بزغ اسم الأديب المغربي، أحمد المديني، في الأيام الأخيرة، وهو الذي لا يحتاج إلى شهرة إعلامية، بفضل حنكته وتجربته في مجال الكتابة الإبداعية، وذلك بعد استطاع أن يحجظ له مكانا في القائمة القصيرة للروايات المرشحة لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، بفضل روايته الماتعة "ممر الصفصاف". ووجد المديني ممرا محفوفا بالورود نحو صفصاف "البوكر"، حيث تشير العديد من التوقعات بأنه بعد أن شرف الرواية المغربية بحصوله على تمثيل بلده ضمن هذه الجائزة العربية الرفيعة، فإن أسهمه مرتفعة ليحوز على "البوكر" نفسها، بفضل مهارته في الحبك والسرد. المديني، الذي رأى النور ذات يوم سنة 1949، لم يغتر بهذا الترشيح، وهو الحاصل على العديد من الجوائز والتكريمات الأدبية، بل أعلنها مدوية في جلسةٍ بمعرض الكتاب بالدار البيضاء، بأن روايته المرشحة ل"البوكر" اقتناها منه "بائع الكرعين" مقابل صحنين من الكرعين، بعدما لم تجد من يقتنيها روايته طيلة ثلاثة أشهر. تصريح هذا المثقف الأصيل والشامل، الذي كتب بغزارة لافتة في الشعر والقصة والرواية والرحلة والنقد أيضا، وضع الأصبع على الجرح النازف في خصر الثقافة المغربية، خاصة ما يتعلق بالعزوف عن القراءة وإهمال دعم الكتاب، حيث قالها صراحة "لولا الثقة التي وضعها فيه مدير النشر، وفي روايته المتوجة، ما كانت لترى النور".