تضاعف رقم معاملات قطاع الاتصالات بالمغرب بنسبة 400 في المئة في ظرف 15 سنة، فضلا عن مساهمته في تشغيل ما يزيد عن 14 ألف شخص بشكل مباشر. وقال عز الدين المنتصر بالله المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، خلال ملتقى هيئات التقنين بقطاع الاتصالات بالبلدان الفرنكوفونية الذي انعقد بمراكش خلال الفترة الممتدة ما بين 30 شتنبر و1 أكتوبر الجاري، إن رقم معاملات قطاع الاتصالات انتقل من 750 مليون أورو في سنة 1999، ليقفز إلى 3 ملايير أورو سنة 2013. وأورد منتصر بالله، في هذا اللقاء الذي شهد مشاركة 120 خبيرا ضمنهم عشرون يمثلون هيئات تقنين الاتصالات، الذي كان يتحدث أمام ممثلي هيئات التقنين بقطاع الاتصالات بالدول الفرنكوفونية، أن المغرب تمكن من تحقيق قفزة نوعية في قطاع الاتصالات المتنقلة. وأشار مدير الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، في الملتقى الذي عقد حول موضوع "أي تدبير للترددات من الاستجابة للحاجيات المستقبلية لقطاع الاتصالات الالكترونية"، إلى أن عدد المشتركين في خدمات الهاتف النقال بلغ 43 مليون مشترك، لتصل نسبة الولوج إلى هذه الخدمة 130 في المئة في المغرب، وما يزيد عن 8 ملايين مشترك في الأنترنيت، معظهم مشترك في خدمة الجيل الثالث النقال. وترافق هذا الارتفاع في عدد المشتركين في الخدمات المتنقلة، مع انخفاض كبير في أسعار المكالمات الهاتفية والأنترنيت، وهو ما نتج عنه زيادة الضغط على الشبكات الهاتفية في المغرب. وأضاف أن الحاجة لصبيب أسرع وأقوى، تزايدت بشكل كبير، في الوقت الذي أبانت الطرق التقليدية لنطاقات الترددات محدوديتها مما يدعو إلى التفكير في أساليب جديدة من أجل ترشيد تدبير الترددات. وشكل هذا الملتقى، المندرج في إطار الاجتماع السنوي ال12 للشبكة الفرنكوفونية لتقنين الاتصالات، مناسبة لمناقشة تحدي توسيع قدرة وصبيبات شبكات الهاتف النقال المستقبلية في مواجهة النمو الهائل لحركة المعطيات، والتفكير في وسائل ضمان استخدام فعال للترددات وآليات منح الترددات والأهداف المتوخاة من التقنين في هذا المجال، فضلا عن مختلف الحلول التقنية التي يمكن اعتمادها في هذا الصدد. ولفت المشاركون الانتباه إلى أن التطور الهائل لشبكات الربط ذات السرعة الفائقة تفرض على الحكومات وسلطات التقنين في العالم برمته إيلاء أهمية كبيرة لشبكات الهاتف النقال ذو السرعة العالية وفق شروط تضمن الولوج للجميع وبأسعار مقولة وعلى نحو متساو ومستدام. وأضافوا أن هذا المعطى أضحى يشكل أساس التنمية الاقتصادية والتقليص من الفجوة الرقمية بين الشمال والجنوب، مخاطبا المشاركين بالقول "إنها مسؤوليتكم ومسؤوليتنا المشتركة".