وجه قياديون في جماعة العدل والإحسان انتقادات لاذعة ومباشرة إلى رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، حيث طالبوه بالانشغال بالقضايا الصغيرة، وأن لا يتجاوزها إلى أكثر من ذلك، كما أعابوا ما وصفوه بكثرة كلامه ولغطه، والمبالغة في "صناعة العداوات والارتجال". وجاءت مواقف قياديين من "الجماعة" عقب تصريحات بنكيران أدلى بها لمنابر إعلامية، قال في إحداها إن "الجماعة عندما ستقرر أن تتفاهم، فإنها تعرف الباب الذي ستطرق"، متسائلا "ماذا تريدون أن نفعل للعدل والإحسان، هل طلبوا حزبا أو جمعية؟، ثم أردف "لم يطلبوا شيئا، أما الدولة فلم تقم بأي شيء ضدهم". حسن بناجح دبج تدوينة في صفحته على الفيسبوك، قال فيها "طبعا نعرف أن المسائل الكبرى للدولة لا دخل لبنكيران فيها، وهي كثيرة، وملف العدل والإحسان واحد منها"، مضيفا أن ""رئيس الحكومة ليس له ولا لها من الأمر شيء، غير محاولة حجب القمع المسلط على العدل والإحسان بقوله "أما الدولة فلم تقم بأي شيء ضدهم". وأردف القيادي في "العدل والإحسان" قائلا " لأننا نعرف ذلك جيدا، فإننا نقاطع الانتخابات التي تفرز من هذا دورهم"، قبل أن يكمل "نعم نحن نعرف، فقط عليك أنت أن تعرف ما تعرف أننا نعرف، وانشغل بالمسائل الصغيرة، ولا تتجاوزها إلى ما هو أكبر منك" وفق تعبيره. وبدوره تساءل عمر إحرشان، القيادي في الجماعة، بالقول "لماذا تحامل بنكيران على العدل والإحسان"، موضحا أن حملة بنكيران كانت نسخة مكررة لخطابه في 2011، ومركزة على مواجهة التحكم والفساد، رغم أن بإمكانه تحريك القضاء ضد كل شبهة فساد ومفسد" وفق تعبيره. واستطرد إحرشان بأن بنكيران يعرف تمام المعرفة أن ملف "الجماعة" أكبر منه، وأنه وحتى في حالة وجود إرادة مخزنية لحله، فإنه لن يحظى بهذا الشرف، ولذلك فالأفضل له أن يبتعد عن الملف في الاتجاهين معا: العمل على حله، أو المزايدة به على الدولة طبعا". واعتبر إحرشان تصريحات رئيس الحكومة بأنها "استعداء، وضوء أخضر لمزيد من الحصار والتضييق ضد "الجماعة "، ثم وجه له الخطاب مباشرة "لماذا تناسيت حرمانها من حقها في التنظيم والإعلام والتخييم والاعتكاف، ولماذا لا تصمت إن كنت لن تقول خيرا؟". وتوقف القيادي ذاته عند خطاب رئيس الحكومة "من يتابع خطاب بنكيران يلاحظ أنه في الآونة الأخيرة سقط أسير ردود فعل، وانفعال، وغضب، وتشنج، ويتعامل مع كل من يخالفه بمنطق العداوة، ولا يتردد في استعمال قاموس رديء، متناسيا أنه رجل دعوة بالأساس، ومرجعيته تحتم عليه عفة اللسان". وقدم إحرشان نصيحة للإخوان في العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح بأن يصارحوا بنكيران بما يتهامسون به سرا بينهم، من مبالغة في صناعة العداوات، والارتجال، والاجتهادات الخارجة عن سياق المتفق عليه، مستدلا بحكمة مأثورة تقول "من كثر كلامه كثر لغطه..ومن كثر لغطه كثر سقطه".