مرتبةٌ متأخرة حلتْ بها المنطقَة المغاربيَّة على صعِيد العالم العربِي، من حيثُ جذب الاستثمار، بمجيئهَا متخلفةً عنْ كلٍّ من منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، كمَا يوردُ تقريرٌ صدرَ حديثًا عن الوجهات الجاذبَة لرؤوس الأموال، علمًا أنَّ العالم العربِي نفسه، حلَّ في الرتبة الرابعة، بين مجموعاتٍ سبع تغطِي مناطق مختلفة من العالم. ووفقًا لتقريرٍ صدرَ عنْ المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات، المعروفة اختصارًا ب"ضمان"، فقد حلَّ المغرب في المركز الخامس، عربيًّا، في قائمة جذب الاستثمار، إبّان النصف الأول من العام الجاري، فيمَا كانت دولة الإمارات أكثر دولة عربية تغري الرأسمال الأجنبِي، متبوعةً بقطر، ثمَّ الأردن في المرتبة الثالثة، ومصر رابعة. البلدان العربية تبوأتْ مكانهَا في التصنيف، بعد مجموعة دول منظّمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي حلّت في المركز الأوَّل، إلى جانب دول شرق آسيا والمحيط الهادئ في المرتبة الثانية، وبعدها دول أوروبا وآسيا الوسطى في المرتبة الثالثة. في غضون ذلك، جاءت دول أميركا اللاتينية والكاريبي في المرتبة الخامسة، بينما حازت دول جنوب آسيا المرتبة السادسة، وأقفلت دول أفريقيا التصنيف بتبوئها المركز السابع، رغم الموارد التي تزخرُ بها، وتحولها إلى قبلة مغرية لدى كثير من المستثمرين حول العالم، في ظل مواصلتها تحقيق معدلات نمو قياسية في سياق عالمي منكفئ. تقرير "ضمان" لفت إلى أنَّ معظم الدول العربية تواجه عراقيل من قبيل تقلب معدل نمو الناتج الداخلي الخام، زيادةً على ارتفاع معدل التضخم، وارتفاع نسبة عجز الميزانية العامة، كما أنَّ نقاط ضعف لا تزالُ ماثلة على مستوى الإدارة، التي تعيقُ مباشرة المستثمر مشاريعه، بسبب ثقل المساطر والتعقيدات وكذا الفساد. الوثيقة ذاتها، تلفتُ إلى ضعف انفتاح العرب على العالم الخارجي، وتراجع معدلات الإنتاجية، بالموازاةِ مع استمرار إشكالات البنية التحتية اللازمة للتجارة والنقل، وكفاءة الخدمات اللوجستية، وما تعيشهُ الدول العربية من تأخر تكنلوجِي قياسًا بالمجموعات الأولى التي تصدرت التصنيف. واستندت "ضمان' في في التقرير السنوي التاسع والعشرين لمناخ الاستثمار في الدول العربية لسنة 2014، لدى تقدير مدى جذب البلدان العربية للاستثمارات الأجنبية، إلى أربعة مؤشرات، تضمُّ كلًّا من الأداء الاقتصادي، والقدرات التمويلية، والنظام البنكي، علاوةً على البنية المؤسساتية للدول. وكشفَ التقرير، أنَّ جاذبية المنطقة العربية للاستثمار الأجنبي المباشر تراجعت بنسبة 1.5% قياسًا بمؤشر "ضمان" لسنة 2013، وذلك على إثر ارتفاع طفيف لجاذبية دول المشرق والمنطقة المغاربية في مقابل انكفاءٍ محدود، لجاذبية دول الخليج العربي.