تعرّض عدد من المغاربة إلى عدد من الاعتداءات الجسدية بمدينة سكافاتي مقاطعة ساليرنو بالجنوب الإيطالي، آخرها في اليوم الأخير من شهر ماي المنصرم، عندما تسبّبت عصابة مكوّنة من مجهولين بكسر رجل أحد المغاربة وتعنيف آخرين، الأمر الذي أدى إلى احتجاج بعض أفراد الجالية المغربية بهذه المدينة، منددين بما وصفوه موجة العنصرية ضد المهاجرين. وحسب محمد، أحد أفراد الجالية القاطنة بهذه المدينة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 60 ألف نسمة، فإن الاعتداءات تسري منذ وقت طويل، حيث يتعرض المغاربة لمضايقات لم تتوقف عند السب والشتم، بل وصلت للتعنيف الجسدي، معطياً المثال بحادثة في غشت من سنة 2009، عندما هوجم عدد منهم من طرف عصابة، تسببت في كسر أنف أحد المغاربة وإصابته برضوض مختلفة في جسمه، ممّا استدعى نقله إلى المستشفى حيثُ قضى فيه شهراً كاملاً. وأضاف محمد أن مغاربة هذه المدينة لم يجدوا أي جمعية تساندهم في مطالبهم الراغبة توفير حماية لهم، ممّا حذا بعدد منهم الاحتجاج لدى مسؤول بالمنطقة الذي أعطى تعليماته باستتباب الأمن، لتهدأ الأوضاع نسبياً قبل أن تعود للتوتر مرة أخرى نهاية الشهر الماضي، عندما عادت الهجومات ضد المغاربة من جديد. أحد ضحايا الاعتداءات وقال محمد الذي يدير كشك هاتف عمومي:" صرنا نخاف على حياتنا. قدِمنا من بلدنا من أجل غد أفضل وظروف معيشية أحسن، إلا أننا اصطدمنا بأشخاص عنصريين يكرهوننا. لم نعد قادرين على التجوّل بحرية في المدينة، لدرجة أنه بعد الثامنة ليلاً، نادراً ما تجد مغربيا خارج منزله". وللاحتجاج على ما يطالهم من اعتداءات، نظّم عدد من المغاربة بداية هذا الشهر وقفة احتجاجية، آملين أن يصل صوتهم إلى الجهات المعنية وإلى وسائل الإعلام، لتقوم جريدة محلية بالمدينة بالكتابة عن هذه القضية، عبر تقرير عنونته ب:"مهاجرون يحتجون: نريد العيش في سلام"، أوردت فيه أن الاحتجاج أتى بعد اعتداءات جسدية بحق مغاربة في حي فيتراي. وقد كان للتغطية التي قامت بها بعض الجرائد المحلية، والتي أشارت فيها إلى أن الأمن الإيطالي لا يبالي اتجاه هؤلاء المهاجرين، أن حدد قائد مسؤول بالمنطقة موعداً مع المغاربة المحتجين من أجل إيجاد حل لما يطالهم من اعتداءات.