أخنوش: حصيلة الحكومة مشرفة والتعديل الحكومي تؤطره قواعد الدستور    الأمير مولاي رشيد يترأس مأدبة عشاء أقامها صاحب الجلالة على شرف المشاركين بمعرض الفلاحة    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    عدد العمال المغاربة يتصاعد في إسبانيا    قفروها الكابرانات على لالجيري: القضية ما فيهاش غير 3 لزيرو.. خطية قاصحة كتسناهم بسبب ماتش بركان والمنتخبات والأندية الجزائرية مهددة ما تلعبش عامين    تحت اشراف الجامعة الملكية المغربية للملاكمة عصبة جهة سوس ماسة للملاكمة تنظم بطولة الفئات السنية    شاهد كيف عرض فيفا خريطة المغرب بمتحفه في زوريخ    وزير دفاع إسرائيل: ما غنوقفوش القتال حتى نرجعو المحتجزين لعند حماس    الدكتور عبدالله بوصوف: قميص بركان وحدود " المغرب الحقة "    القبض على مطلوب في بلجيكا أثناء محاولته الفرار إلى المغرب عبر إسبانيا    هل دقت طبول الحرب الشاملة بين الجزائر والمغرب؟    أخنوش: الحكومة تقوم بإصلاح تدريجي ولن يتم إلغاء صندوق المقاصة    طنجة تحتضن ندوة حول إزالة الكربون من التدفقات اللوجستية بين المغرب و أوروبا    أخنوش: تماسك الحكومة وجديتها مكننا من تنزيل الأوراش الاجتماعية الكبرى وبلوغ حصيلة مشرفة    تسليط الضوء بالدار البيضاء على مكانة الأطفال المتخلى عنهم والأيتام    البيرو..مشاركة مغربية في "معرض السفارات" بليما لإبراز الإشعاع الثقافي للمملكة    نهضة بركان تطرح تذاكر "كأس الكاف"    مؤتمر دولي بفاس يوصي بتشجيع الأبحاث المتعلقة بترجمة اللغات المحلية    أخنوش: لا وجود لإلغاء صندوق المقاصة .. والحكومة تنفذ عملية إصلاح تدريجية    الخريطة على القميص تثير سعار الجزائر من جديد    أخنوش: نشتغل على 4 ملفات كبرى ونعمل على تحسين دخل المواطنين بالقطاعين العام والخاص    أخنوش يربط الزيادة في ثمن "البوطا" ب"نجاح نظام الدعم المباشر"    المغرب يستنكر بشدة اقتحام متطرفين المسجد الأقصى    الأمير مولاي رشيد يترأس مأدبة ملكية على شرف المشاركين بمعرض الفلاحة    3 سنوات سجنا لشقيق مسؤول بتنغير في قضية استغلال النفوذ للحصول على صفقات    رئيس الحكومة يجري مباحثات مع وزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسي    ''اتصالات المغرب''.. النتيجة الصافية المعدلة لحصة المجموعة وصلات 1,52 مليار درهم فالفصل اللول من 2024    نمو حركة النقل الجوي بمطار طنجة الدولي خلال بداية سنة 2024    الدفاع المدني في غزة يكشف تفاصيل "مرعبة" عن المقابر الجماعية    التحريض على الفسق يجر إعلامية مشهورة للسجن    السلطات تمنح 2905 ترخيصا لزراعة القنب الهندي منذ مطلع هذا العام    بشكل رسمي.. تشافي يواصل قيادة برشلونة    بعد فضائح فساد.. الحكومة الإسبانية تضع اتحاد الكرة "تحت الوصاية"    الأمثال العامية بتطوان... (582)    منصة "واتساب" تختبر خاصية لنقل الملفات دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت    تشجيعا لجهودهم.. تتويج منتجي أفضل المنتوجات المجالية بمعرض الفلاحة بمكناس    نظام الضمان الاجتماعي.. راتب الشيخوخة للمؤمن لهم اللي عندهومًهاد الشروط    اتساع التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جديدة    عودة أمطار الخير إلى سماء المملكة ابتداء من يوم غد    "مروكية حارة " بالقاعات السينمائية المغربية    الحكومة تراجع نسب احتساب رواتب الشيخوخة للمتقاعدين    في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشار المرض بسبب التغير المناخي    خبراء ومختصون يكشفون تفاصيل استراتيجية مواجهة المغرب للحصبة ولمنع ظهور أمراض أخرى    منصة "تيك توك" تعلق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد    وكالة : "القط الأنمر" من الأصناف المهددة بالانقراض    العلاقة ستظل "استراتيجية ومستقرة" مع المغرب بغض النظر عما تقرره محكمة العدل الأوروبية بشأن اتفاقية الصيد البحري    هذا الكتاب أنقذني من الموت!    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    حفل تقديم وتوقيع المجموعة القصصية "لا شيء يعجبني…" للقاصة فاطمة الزهراء المرابط بالقنيطرة    مهرجان فاس للثقافة الصوفية.. الفنان الفرنساوي باسكال سافر بالجمهور فرحلة روحية    أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب    ماركس: قلق المعرفة يغذي الآداب المقارنة .. و"الانتظارات الإيديولوجية" خطرة    قميصُ بركان    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نكاح المتعة: رحمة أم حرام عند السلف؟ (2)
نشر في هسبريس يوم 30 - 03 - 2015

قال الله تعالى في سورة النساء: { وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين، فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة، ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة، إن الله كان عليما حكيما } ولا ينكر جمهور علمائنا كونها نصا صريحا في المتعة، وإنما يزعمون أن حكمها منسوخ.
قال الشوكاني: أما نكاح المتعة، فلا خلاف أنه قد كان ثابتا في الشريعة كما صرح به القرآن: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} ه
قال أبو نضرة: سألت ابن عباس عن متعة النساء، قال: أما تقرأ سورة النساء؟ قلت: بلى. قال: فما تقرأ رواه الطبري وابن أبي داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، ولم يضعفه أحد من القائلين بالنسخ.
وهي قراءة مولانا أبي بن كعب، فصح عن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه قال: أعطاني ابن عباس مصحفا فقال: هذا على قراءة أبي، قال أبو كريب: قال يحيى : فرأيت المصحف عند نصير فيه: [ فما استمتعتم به منهن إلى وأنكر قلة منهم أن تكون متعلقة بالمتعة دون احترام لهذه القراءة الصحيحة الواردة فيها:
فيها: [ فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى] ؟ قلت: لا، لو قرأتها هكذا ما سألتك، قال فإنها كذا. أجل مسمى ] أخرجه الطبري وابن شاهين.
ولم يصح عن الصحابة ما يعارض قراءة أبي وابن عباس، فهو شبه إجماع.
واعتمدها عطاء بن أبي رباح وقتادة وسعيد بن جبير ومجاهد والحكم بن عتيبة وسفيان الثوري وموالينا علي بن الحسين وأبو جعفر محمد وابنه جعفر.
ومن المفسرين القدامى مقاتل والسدي، والمصنفون في النواسخ كابن سلام وابن حزم.
وقال القرطبي: اختلف العلماء في معنى الآية، فقال الحسن ومجاهد وغيرهما: المعنى: فما انتفعتم وتلذذتم بالجماع من النساء بالنكاح الصحيح فآتوهن أجورهن أي مهورهن ... قال الجمهور: المراد نكاح المتعة الذي كان في صدر الإسلام، وقرأ ابن عباس وأُبي وابن جبير: فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن. ه
ولا يصح ما ذكره عن الحسن ومجاهد، والغير الذي أشار إليه، ليس من الصحابة حتما، فلا عبرة به في معارضة أبي وابن عباس.
إنها قراءة شاذة على قول الجمهور، والشاذ كل قراءة صحيحة الأسانيد، لم تواتر التواتر المشترط في القرآن الكريم، لذلك لا نجدها في المصحف.
ولعلمائنا رحمهم الله ثلاثة مسالك في التعامل مع القراءات الشاذة الصحيحة:
المسلك الأول:
يعتبرها الجمهور من القرآن المنسوخ لفظا، فتكون بذلك حجة في بيان معنى الآية المرتبطة بها، وأقوى قال الزركشي: [الأمر الثامن: قال أبو عبيد في كتاب "فضائل القرآن": إن القصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها، وذلك كقراءة عائشة وحفصة: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر}، وكقراءة ابن مسعود: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما} [...] فهذه الحروف وما شاكلها، قد صارت مفسرة للقرآن، وقد كان يروى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك، فكيف إذا روي عن كبار ولسنا نقر هذا المذهب، فنسخ التلاوة مع بقاء الحكم أو نسخ التلاوة والحكم معا، ابتدعا فرارا من حقائق كثيرة، وننصح المصدومين بقراءة رسالة العلامة عبد الله الغماري: "ذوق الحلاوة ببيان امتناع نسخ التلاوة".
عندهم من حديث الآحاد.
الصحابة؟]. ه
المسلك الثاني:
يرى بعض العلماء أن القراءة الشاذة بمثابة الحديث، أي أن النبي عليه السلام كان يفسر الآية، ثم ينسى الصحابي فيخلط بين الآية وتفسيرها، ويكتبها في المصحف الخاص به كما فهم، ويقرئ تلامذته ذلك، ومن هنا كلف سيدنا عثمان بن عفان لجنة من جماعة كبيرة، قامت بإعادة جمع القرآن صافيا من التأويل النبوي، وأقر ذلك كل قال ابن قدامة في "المغني": في قراءة أبي وعبد الله بن مسعود: {فصيام ثلاثة أيام متتابعات}، كذلك ذكره الإمام أحمد في التفسير عن جماعة، وهذا إن كان قرآنا فهو حجة لأنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وإن لم يكن قرآنا فهو رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذ يحتمل أن يكون سمعاه من النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرا فظناه قرآنا، فثبتت له رتبة الخبر ولا ينقص عن درجة تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للآية، الصحابة بمن فيهم مولانا علي.
وعلى كلا التقديرين فهو حجة يصار إليه.
وقال ابن كثير: [ نص الشافعي في موضع آخر في الأم على وجوب التتابع كما هو قول الحنفية والحنابلة، لأنه قد روي عن أبي بن كعب وغيره أنهم كانوا يقرؤونها: {فصيام ثلاثة أيام متتابعات}. قال أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية عن أبي بن كعب أنه كان يقرؤها: {فصيام ثلاثة أيام متتابعات}. وحكاها مجاهد والشعبي وأبو إسحاق عن عبد الله بن مسعود. وقال إبراهيم: في قراءة أصحاب عبد الله بن مسعود: {فصيام ثلاثة أيام متتابعات}.
وقال الأعمش: كان أصحاب ابن مسعود يقرؤونها كذلك. وهذه إذا لم يثبت كونها قرآنا متواترا، فلا أقل أن يكون وقال الشوكاني في "النيل": ولو سلم انتفاء قرآنيته على جميع التقادير، لكان سنة، لكون الصحابي راويا له عنه صلى الله عليه وآله وسلم لوصفه له بالقرآنية، وهو يستلزم صدوره عن لسانه، وذلك كاف في الحجية لما تقرر في الأصول من أن المروي آحادا، إذا انتفى عنه وصف القرآنية لم ينتف وجوب العمل به كما سلف. ه
ونحن مع هذا المسلك، لأنه تأويل منسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن لم يصرح به الصحابي.
هذا إذا لم يختلف الصحابة القراء، أما إذا حصل الاختلاف بينهم ، فلا تكون أي من قراءاتهم الشاذة حديثا، واعلم أن قراءة آية المتعة أصح بكثير من قراءة (فصيام ثلاثة أيام متتابعات)، ومع ذلك أعرض عنها ابن خبر واحد أو تفسيرا من الصحابة، وهو في حكم المرفوع] ه
فما دام ينسبه إلى الله تعالى، ولا نجده في المصحف، فالمنطق يقضي أنه حديث نبوي صحيح.
بل هي من تأويلاتهم.
كثير وآخرون، فاحذر زلات العلماء.
المسلك الثالث:
يرى جماعة أن القراءات الآحادية، من باب تفاسير الصحابة، وأن تفسير الصحابي القارئ كأبي وابن وعلى هذا المسلك، فقراءة: {إلى أجل مسمى} حجة لأنه قرأ بها أحد الصحابة الذين أمرنا بأخذ القرآن عباس معدود في قسم التفسير بالمأثور، وهو حجة إذا لم يعارضه مثله أو أقوى.
عنهم، هو سيدنا أبي ووافقه ابن عباس الأعلم بالقرآن بعد مولانا علي.
فهي تفسير اثنين من كبار الصحابة، ولم يخالفهما غيرهما، وبه قال أئمة التفسير من التابعين.
وبالجملة، فهي حجة في حمل الآية على المتعة، لأن القراءة الآحادية تندرج فيما نسخت تلاوته، أو هي بمنزلة الحديث، أو هي تفسير الصحابي.
وما عدا هذه المسالك شاذ لا يعتد به عند علماء السنة.
ودعني من قول الطبري رحمه الله في تعليقه على قراءة ابن كعب: "وغير جائز لأحد أن يلحق في كتاب الله فإنه خطأ واستماتة في تحريم المتعة، وما كان الطبري أحرص على القرآن من ابن عباس وتلامذته.
تعالى شيئا لم يأت به الخبر القاطع"
والطبري من القائلين بأن القراءات الشاذة من المنسوخ لفظا.
ثم إنه لم يسلك موقفا واحدا، فإذا كان يرفض الاحتجاج بقراءة {إلى أجل مسمى}، فإنه احتج بالشواذ في مواضع، منها قوله: وقال تعالى ذكره: {فاقطعوا أيديهما}، والمعنى أيديهما اليمنى كما حدثني محمد بن الحسين قال: ثنا أحمد بن مفضل قال: ثنا أسباط عن السدي: فاقطعوا أيديهما اليمنى. حدثنا ابن وكيع قال: ثنا أبي عن وقال: قرأ بعض القراء {ويهلك الحرث والنسل} برفع يهلك (...) وذلك قراءة جائزة وإن كان لها مخرج في العربية لمخالفتها لما عليه الحجة مجمعة من القراءة في ذلك قراءة: {ويهلك الحرث والنسل} وأن ذلك في قراءة أبي بن كعب ومصحفه فيما ذكرنا ليفسد فيها وليهلك الحرث والنسل، وذلك من أدل الدليل على تصحيح قراءة من ودعني من أقوال غير الطبري، فإنهم يحتجون بالشاذ من القراءات إذا وافق آراءهم، ثم يردونها إذا خالفت مذاهبهم، قال ابن القيم في الزاد: وقد احتج كل واحد من الأئمة الأربعة به في موضع، فاحتج به الشافعي وأحمد في هذا الموضع، واحتج به أبو حنيفة في وجوب التتابع في صيام الكفارة بقراءة ابن مسعود: {فصيام ثلاثة أيام متتابعات}، واحتج به مالك والصحابة قبله في فرض الواحد من ولد الأم أنه السدس بقراءة أبي: {وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت من أم فلكل واحد منهما السدس}. فالناس كلهم احتجوا بهذه القراءة، ولا مستند للإجماع سواها. قالوا: وأما قولكم إما أن يكون نقله قرآنا أو خبرا، قلنا بل قرآنا صريحا.
قولكم: فكان يجب نقله متواترا، قلنا: حتى إذا نسخ لفظه أو بقي؟ أما الأول فممنوع والثاني مسلم، وغاية ما في الأمر أنه قرآن نسخ لفظه وبقي حكمه، فيكون له حكم قوله: {الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما} مما اكتفى بعد الذي تقدم، لا يبقى للمنصف إلا أن يقر بأن آية النساء صريحة في نكاح المتعة، ثم ينتقل للسؤال عن سفيان عن جابر عن عامر قال: في قراءة عبد الله: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما} ه
قرأ ذلك: {ويهلك} بالنصب عطفا به على ليفسد فيها.
بنقله آحادا، وحكمه ثابت، وهذا مما لا جواب عنه]ه
نسخ حكمها من عدمه.
فنقول وبالله التوفيق:
بالقرآن أو بالحديث المتواتر.
على رأي القائلين بوجود النسخ بكل أنواعه، فإنهم يرون أن الأحكام الثابتة بالقرآن الكريم لا تنسخ إلا أما حديث الآحاد فلا ينسخ شيئا من القرآن، لأن الآية قطعية الثبوت، والحديث ظني الثبوت مشكوك فيه جاء في المحصول للقاضي ابن العربي عن نسخ القرآن بالحديث: وأنكره أصحابنا وأصحاب الشافعي والأستاذ أبو إسحاق الاسفراييني رحمهم الله، وعمدتهم أن القرآن معجز وكلام النبي غير معجز، فكيف يرد المعجز بنسبة ما، ومحال أن ينسخ المشكوك في صحته كلام الله المحكم.
بما ليس بمعجز (...) ولكن ذلك عندنا إذا ثبت طريق السنة قطعا بالخبر المتواتر، وأما إن كان خبر واحد فقد تعاطى بعضهم النسخ به وهي مزلة قدم لأن خبر الواحد مظنون ولا يساوي الظن اليقين فضلا أن يعارضه.ه
فهل لعلمائنا محرمي المتعة أي ناسخ من القرآن أو السنة المتواترة لآية النساء؟
أما الأحاديث التي احتجوا بها فكلها أخبار آحاد بإقرارهم، وهي مختلفة فيما بينها من حيث التاريخ، وهو حديث صحيح، لكنه لا يشتمل على أي لفظ من ألفاظ التحريم، ثم إنه منسوخ عندهم بترخيص النبي والحق أن النبي نهى عن المتعة عام خيبر نهيا عسكريا لا تشريعيا، وإن كان هناك نسخ فنهيه منسوخ بآية والله لا يوجد لديهم إلا العناد والضباب.
أصحها حديث مولانا علي في النهي يوم خيبر.
في المتعة عام فتح مكة.
المتعة التي نزلت بعد خيبر، وبإذنه في المتعة بعدها.
وأما حديث سبرة بن معبد المصرح بالتحريم فضعيف لا يحتج به عاقل يخشى الله.
ولو سلمنا إمكان نسخ كلام الله بحديث الآحاد، فآية المتعة ناسخة لحديث سبرة لأنها نزلت بعده.
وأما دليل الجمهور على نسخ آية المتعة بالقرآن، فهو قول الحق سبحانه في سورة "المؤمنون" و"سورة المعارج" : { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى قال بعض كبار الأئمة رحمهم الله : نصت الآية على أن من قضى شهوته الجنسية مع غير الزوجة أو المملوكة ، فهو من العادين ، أي الظالمين أنفسهم المجاوزين حدود الله ، وامرأة المتعة ليست زوجة ، فتكون الآية وراء ذلك فأولئك هم العادون }ناسخة حتما لآية المتعة .
قلت : سبحان الله ، كيف يتجرأ أئمة كبار على التفوه بمثل هذا الكلام ؟
يعترفون أن المتعة كانت مباحة بعد الهجرة ، ولم تنسخ عندهم إلا عام خيبر أوبعده ، ثم يستدلون على نسخها بآية مكية نزلت قبل الهجرة بإجماع.
أهو الجهل بتوقيت نزول الآية ؟ أم هو العناد والمكابرة عند فقدان الحجة والبرهان ؟
ثم من قال لهم إن المرأة المستمتع بها ليست زوجة قبل انقضاء أجل المتعة ؟ في أي كتاب أو سنة صحيحة إن المتعة زواج شئتم أم أبيتم ، والمستمتع بها زوجة أحببتم أم كرهتم ، وكلمة " أزواجهم " عامة مطلقة تشمل الزوجة المؤبدة والزوجة المؤقتة ، فلا علاقة لآية " المؤمنون والمعارج " بالنسخ والتحريم حتى لو نزلت وإن شئتم العناد والتعنت ، فآية المتعة ناسخة لما في آية " المؤمنون " و " المعارج " من تقييد على فهمكم البديع ، بمعنى أن الآية المكية قيدت النكاح المشروع بالزوجة المؤبدة والمملوكة ، ثم جاءت آية المتعة والحق أن المسألة لا ناسخ فيها ولا منسوخ ، فالمتعة نكاح عربي قديم ، لم ينزل فيه من الله شيء قبل آية النساء ، فكان بعض الصحابة يفعلونه بإذن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان بعضهم يتحرجون منه ، فأنزل الرب الرحيم بعباده آية المتعة لرفع الحرج عن أمة الإسلام ، وكان ذلك بعد انتهاء المسلمين من غزوة حنين في السنة الثامنة بعد الهجرة ، فكانت أول متعة يفعلها الصحابة الأطهار بعد نزول الآية بالإذن، عند تحللهم من عمرة الجعرانة بعد حنين ، لكن علماءنا لا يريدون التحقيق ، لأنه ينسف لهم حججهم ويبطلها فيفضلون التعمية على الحقائق أو يتكاسلون عن البحث، فلا أحد منهم أشار إلى نزول آية المتعة بعد الفتح وحنين، رغم وجود الدليل على ذلك، وهو أن سورة النساء متأخرة النزول، والآية 24 المشتملة على إباحة المتعة نزلت يوم حنين، وهي قوله سبحانه: { وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ روى مسلم في الصحيح عن سيدنا أبي سعيد الخدري أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم بعث يوم حُنين سريَّة، فأصابوا حيًّا من أحياء العرب يومَ أوطاس، فهزموهم وأصابوا لهم سبايَا، فكان ناسٌ من أصحاب رسول الله صلى وجدوا ذلك ؟ بعد آية المتعة التي في سورة النساء المدنية .
المدنية لتوسع دائرة النكاح المباح ، فأضافت زوجة المتعة . الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } الله عليه وسلم يتأثَّمون من غشيانهن من أجل أزواجهن، فأنزل الله تبارك وتعالى: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم} منهن، فحلالٌ لكم ذلك .
وجاء التصريح بنزولها يوم حنين عن مولانا ابن عباس وسعيد بن جبير والشعبي.
وبعد نزولها ، أذن النبي عليه السلام لأصحابه في المتعة :
روى الشيخان عن الحسن بن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله وسلمة بن الأكوع رضي الله عنهما قالا:
خرج علينا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أذن لكم أن ولفظ البخاري: كُنَّا فِي جَيْشٍ، فَأَتَانَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُمْ أَنْ تستمتعوا، يعني متعة النساء.
تَسْتَمْتِعُوا، فَاسْتَمْتِعُوا.
وجملة " كنا في جيش " تعني جيش المسلمين يوم حنين بدليل هذه الرواية الصريحة من طريق البخاري عند ابن أبي الحافظ المتوفى عام 490 ه في كتابه: "تحريم نكاح المتعة ص 49 " عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَا: كُنَّا فِي حُنَيْنٍ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّهُ قَدْ أذِنَ لَكُمْ أَنِ اسْتَمْتِعُوا، وروى الطبراني في المعجم الكبير بإسناد حسن عن سعيد المقبري أن ابن عباس وعروة بن الزبير اختلفا في المتعة، فقال عروة: هي زنى! وقال ابن عباس: وما يدريك يا عرية ! فمر بهما سلمة بن الأكوع، فسأله ابن عباس فقال: غرب بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر ، كنت أخرج مع الجيش فأقيم حين يمسون، ولم يغرب النبي بالمسلمين قرابة ثلاثة أشهر إلا في السنة الثامنة بعد الهجرة، وهو عام الفتح وحنين وقوله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّهُ قَدْ أذِنَ لَكُمْ أَنِ اسْتَمْتِعُوا، فَاسْتَمْتِعُوا " ، صريح في نسبة الإذن إلى الله فَاسْتَمْتِعُوا ".
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من شاء فليستمتع من هذه النساء. ه
وأوطاس ، فتأكد نزول الآية في ذلك التاريخ .
سبحانه ، أي أنه أخبر أصحابه بنزول الآية بإباحة ملك اليمين والمتعة.
وقد استمتع بعض الصحابة بعد عمرة الجعرانة بدليل هذه الرواية :
روى سعيد بن منصور والقاسم بن سلام بإسناد صحيح إلى الحسن البصري قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في عمرته، تزين نساء أهل المدينة، فشكا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، قال: تمتعوا منهن واجعلوا الأجل بينكم وبينهن ثلاثا، فما أحسب رجلا يتمكن من امرأة ثلاثا إلا ولاها وظن بعض العلماء أن ذلك كان في عمرة القضاء ، وهم بعيدون عن الصواب لأمرين هامين لم يلتفتوا إليهما:
الأول : كان أهل مكة أيام عمرة القضاء مشركين معادين للمسلمين ، ويشترط في المتعة إسلام المرأة ، ونساء الثاني : أخلى المشركون مكة للمسلمين أيام عمرة القضاء بموجب اتفاق الحديبية ، وكان الاتفاق يقضي بأن يظل المسلمون بمكة للعمرة ثلاثة أيام فقط ، وهو ما حصل بالضبط كما نص أهل السير والتاريخ ، أي أن الصحابة كانوا محرمين بالعمرة طيلة الأيام الثلاثة ، وقد استمتعوا حسب أثر الحسن البصري ثلاثة أيام ، فيكون المجموع ستة ، وهو ولم يعتمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد عمرة القضية عمرة غير مقرونة بالحج إلا عمرة الجعرانة بعد حنين، وقد كان المسلمون آمنين في مكة حينئذ ، ونساؤها مسلمات ، فكان من الملائم أن تتوق نفوسهن لنكاح صحابة وهذه صورة من واقعية الإسلام واحترامه رغبات الإنسان الفطرية ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يعاقب فهل يشفق فقهاؤنا على الأرامل والمطلقات والعوانس المتعطشات للشهوة الحلال ، وعلى المحتاجين من الرجال مكة حينئذ مشركات ، وقومهن في حرب مع المسلمين ، فكيف يستمتع الصحابة بهن ؟
مناقض للتاريخ الثابت .
فهي المقصودة حتما .
الرسول حبا وتبركا، ومعانقة للفاتحين ، لذلك تزينت النساء فاستمتعن .
النسوة ولا انتهرهن ، بل دعا أصحابه لتحقيق رغباتهن البريئة ، من خلال الزواج المؤقت .
للزواج المؤقت الموثق تأسيا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم مع نسوة مكة ؟
لا أظن ذلك قريبا، فلا يزال أمامنا طريق طويل ليستفيق علماؤنا ، ثم ينزلون من الأبراج العاجية السامية إنهم بحاجة للتأكد من وجود آية قرآنية محكمة تبيح النكاح المؤقت ، المتعة ، فاسألوهم أيها المتعطشون للحق وأتحفوهم بهذا الأثر : عن شعبة الإمام أنه سأل الحكم بن عتيبة التابعي الكبير جليل القدر عن هذه الآية: { فما استمتعتم به منهن} أمنسوخة هي؟ قال: لا. ثم قال الحكم : قال علي رضي الله عنه : لولا أن عمر رضي الله عنه نهى المحققة للطهرانية حسب ظنهم .
هل تلك الآية نزلت في المتعة أم لا ؟
عن المتعة ما زنى إلا شقي.
رواه الطبري في التفسير بإسناد صحيح إلى الحكم بن عتيبة.
نثر الكنوز في التعقب على السيد محمد بولوز
لقد رد على الجزء الأول من مقالنا فضيلة الأستاذ محمد بولوز بمقال تحت عنوان : " زواج المتعة محرم عند أهل السنة ومصيدة "للمؤلفة فروجهم" عند الشيعة " ، ونحن نشكره على سرعة تجاوبه مع المسألة ، لكننا نأسف ونتألم لتسرعه في إطلاق الأحكام والتهم ، واستعجاله في ولوج معترك الموضوع دون احترام للتحقيق العلمي .
ولسنا هنا لنقدم دروسا في النحو والإملاء لأستاذنا الفاضل ، حيث دفعته العجلة للتصدي لنا تحصينا للأتباع ، ولسنا هنا لنذكر فضيلته بوجوب تحلي العالم الداعية بالخلق الحسن من خلال الكلمة الطيبة وحسن الظن ، فمقال الرجل يقطر حنقا وسوء ظن ، من قبيل اتهامنا بالتشيع والنفاق والتظاهر بالعلم والترضي على الصحابة مداهنة، فكأنه " إله " مطلع على النوايا ذات الصدور، ولست أدري هل يتهم الشيخين الفاضلين القرضاوي والكبيسي بمثل ما فملأ مقاله بالأخطاء النحوية ولعله كان يملي على كاتب لا يتقن مبادئ اللغة العربية .
اتهمني به ، فهما من المتسامحين في شأن المتعة .
****
جاء في عنوان الحبيب بولوز: " زواج المتعة محرم عند أهل السنة " ، ونسي أو تجاهل أنني قلت ذلك في الجزء الأول ، لكن السؤال المركزي الذي سيحار السيد بولوز في الجواب عليه هو : ما موقف جماهير الصحابة وكبار التابعين من زواج المتعة ؟ وإذا كانوا يبيحونه كما سنثبت بإذن الله ، فهل هم سلف السنة أم الشيعة ؟ وهل هم أولى إنني كنت دقيقا في اختيار عنوان مقالي حيث قلت : " نكاح المتعة رحمة أم حرام عند السلف " ، والسلف بالاتباع أم فقهاء المذاهب الذين خالفوهم ؟
عندنا هم كبار الصحابة العلماء لا غير .
وقد وجدنا جلهم على القول بإباحة المتعة ، فلا قيمة لمن أتى بعدهم أيا كان .
أما أنا فلو خيرت ، ما فضلت ضوء المصباح على شمس النهار ، فافرز بينهما رعاك الله.
والآن يا سيد بولوز : هل نتبع الصحابة أم نقلد أخطاء المذهبيين ؟
****
ذلك أن منه ظنا والقرطبي والرازي كالطبري العلماء بعض عن كثيرة نقولا مقاله في الناصح الأستاذ حشد يقرأ لم ما قرأنا بل ، الموضوع في غيرهم وأقوال بأقوالهم تامة دراية على فنحن ، وطاش سهمه أخطأ وقد ،يرهبنا هداه الله وعلمه ، ولعله لا يعرف كتاب " تحريم نكاح المتعة " للإمام ابن أبي حافظ ، إذ لو عرفه لنقله لنا كله ليردعنا .
أن من منطلقين الآخرة، الدار في بهم وجمعنا الله رحمهم الرجال هؤلاء أقوال تأملنا أننا الفاضل أيها فاعلم غير متعصبين مقلدين بعضهم ورأينا ، متناقضين الموضوع في مختلفين مضطربين الله رحمهم فوجدناهم محققين، وآخرين معاندين للشيعة مكابرين ، أو خائفين على أنفسهم وجلين، أو متخوفين على الطائفة مرهوبين .
إلى الله أعاده ، الله رحمه حجر ابن كالحافظ ، المطلعين المحققين كبارهم أحد أن لو ، هو إلا إله لا الذي ووالله عصر في كان لأنه ، الجارف التيار معاكسة يستطع لم وأنه ، المتعة نسخ عدم أي ، الحقيقة يعرف كان أنه لأقر ،الدنيا القول بدليله لا بقائله ، وأن الرجال يعرفون بالحق لا العكس ، وأن الجماعة هي الحق ولو كنت وحدك...
الإرهاب الفقهي العلمي السياسي ، فافهم .
فعوض أن تجمع وتحشد ، أخرج لنا العلم الحق من كتاب ربنا وسنة نبينا الصحيحة .
فإن ، المرضيين بالصحابة ونستقوي ، بالوحي نستظل فنحن ، والمحدثين بالمفسرين علينا تستقوي كنت وإذا وألقاهم طيرهم ، واحدة نفخة معهم وغيرهم أوردتهم الذين العلماء كل على نفخ إذا ، عباس ابن كمولانا منهم الواحد بعشرات أتيناك إذا وتتهيب تتراجع فهل ، مثلا النقاب وجوب بعدم القائلين مذهب على بولوز سيد ياولع لك، والمواقف الأفكار في غيرهم خالفوا كما نخالفهم وإنما ، أشخاصهم مع لنا مشكل فلا ، العلماء كل الله رحم، صارمة قواعد لنا وقعدوا أصولا لنا أصلوا لكنهم ، أرجلهم تحت تراب إلا نحن وما ، العذر تلو العذر لهم ونلتمس قاعدة عن خروجا مقالي في تجد أن بولوز أستاذ يا ونتحداك ، متبعون ولقواعدهم ، عاملون بنصيحتهم فنحن
الجن ومعك الله رعاك فاجهد ، الأصول المبادئ من لمستند فاقدا قولا أو ، الدليل عن عاريا رأيا أو ، عليها متفق في بحر الجهل والأمية .
النصوص عن العلماء المتشددين في المسألة ، أم ستركز على صحة الأدلة وصلاحيتها ؟
وعلمونا أن الرشد في اتباع تلك الأصول والقواعد ، وأن أقوالهم إذا شذت عن المبادئ شبه الريح . والإنس .
****
الضعيفة الروايات عن الأعلام بسكوت والاغترار ، وعماية الدين آفة المتقدمين لأقوال والتسليم التقليد إن لسان على أو أصالة ساقها التي والآثار الأحاديث في والتحقيق التمحيص من ذرة نفسه يكلف لم بولوزوالسيد إليه توصلنا ما يطالعوا أن بعد المنصفين، القارئين وبين المجدين، الباحثين أمام بنفسه المسكين أزرى لقد على والحكم السباب من الخالي المهذب العلمي النقد هذا عن غنية في لكان عندنا، ما نكمل حتى تأنى أنه ولو لا الذي الصحيح في النظر تأجيل مع أوردها، التي الساقطة المرويات بعض حقيقة وبصرنا، الله بصره ،وإليه والموضوعة مصيبة الفكر وجناية .
الأئمة الذين جيش أقوالهم ضدنا ، فهو موغل في التقليد، وذلك عين التعصب والجمود .
بشأن تلك النقول ، من الضعف والنكارة والأفول.
النوايا، وقديما قالوا: إذا تكلم الإنسان في غير فنه جاء بالعجائب.
يصلح حجة علمية على ما يحامي عليه :
الخبر الأول : بما المحترم الأستاذاحتج قال: وسلم عليه الله صلى النبي أن الجهني معبد بن سبرة عن صحيحه في مسلمرواه عنده كان فمن ، القيامة يوم إلى ذلك حرم قد الله وإن ، النساء من الاستمتاع في لكم أذنت كنت قد إني ! الناس أيهايا " قال: وسلم، عليه الله صلى النبيّ أن أبيه عن الجهنيّ، سبرة بن الربيع عن : فيها التي الأخرى روايته وساق المختصون، يعرف كما فيه بوجوده عبرة فلا ، الأصول في لا الشواهد في مسلم الإمام رواه الحديث هذا :أقول عن به وتفرد ، معاصريه عند مغمورا مجهولا وكان ، العجلي الإمام قبل أحد يوثقه لم الذي سبرة بن الربيع بهو تفرد في المشكوك ابنه إلا عنه يرو لم إذ ، الصحابة كتب في مترجما كان وإن صحبته تثبت لا وسبرة ، معبد بن سبرة أبيه في اضطرب حيث ، بالاضطراب مضعف حديث أي يبلغه لم فاحشا تناقضا متناقض حديثه ومتن ، وضبطه عدالته سعد بن الليث طريق من مسلم عند رواياته وأصح التاريخ، غير في اضطرب كما أوجه ثلاثة من أكثر على التاريخ وابن هو خطبها أنه وزعم ، لابنه المرأة جمال تفاصيل حكى فسبرة ، منكرة مضامين على يشتمل حديث إنه ثم في محال وذلك ، لشبابه فاختارته واحدة لحظة فيعمه حق أخيه خطبة على الرجل خطبة عن نهى النبي لأن الصحابة إنه فيلم هوليودي من إخراج الربيع بن سبرة المعتوه بالأدلة العلمية المخفية عن بولوز في بطون الكتب .
به وتفرد الموضوع، في النقاش أثناء إليه حاجتهم رغم الحديث بهذا وصغارا كبارا الصحابة من أحد يسمع ولم ، الربيع ابنه باستثناء والتابعين الصحابة كل عن حياته طيلة كتمه معاوية دولة في مات الذي سبرة أن بمعنى حتى عليها متكتما الخطة بسماع المتفرد الربيع ابنه بقي ذلك وبعد ، النووي السلاح لتصنيع خطة يتضمن كان أنه أي منهن شيء فليخل سبيله . ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا" اسْتَمْتِعُوا مِنْ هَذِهِ النَّساء "، والاستمتاع عندنا يومئذٍ التزويج. ه
خالية من الجزء المصرح بالتحريم.
، فكيف يخطب رجلان من الصحابة امرأة في مجلس واحد ؟
سبرة الذي لا ذكر له من غير رواية ابنه المخرج ، ولم يسمعه أحد من سبرة إلا ابنه المبجل .
بعد إلا الوجود إلى يخرج لم الفاصل الحديث أن أي عنه، الله رضي العزيز عبد بن عمر الخليفة أمام مرة أول بها حدث الساقطة حجته ببطلان تقضي ) التزويج يومئذ عندنا والاستمتاع ( : رواية أن إلى بولوز السيد ينتبه ولم ،هذا يمكنوهل أصحابه أعلم النبي يكون أن سيد يا نهاهم المعصوم وكان ، الاستمتاع هو كان إذا التزويج بتحريم رغم به يحتج فلم البخاري فعل وكذلك يرويه، كان بعدما الموطأ من مالك إمامنا أسقطه فالحديث ، تقدم مالكل عدم إلى مشيرا تخريجه على مسلما الدارقطني وانتقد ، معين وابن الشافعي وضعفه التحريم، في ووضوحه بهمعرفته الربيع أن إلى نهايته في خلصت ، مدقق محقق ، الذيل طويل بحث ومنه الله بحمد الحديث في فلي، وبالجملة بأصله الناس وجهالة أبيه موت مستغلا المتعة قصة اختلق لذلك ، الشهرة عن يبحث مجنونا أو كذابا كان سبرة بن مناقشة بعد عليه للمباهلة ومستعد أقول فيما صادق أني ربي بالله وأقسم الخامس، الراشد الخليفة على ووفادته ونسبه أن أتحداه كما العلماء، عند المعروفة الثلاثة بالطرق معبد بن سبرة صحبة يثبت أن تواضع بكل أخوته وأتحدى نسخ بعدم القول عن تراجعي أعلن فأنا الأمرين من واحدا أثبت ولو ، الربيع ابنه غير سبرة عن يروي ثقة راويا يجد ، عمر مولانا ثم بكر أبي مولانا ثم وسلم عليه الله صلى النبي بإذن مكة فتح بعد استمتعوا الصحابة أنوأز يدك على المغمور سبرة نصدق أم نصدقهم فهل ، بالإباحة القول على وغيرهم عباس وابن الأكوع بن وسلمة جابرواستمر مكة بفتح مؤرخ سبرة وحديث أوطاس، يوم أخي يا الأكوع بن سلمة وحديث ، حنين بعد نزلت المتعة آية إنثم ؟ شهر من بأكثر عليه متأخرة قرآنية آية صحيح حديث ينسخ فهل ، الله رحمه كالألباني المحدثين من " محققينا "عند سنة 99 ه ، فيكون الربيع بن سبرة مجدد القرن الأول لا محالة .
فهي رواية صحيحة السند إلى الربيع المخرج لا إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
عن الاستمتاع وحرمه تحريما مؤبدا ، أجب أيها الألمعي واعلم أن الكذاب كالربيع يترك آثار الجريمة لا محالة.
ثبوت صحبة سبرة .
مع جهة تستحق أن تكون حكما ، فليجهد بولوز لتأليفها.
المتعة على الملأ وفي هسبريس نفسها.
فرض صحبته ؟
وهل ينسخ حديث فرد غريب آية قطعية الثبوت يا رجل ؟ فحقق ثم أطلق .
الخبر الثاني :
ذكرال أثر بولوزسيد كله. صداقها وجب فقد واحدة مرة نكحها ثم المرأة منكم الرجل تزوّج إذا عباس: ابن
أثر هذا :قلت جداضعيف طريق من الطبرييرويه الليث كاتب صالح بن اللهعبد وهو ضعيف، عن بنعلي أبي طلحة وقد جرحه بعض النقاد، وما لقي ابن عباس ولا سمع منه، فيكون منقطعا سمعه من أحد الكذابين المتعصبين.
الحافظقال حجرابن فيالتقريب ابن عن أرسل حمص، سكن العباس، بني مولى سالم طلحة أبي بن علي:
والاستمتاع هو النكاح، وهو قوله:{ وَءاتُواْ 0لنِّسَاء صَدُقَٰتِهِنَّ نِحْلَةً }
عباس ولم يره، من السادسة، صدوق قد يخطىء. ه
فهل تحتج به بعد الآن يا إمام ؟
الخبر الثالث:
رواه ما بولوزوساق قال } مِنْهُنَّ بِهِ 0سْتَمْتَعْتُمْ فَمَا { قوله: في عباس ابن عن الخرساني عطاء: هذه صارت ناسخة، عباس ابن مولانا يعدها أن يعقل فلا الأولى تعارض لا الثانية الآيةقلت: ولم ضعيف، الخراسانيوعطاء صحة ليوهم عباس ابن وبين بينه الذين والمجاهيل الكذابين يسقط كان أنه أي ، عنه يدلس فكان عباس، ابنيلق أسانيد حال عن يسكت عندما التدليس فيمارس يدريها أنه أو الخبايا، هذه بمثل له دراية لا بولوز والسيد عنه، مروياته تصلح لا لكنها صحيحة بأحاديث واستدل المراد، أثبت بما فنكتفي الفاضل الأخ أوردها ضعيفة أخرى آثاروهناك بقول بولوز السيدوأذكر التمهيد في البر عبد ابن المغرب حافظ10/121 الرجوع في عباس لابن نسبعما :
الآية منسوخة بقوله تعالى: { يأيُّهَا 0لنَّبِىُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ 0لنّسَاء فَطَلّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}
ما يعارضنا به، فلعله معجب بمنهج عطاء الخراساني غفر الله لهما.
لكونها منسوخة على مذهبه، وسيأتي ذكرها بحول الله.
هذه الآثار كلها عن ابن عباس معلولة لا تجب بها حجة من جهة الإسناد ه ضعيفة، بأسانيد الرجوع عنه وروي المتعة، إباحة عباس ابن عن واليمن مكة أهل روى بطال: ابن الحافظ وقال أن فآن شيعيا، شعارا صار لما علماؤنا تركه وصحابته، وسلم عليه الله صلى الله رسول مذهب بلقلت:
وإجازة المتعة عنه أصح، وهو مذهب الشيعة. ه نسترجعه لأنه دين.
****
أرجو من السيد بولوز أن ينظر بعين الباحث الموضوعي المتواضع فيما قلناه، وأقترح على فضيلته مناظرة وأقول له مطمئنا إنك أمام باحث سني راسخ القدم، وهل يخشى إعلان تشيعه من يتجرأ على طرح موضوع إنني ترددت كثيرا قبل نشر الموضوع، نظرا لخصومتنا السياسية مع الشيعة في أكثر من موطن، وانتظرت أن تتوقف هذه الحروب والمعارك بيننا وبينهم، حتى لا أتهم بالتشيع ومخالفة الإجماع، لكنها طالت حتى نظن أنها مستحيلة والحقيقة العلمية لا ينبغي أن تحاصرها الأحداث والوقائع، وما استمر تعصب كل فريق لمذهبه غثه وسمينه إلا علمية علنية.
المتعة في ظرفية تاريخية حساسة يا سيد بولوز ؟
لاستمرارية الصراعات الطائفية بين المسلمين.
فهل نوقف البحث أم نمضي غير عابئين بصراعات الساسة؟
واعلم هداك الله وهداني أن منهجيتي أخطر على الشيعة وأشد صلابة من منهجيتك القائمة على العناد والصياح والمكابرة ، فالشيعة يسهل عليهم نسف مواقف المعاندين وفضحهم أمام القراء ، أما أن يقول رجل حقير مثلي : إن المتعة مباحة بكتاب الله وسنة رسول الله وفتاوى جماهير الصحابة والتابعين، ويحصن بذلك أساس مذهبه ومصدره ، وإن كنت يا سيد بولوز متشككا في صدقي ، فأنا أقسم لك أيها القاضي العادل بالله ربي أنني سني أكثر منك، وإن هذا، ووالله ليس للعبد الفقير الآن أي انتماء تنظيمي أو حزبي أو حركي ، فهو مستقل حر طليق في فضاء الفكر فهيهات يقدر متشيع على تسور محرابه .
شئت فأنا أعلن تسنني على يدك.
والمعرفة ، يرجو أن يكون على علاقة طيبة بكل المسلمين فرادى وجماعات، وهمه وحدة الأمة ونهضتها.
ولا أريد أن تكون مواقفي وآرائي محسوبة على أي جهة، ولا سببا في إذاية أي مجموعة مؤمنة، فأنا مستقل وأخيرا، أختم بهذين الأثرين الصحيحين، الذين لهما صلة قوية بموضوعنا، ليتعلم الأستاذ بولوز وغيره، أن روى أحمد وغيره عن سالم قال: سئل ابن عمر عن متعة الحج فأمر بها، فقيل له: إنك تخالف أباك، قال: إن أبي لم يقل الذي تقولون، إنما قال: أفردوا العمرة من الحج، أي أن العمرة لا تتم في شهور الحج إلا بهدي، وأراد أن يزار البيت في غير شهور الحج، فجعلتموها أنتم حراما وعاقبتم الناس عليها، وقد أحلها الله عز وجل وعمل بها رسول الله في رواية: ويلكم ألا تتقون الله ان كان عمر نهى عن ذلك فيبتغى فيه الخير يلتمس به تمام العمرة فلم تحرمون ذلك وقد أحله الله وعمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أفرسول الله صلى الله عليه و سلم أحق أن تتبعوا سنته أم سنة عمر؟ إن عمر لم يقل لكم إن العمرة في أشهر الحج حرام، ولكنه قال: إن أتم العمرة أن تفردوها من أشهر الحج.
وروى إمامنا مالك عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب أنه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس عام حج معاوية بن أبي سفيان، وهما يذكران التمتع بالعمرة إلى الحج، فقال الضحاك: لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله، فقال سعد: بئس ما قلت يا ابن أخي، فقال الضحاك: فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ينهى عنها، فقال فكن رجلا يا سيد بولوز وأجب على الأسئلة المركزية العالقة، ولا تشتغل بالجزئيات والهوامش الملحقة، وكن أقول هذا مع عميق الاعتذار لكل الأحبة أهل الله الذين جالسناهم يوما في الله.
منذ زمان حتى أتحرر من كل سلطة تعوق أبحاثي التي أسأل الله أن يبارك لي فيها.
الفاصل بيننا قال الله قال رسوله، لا قال فلان أو علان مهما كان، حاشا الصحابة أولي العلم والبيان:
صلى الله عليه وسلم. قال: فإذا أكثروا عليه قال: أفكتاب الله عز وجل أحق أن يتبع أم عمر؟
سعد: قد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنعناها معه.
من أهل الصبر والمرحمة، جمعني الله بك في دار الدنيا أخا صديقا، وحشرني معك في الجنة رفيقا.
اللهم علمنا وارزقنا الإخلاص والخلاص.
يتبع بإذن الله
باحث متخصص في علوم الحديث
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.