أقدمت قواتٌ للتدخل تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية، تُعرف باسم ال"سيسي"، على تعنيف الناشط الصحراوي المغربي، سيدي أحمد لعروسي بومهدي، واقتياده أثناء محاولته الاعتصام أمام المفوضية السامية للاجئين في الرابوني إلى ما يسمى "مديرية الأمن" للجبهة الانفصالية. وقال الناشط ذاته، في تصريحات لجريدة هسبريس، إنه تعرض لما وصفه بالاختطاف من طرف قوات "السيسي" الأمنية التابعة للبوليساريو في واضحة النهار من أمام مكاتب المفوضية السامية للاجئين، حيث تم عرضه على مديرية الأمن، وهناك تعرض للضرب والتعنيف، مثبتا ذلك بما هو ظاهر في الصور. وأفاد العروسي بومهدي أن جهاز الأمن بالبوليساريو وجه إليه إنذارا، نعته بالأخير، من أجل الرحيل إلى موريتانيا في ظرف أقل من أسبوع واحد، مضيفا أنهم يخشون من ارتفاع شعبيته في مخيمات تندوف وازدياد المتضامنين معه، خاصة من صفوف الشباب والنساء. وعزا المتحدث، وهو من مواليد ماي 1987 بمدينة الداخلة، تخوف جهاز الأمن بالجبهة الانفصالية إلى ما قد يشكله وجوده من تهديد في نظر الانفصاليين خاصة مع اقتراب المؤتمر العام الرابع عشر للجبهة، والذي من المقرر أن ينعقد في أواخر السنة الجارية، وسط حديث مراقبين عن توقع انتخاب قيادة جديدة للجبهة. الناشط المغربي أبدى تضايقه من "الإهمال" الذي طال حالته، وتركه وحيدا في مواجهة مصيره إزاء شرذمة البوليساريو، خاصة أنه بات معروفا لديهم بكونه يقف، رفقة بعض زملائه في سجن الذهيبية بالرابوني، وراء تسريب عدد من التسجيلات والصور التي تظهر الأوضاع الكارثية وغير الإنسانية في ذلك المعتقل. وكشف المتحدث أن والده، بمعية مجموعة من شيوخ وأعيان قبيلة العروسيين، سيقدمون احتجاجهم واستنكارهم لما وصفه بصمت الحكومة المغربية، والمجتمع المدني، والمنظمات الحقوقية المغربية إزاء معاناته الإنسانية داخل البوليساريو، مشيرا إلى أنها "ثالث مرة يقدم فيها التماسا للسلطات المغربية للتدخل في محنته". وكان الناشط ذاته قد صرح لهسبريس بأن جبهة البوليساريو لفقت له، مؤخرا، تهمة "التخابر مع العدو"، في إشارة إلى المغرب، بعد ظهوره في صور ومقاطع فيديو كانت هسبريس سباقة إلى نشرها، لتتلقفها بعد ذلك إحدى القنوات المغربية، وهو يندد بالظروف التي يعيشها المعتقلون في سجن الذهيبية بالرابوني. وكان لعروسي قد قضى فترة في "غوانتانامو" البوليساريو، وكشف للرأي العام أنه تعرض داخله لشتى أصناف التعذيب والمعاملة الحاطة بكرامة الإنسان، بسبب مطالبه بالتغيير، ومحاربة الفساد والقمع داخل مخيمات تندوف، ومعارضته نهب المساعدات الغذائية المقدمة للاجئين.