" و"المُتوفَّى" ؛
16- "أَوْلَعَهُ بالشيء" و"وَلَّعَهُ به" بمعنى "أَغْرَاهُ به" ؛ وهو بخلاف "أُولِعَ فُلانٌ بالشيء" بمعنى "عَلِقَ به عُلُوقا شديدا" ؛
17- "اِمْتَقَعَ ٱلفَصيلُ ما في ضرع أُمِّه" بمعنى "شَرِبَهُ كُلَّه" ؛ وهو بخلاف "ٱمْتُقِعَ لَوْنُهُ" بمعنى "تَغَيَّر من حُزْن أو فزع أو مَرَض" ؛
18- "نَزَفَ ٱلشيءُ"¬ "يَنْزِفُ"¬ "نَزْفٌ" بمعنى "نَفِدَ وفَنِيَ"، يُقال: "نَزَفَهُ ٱلفَزَعُ ونحوُه" بمعنى "أَزَالَ عَقْلَهُ" ؛ "نَزَفَهُ ٱلدَّمُ" بمعنى "أَضْعَفَهُ بكثْرة خُروجه منه" ؛ "نَزَفَ ٱلدَّمْعَ أو ٱلمالَ أو نحوَهما" بمعنى "أَفْنَاهُ" ؛ ويُقال: "بَكَى حتى نَزَفَ دَمْعَهُ" بمعنى "أَفْنَاهُ". ومن هنا، يقال "نُزِفَ فُلانٌ نَزْفًا" بمعنى "سَالَ دَمْعُه من جُرْح أو عِلَّة حتى ضَعُف"، ويُقال: "نُزِفَ عَقْلُه" بمعنى "ذَهَبَ بسُكْر ونحوه" ؛ فهو "مَنْزُوفٌ" و"نَزِيفٌ". أما ما جاء في "ٱلمعجم ٱلوسيط" من أن "خُروج ٱلدَّم غزيرا من ٱلأنف أو ٱلفم أو نحوهما لعِلَّة أو جُرْح يُسمَّى ٱلنَّزِيفُ" فَغَلَط، لأنَّ ٱسمَ ٱلفعل من "نَزَفَ" وَ"نُزِفَ" هُوَ "ٱلنَّزْفُ" (راجع ٱلعدناني، مادة 1895) ؛
19- "عَنَاهُ ٱلأمرُ"¬ "يَعْنِيه" و"يَعْنُوهُ" (اسم الفعل "عِنايَةٌ" و"عَنايَةٌ" و"عُنِيٌّ") بمعنى "أَهَمَّهُ" ؛ وهو بخلاف "عُنِيَ بِه"¬ "يُعْنَى" بمعنى "ٱهْتَمَّ به" ؛ وَ"عَنِيَ بِه" (حاضره "يَعْنَى" واسم الفعل منه "عَنَاءٌ") هو أيضا بمعنى "ٱهْتَمَّ" ؛ (راجع ٱلعدناني، مادة 1358) ؛
20- "صاغَ" (حاضره "يَصُوغُ") فعل متعد ("صاغه")، فاعلُه "صائغ" ومفعوله "مَصُوغ"، وليس ["مُصاغٌ"] كما هو شائع، لأنه ليس هناك فعل ["أَصاغ"]، ومن ثم لا يُقال ["يُصيغ"] كما هو شائع ؛
21- "اِحْتَضَرَ فلانٌ ٱلمجلسَ أو ٱلمكانَ" بمعنى "حَضَرهُ" و"نَزَلَ به"، فهو "مُحْتَضِرٌ" ؛ وهو بخلاف "ٱحْتُضِرَ فلانٌ" بمعنى "حَضَرهُ ٱلموتُ"، فهو "مُحْتَضَرٌ" ؛
22- "اِسْتَشْهَدَ" بمعنى "طَلَبَ ٱلشَّهَادَةَ"، فهو "مُسْتَشْهِدٌ" ؛ وهو بخلاف "ٱسْتُشْهِدَ فُلانٌ" بمعنى "رُزِقَ ٱلشهادةَ"، فهو "شَهِيدٌ" وَ"مُسْتَشْهَدٌ" ؛
23- "قَطَعَه" و"انقطع عنه": "قَطَعَهُ" بمعنى "فَصَلَهُ" أَوْ "قَاطَعَهُ" ("قطع رَحِمَه") ؛ ومن ثم، فإن "ٱنْقَطَعَ عَنْهُ" بمعنى "ٱنْفَصَلَ عنه"، وهو بخلاف "ٱنْقَطَعَ إليه" بمعنى "تَفَرَّغَ له". ولا يَصِحُّ قولُهم ["قَطَعَ مَعه"]، وإنما "قَطَعَ صِلَتَه به"، ولا قولهم ["ٱنْقَطَعَ معه"]، وإنما "ٱنْقَطَعَتْ صلتُه به". ومن هنا لا معنى لقولهم ["ٱلقَطِيعةُ معه"]، لأنَّه ليس سوى تقليدٍ سخيف لصيغةٍ أجنبية (to break with/rompre avec)، بل إنه فظاعةٌ كُبرى لا يرْتَضِيها إلا مَنْ جهل لسانه فسَفِهَ نفسهُ، إذْ كيف يُمكن ٱلجمع بين "ٱلفَصْل" (الذي تُفيده "قَطَع") و"ٱلوَصْل" (الذي تفيده "مع") في آن واحد؟!
24- "أكَّدَهُ"، "تأكيد الشيء": "أَكَّدهُ" بمعنى "أَثْبَتهُ" و"وَثَّقَهُ"، وهو فعل متعد مباشرة (أكَّد الشيءَ)، ومن ثم يُقال "تَأْكيدُ ٱلشيء". ولذا لا يَصِحُّ قولُهم ["أَكَّدَ عليه"] أو ["ٱلتَّأكيدُ عليه"]، لأنَّه ليس سوى تقليدٍ للصيغة ٱلفرنسية (insister sur) أو الإنجليزية (to insist on). ولا يَصِحُّ أيضا قولُهم ["أكَّدَ بأنَّ"]، وإنما قولُك "أَكَّدَ أنَّ/أنَّه" ؛ ولا قولهم ["تَأَكَّدَ منه"]، وإنما "تَأَكَّدَ لهُ أنَّ كذا" و"تَأَكَّدَ عنده أنَّ كذا" (ٱلعدناني، مادة 59 ؛ زعبلاوي، مادة 32) ؛
25- "تَعَامَلَ ٱلرَّجُلانِ" بمعنى "عَامَلَ كُلٌّ منهما ٱلآخَر" أو "تَشارَكا في عَمَلٍ"، وقولهم "تَعَامَلَ مع ٱلأمر" لا يصح إلا كمجاز. ومن ثم فإن "تَعَاطَى معه" معناه "تَبادلَا العطاء" بحيث أعطى كل منهما الآخر شيئا. أما قولهم "تعاطى مع الأمر" و"التعاطي مع الأمر"، فنُشُوزٌ واضحٌ، لأنَّ "ٱلتعَامُل إنما هو "تَبَادُلُ ٱلعمل بين عامِلَيْن"، و"ٱلتَّعَاطِي" هو "تَبَادُلُ ٱلعطاء بين مُعْطِيَّيْنِ". وٱلمقصود يُؤَدِّيه فعل "تَنَاوَلَ": "تَنَاوَلَ ٱلشيءَ" بمعنى "أخَذَه" و"تَعَاطَاهُ" (و"تَعَاطَى" هنا بمعنى "عَطَا ٱلشيءَ" و"عَطَا إِلَيْهِ" بمعنى "تناوله"، حاضره "يَعْطُوه"، واسم الفعل منه "العَطْوُ"). ولعل ٱلغلط ٱلمذكور أتَى من أنَّ ٱلألسن ٱلأجنبية (خصوصا الإنجليزي وٱلفرنسي) تستعمل فعلا واحدا هو «to treat/traiter» أو « to deal with » بمعنى "تَنَاوَلَهُ" و"تَعَاطَاهُ" وبمعنى "عَامَلَهُ" و"تَعَامَلَ معه". وٱلفرقُ بين هذين ٱلمعنييْنِ واضحٌ حتى في ٱلِاستعمال ٱلأجنبي، ٱلذي يُميِّز بين "ٱلأشياء" و"ٱلأشخاص": مع ٱلأشياء يُقال "تَنَاوَلْتُ ٱلشيءَ"، و"تَعَاطَيْتُ نقْدَ أو تَحْلِيلَ هذه ٱلمسألة" بمعنى "دَرَستُها" و"فَحَصتُها"، وبالنسبة إلى ٱلأشخاص وما يتعلق بهم يُقالُ "عَامَلْتُهُ" و"تَعَاملْتُ معه" و"تَعَاملْنَا"، و"هذه ٱلدولةُ تُعَامِلُ تلك"، إلخ ؛
وكما يلحق ٱللحن ٱلفعل، فإنه يَلْحق ٱلِاسم الذي يَصير ٱسما "مَلْحونًا". وقد يتِمّ ذلك بالخطإ في نُطقه أو بصَوْغه على نحو مَغْلُوط أو بكتابته بشكل غير مضبوط. ومن ٱلمعلوم أن ٱللفظ ٱلواحد قد يختلف معناه بتغيِير حركة من حركات شَكْله أو بتَبْديل حرْف من حُرُوفه. ولهذا نجد عشرات من ٱلأسماء ٱلتي تتعرَّض للحن، لعلَّ أهمَّها يتمثَّل في ما يلي:
26- لفظ "ٱلِاسْم" ("اِسْمٌ"، "ٱسْمٌ") همزتُه وصْليَّة نُطقا وكتابة، وقطعُها لحْنٌ شائع ؛
27- اِسم ٱلفعل (أي ما يُسمى عادةً "المصدر") من ٱلفعل ٱلخماسي وٱلسداسي همزته وصلية: "اِقْتصدَ" (اِقتصاد، ٱقتصادٌ، ٱلِاقْتصاد) ؛ "اِنْتَصَرَ" (اِنتصار، ٱنْتِصار، ٱلِانْتِصار) ؛ "اِجْتَمَعَ" (اِجتماعٌ، ٱجْتماعٌ، ٱلِاجْتماع") ؛ "اِسْتَقْبَلَ" (اِستقبال، ٱستقبالٌ، ٱلِاستقبال) ؛ "اِسْتَعْمَلَ" (اِستعمالٌ، ٱسْتِعمالٌ، ٱلِاسْتعمال) ؛ "اِسْتَحْسَنَ" (اِستحسان، ٱستحسانٌ/ٱلِاسْتِحسان)، إلخ ؛
28- "يَمْنَةً" (بمعنى "على ٱليَمين") ضدها "يَسْرَةً" (بمعنى "على ٱلْيَسَار")، وهما ٱسْمانِ كلاهُما بفتح ٱلياء لا بضمِّها كما هو شائع ؛
29- "مُنَاخ" (بضم ٱلميم): كان ٱلرُّحَّل يُنِيخُون جِمالَهم للإقامة في ٱلمكان ٱلطيِّب ٱلماء وٱلهواء عادةً، فأطلقوا عليه ٱسم "ٱلمُناخ". ثم توسّعوا في ٱلدلالة فصاروا يَعْنون به، عموما، "مُلاءَمة ٱلمَكان لِصحَّة ٱلنَّازِلين فيه". وٱلآن يُطلَق "ٱلْمُنَاخُ" على "حالَة ٱلجَوِّ في مِنْطَقة أو بَلَد". وٱللفظ ٱسمُ مَكان من ٱلفعل "أَنَاخَ"، مَثَلُه كَمَثَل "ٱلْمُقَام" من "أَقَامَ". ووُجود "مَقَام" كاسْم مَكان من "قَامَ" يَجعلُ الناس يَتوَهَّمون أنه يَصِحُّ فتح ٱلميم في "مَنَاخ"، بافتراض فعل "نَاخَ" غير ٱلموجود أصلا (راجع ٱلعدناني، مادة 1964) ؛
30- "بَعْثَةٌ": ٱسْمٌ يُطلَق على "ٱلجَماعة (ٱلسياسية أو ٱلدراسية أو غيرها) ٱلتي تُرْسَل إلى خارج ٱلوطن في عَمَل مُؤقّت"، أُخِذَت من "ٱلْبَعْث" (بمعنى "ٱلْقَوْم ٱلمَبْعُوثون أو ٱلرَّسول واحدًا أو جَمْعًا" (ٱلعدناني، مادة 194)، وكسر ٱلباء فيها يَنقُل إلى معنى ٱسم ٱلْهَيْئَة (بصيغة "فِعْلَة") بمعنى "ٱلْكْيْفِيَّة ٱلتي يُبْعَث بها ٱلشخص أو ٱلشيء" ؛
31- "مُهِمَّةٌ": "مُهِمَّةٌ" مؤنث صفة "مُهِمّ"، صارت اسما يدل على معنى "مسألة ذات خَطر" أو "شَأن مُقلِق" أو "أمر تشتغل به فتتولاه وتحمل مسؤوليته" ؛ وهي بخلاف "مَهَمَّةٌ" (اسم بصيغة "مَفْعَلَة" التي تدل على "موضع يكثر فيه شيء ما" أو على "المبالغة في وصف شيء") التي هي اسم فعل من "هَمَّهُ"¬ "يَهُمُّه" بمعنى "أحَزَنَهُ" و"أَقْلَقَهُ"، ف"مَهَمَّة" و"هَمّ" سِيَان. لكن قد تُستعمل "مَهَمَّة" صفة: "هذا الأمر مَهَمَّةٌ لي"، أي أنه "أمر يَهُمُّني بشدة" أو "أمر هَامٌّ جِدًّا لي" ؛ فتقترب بذلك من معنى "مُهِمَّة"، مَثَلها كمَثَل صفة "هَامّ" بالنسبة إلى "مُهِمّ" حيث إن الفرق بينهما ليس كبيرا كما يظن بعضهم، وهو ما انتبه ونَبَّه إليه صلاح الدين زعبلاوي رحمه الله. (ٱلعدناني، مادة 2010 ؛ وأيضا زعبلاوي مادة 1096 و1097) ؛
32- "هَضْبَةٌ": "هَضْبَةٌ" بمعنى "رَابِيَةٌ ممتدة" أو "جَبَل مُنْبَسِط على وَجْه ٱلأرْض"، فَتْحُ ٱلضاد لَحْنٌ (ٱلعدناني، مادة 1997) ؛
33- "بَشَرَةٌ": "أَدِيمُ ٱلأرض" و"ظاهر ٱلجِلْد"، يُقال: "بَشَرَةُ ٱلإنسان"، وإليه يُنسب ب"بَشَرِيٌّ" ؛ وتسكين ٱلشِّين لَحْنٌ، (ٱلعدناني، مادة 182) ؛
34- "جِعَةٌ/جَعَةٌ": "نَبِيذ مُسْكِر من ٱلشعير وَٱلقمح ونحوِهما"، مقابله الأجنبي (beer/la bière)، ضمُّ ٱلجيم فيها لحن (ٱلعدناني، مادة 254) ؛
35- "هَنَةٌ" ("ٱلْهَنَة"): يُكَنَّى بها عن "ٱلشيء ٱلْحَقِير"، تُستَعمَل جمْعا "هَنَاتٌ" (الهَنَات) ؛ ومذكرها "هَنُو" (الْهَنُ) الذي أُهمل فلم يُدخَل في مجموعة الأسماء الخمسة (أبو، أخو، فو، ذو، حمو) ؛ كسر ٱلهاء فيها وتشديد ٱلنون لَحْنٌ شائع (ٱلعدناني، مادة 2017) ؛
36- "نَكْهَةٌ": رائحةُ ٱلفَم أو ٱلرائحة عموما كما في ٱلِاستعمال ٱلمحدَث، ضمُّ نونها لحنٌ شائع ؛
37- "شِقَّةٌ": بَيْت به عدد من الحجرات في بناية سَكَنية ؛ فتح أو ضمُّ ٱلشين ٱلمشددة لَحْنٌ لَا يُسَوِّغُه وُرُودُه فِي "ٱلمعجم ٱلوسيط" أو نُطق ٱلعامة به، لأن مجمع ٱللغة ٱلعربية بالقاهرة ٱصطلح على "ٱلشِّقَّة" بذلك ٱلمعنى (ٱلعدناني، مادة 1023)، ولأنّ "ٱلشُّقَّة" تَعني "ٱلْبُعْد" و"ٱلسَّفَر ٱلْبَعيد" أَو "ٱلمَسافة يَشُقُّ قَطَعُها على ٱلنَّفْس"، كما في ٱلقرآن "ولكنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ ٱلشُّقَّةُ" (ٱلتوبة: 42) ؛
38- "عَنْوَةً": قَهْرًا وغَصْبًا، رفعُ ٱلعَيْن فيها لحْنٌ (ٱلعدناني، مادة 1356) ؛
39- "غَوايَةٌ": ٱسمُ فعلٍ مثل "غَيٌّ" من "غَوَى" (حاضره "يَغْوِي") أو من "غَوِيَ" (حاضره "يَغْوَى" واسم الفعل "غَوًى" و"غَوَايةٌ"). و"الغَواية" بمعنى "ٱلإمْعان في ٱلضَّلال وٱلِانْهِماك في ٱلباطل" أو "ٱلْخَيْبة"؛ و["غِوَاية"] خطأ ورد -على ٱلأرجح- في "معجم ألفاظ ٱلقرآن ٱلكريم" فشاع (راجع ٱلعدناني، مادة 1431 ؛ وأيضا زعبلاوي، مادة 764) ؛
40- "فَلْسٌ": قِشْرَة على ظَهْر ٱلسمكة أو ٱسمُ عُمْلة، يُجمَع على "فُلُوسٌ/أَفْلُسٌ" ؛ كسر ٱلفاء فيه لحن شائع (راجع ٱلعدناني، مادة 1497) ؛
41- "كَمٌّ": مِقْدَارُ ٱلشيء، مُوَلَّد من أداة ٱلِاستفهام "كَمْ"، ومنه وُلِّد بالنسب صفة "كَمِّيٌّ"، ثم ٱسمُ "كَمِّيَّة" للدَّلالة على ٱلمعنى نفسه ؛ بخلافه "كُمٌّ" بمعنى "مَدْخَل ٱليد ومَخْرَجها من ٱللِّباس وٱلغِشاء وٱلوعاء" ؛ بخلافه "كِمٌّ" بمعنى "بُرْعُوم ٱلثَّمَرة" و"وِعاء ٱلطَّلْع" و"غِطاءُ ٱلنَّوْر" ؛ ومن ٱللحن قولهم "كِمِّيَّةٌ" و"كِمِّيٌّ" كما هو شائعٌ، لأنه نسب إلى "كِمّ" بالمعنى المذكور أخيرا ؛
42- "جُزافٌ": شَيء لا يُعْلَم كَيْلُه ولا وزنه ؛ بخلافه "جِزافٌ" و"مُجَازَفَةٌ"، وهما ٱسما فعل من "جَازَف" الذي حاضره "يُجَازِفُ"، "و"الجِزَاف/المُجازفة" بمعنى "بَيْعُ ٱلْجُزَاف" أو "ٱلْمُخَاطَرة بالنَّفْس" أو "إرسال ٱلكلام بغير رَوِيَّة" ؛ وضمُّ ٱلجيم في قولهم ["جُزَافًا"] لَحْنٌ، لأنّ ٱلمُراد هو ٱلمعنى ٱلآخَر ؛
43- شَفَوِيٌّ: صفة مولدة بالنسب إلى "شَفَة" وهي أفضل من ["شَفَهي"] التي تُنسب إلى اللفظ من دون حذف تاء التأنيث ؛ وقولهم "شِفَاهِيٌّ" ليس بالنسب إلى "شِفَاهٌ" (جمع "شَفَة")، وإنما إلى "شِفَاهٌ" (صيغة "فِعَال") من "شَافَهَهُ، يُشافِهُه مُشافَهة" ؛ وتصلح "شِفَاهي" في الطِّباق مع "كِتابي" ؛


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.