اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الجمعة، بجملة مواضيع أهمها الاجتماع الطارئ لمجلس وزارء العرب المنعقد أمس بمقر جامعة الدول العربية، وقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتجديد التأكيد على سيادة الشعب الفلسطيني على موارده الطبيعية، إلى جانب الصراع في اليمن، وموضوع الإرهاب، وقضايا أخرى محلية وإقليمية. ففي مصر، تناولت صحيفة (الأهرام) موضوع مطالبة المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر بمعلومات دقيقة عن "الاختفاء القسري" في البلاد، وكتبت أنه حينما يطالب المجلس بإبلاغه عن حالات الاختفاء القسري، وترحب وزارة الداخلية بفحص القوائم التي تتلقاها من هذه المؤسسة، "فنحن بلاشك أمام خطوة مهمة"، على طريق وضع إجابات حاسمة لبعض الأسئلة المزعجة عن ظاهرة "الاختفاء القسري". وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان "حقوق الإنسان" إلى أن ملف حقوق الإنسان بشكل عام، هو أحد أهم الملفات التي تحظى باهتمام الدولة، مشيرة إلى أن لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان قبل أيام، "يؤكد أن الدولة على كل المستويات تحرص على توفير أكبر قدر ممكن من الطمأنينة للمواطنين في هذا الملف تحديدا". من جانب آخر، اعتبرت صحيفة (الجمهورية)، في افتتاحية بعنوان "الوطن للجميع.. والعمل أيضا"، أن النجاح في تأسيس دولة حديثة تقدمية متينة البنيان ثابتة الأركان تحتوي كل المصريين، "يتوقف ليس على رأس الدولة وحده وهو يبذل جهدا عظيما، أو الحكومة وحدها وهي تتحرك بقدر الاستطاعة، أو على البرلمان وهو مازال يحبو، وإنما على مساهمة الشعب الذي ثار في تحقيق ما ثار من أجله". وأضافت الصحيفة أن مصر تحتاج لكل ابن من أبنائها ليس بالشعارات والأناشيد والنوايا الطيبة بل بالتخطيط السليم والعمل الجاد من خلال كافة الاتحادات والنقابات والروابط والأندية وسائر تنظيمات المجتمع المدني التي "نفتقد دورها المؤثر في مرحلة تاريخية حرجة" نتيجة لعوامل تستحق الدراسة والمعالجة يتصدرها سوء التشكيل وقصور الإدراك ونقص التدريب والعجز عن اكتشاف القوى الوطنية المحركة لعمل هذه التنظيمات ودفعها للمشاركة في مسيرة الوطن للبناء والتنمية بحماس وتجرد وتبصر. وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، عن تجديد الجمعية العمومية للأمم المتحدة التأكيد على سيادة الشعب الفلسطيني على موارده الطبيعية، أرضا ومياها، ومطالبة إسرائيل بالتقيد الكامل بالتزاماتها التي يفرضها القانون الدولي عليها بصفتها دولة محتلة. وأوضحت الافتتاحية أنه بالرغم من أن القرار " أمر متكرر وبالرغم من أنه صادر عن جهة ليس لقراراتها الإلزام المادي، إلا أنه يؤكد أن معظم بلدان العالم لم تخسر قدرتها على التمييز بين الحق والباطل بالرغم من الضغوط الأمريكية والصهيونية. كما أنه يضيف بعدا معنويا في الصراع الجاري ضد الكيان". ولاحظت الصحيفة أن تصويت الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد القرار يعد تصويتا ضد متطلبات القانون الدولي، وهو ما يجعلها " تدعو بطريقة أخرى إلى شريعة الغاب. وهي بتصويتها ضد القرار لا تعتدي على القانون الدولي نظريا فحسب، وإنما تمنع سريانه لأنها بالضرورة ستنقضه لو اتخذ في مجلس الأمن الدولي. فهي تعطي مثالا سيئا لبلد يدعي أنه استثنائي في دعمه للحرية ولحقوق الإنسان، وهي تعرقل مسيرة العدالة التي يتطلبها القانون الدولي وتسعى إليها المجموعة الدولية". ومن جانبها، أبرزت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أنه بات واضحا للعيان أن "اليمن الشقيق يشهد صراعا شديدا بين أنصار الحرب، وأنصار السلام، وهذا ما عكسه بوضوح الحديث المتزامن، أمس الأول، لقائد الميليشيات المتمردة على الشرعية، عبد الملك الحوثي مع حديث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، حيث دعا الحوثي أنصاره إلى مواصلة القتال، بينما أكد الرئيس اليمني تمسكه بقرارات الشرعية الدولية، وبقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الداعي لوقف القتال، والجلوس للحوار". وأشارت الصحيفة إلى أن دعوة الحوثي أنصاره لمواصلة القتال تأتي في ظل تقهقر وتراجع قواته، وتوالي هزائمه، وهو ما اعترف به في حديثه، الذي أقر فيه بهزيمة أنصاره في مأرب والجوف، ومناطق أخرى. واعتبرت أن الأمر يتعلق بتباين وتناقض واضح، فالأقوى صاحب الحق يدعو للسلام والحوار والشرعية الدولية، بينما المتمرد المعتدي، الذي يعاني الحصار، ويمارس التقهقر والتراجع يدعو لمزيد من القتال وسفك الدماء، مؤكدة أن هذا التباين في المواقف يؤكد حقيقة أن المتمردين الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع لا يهمهم الوطن، ولا الشعب اليمني، بل تهمهم الأجندة الخارجية، التي توجههم ويخدمون أهدافها، بينما أبناء الوطن أصحاب الحق والشرعية حريصون على السلام، وحقن الدماء. وفي قطر، اعتبرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن إدانة المجلس الوزاري العربي في اجتماعه الطارئ أمس في مقر الجامعة العربية لاختطاف المواطنين القطريينبالعراق ودعوته للحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها القانونية واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامتهم أو إطلاق سراحهم في أسرع وقت ممكن "تمثل رسالة عربية موحدة بدعم قطر وخطوة جديدة داعمة لجهودها المبذولة لضمان سلامة رعاياها المختطفين وتأمين إطلاق سراحهم بدون قيد أو شرط خاصة وأنهم دخلوا الأراضي العراقية بموجب موافقة رسمية من وزارة الداخلية العراقية". وشددت الصحيفة على أن الحكومة العراقية "مسؤولة مسؤولية أخلاقية وقانونية عن سلامة المختطفين والإفراج عنهم"، مضيفة أنه بات من المهم أن تدرك الجهات التي اختطفت المواطنين القطريينبالعراق "أن اتساع دائرة التضامن مع قطر في هذه القضية إسلاميا وعربيا وخليجيا تؤكد أن هذه الجريمة مرفوضة جملة وتفصيلا وأن قطر لن تخضع لمحاولات الابتزاز باعتبار أن عملية الاختطاف تشكøل خرقا للقانون الدولي وهي عملية "مشينة غير مقبولة لا إسلاميا ولا عربيا وكان يجب ألا تتم ضد أي مواطن عربي خصوصا أن المواطنين القطريين دخلوا العراق بشكل قانوني. على صعيد آخر، اعتبرت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها أن ميناء (حمد) الجديد في قطر ، والذي شرع أمس في العمل بشكل جزئي ، "يعد نقطة تحول كبيرة في تعزيز البنيات التحتية البحرية والتجارية لقطر، حيث سيساهم بقوة في خطط التنويع الاقتصادي وتحسين القدرة التنافسية للبلاد، لتصبح مركزا تجاريا إقليميا وبوابة بحرية لتنشيط التجارة العالمية، بما يوفره الميناء من أحدث التكنولوجيا العالمية ومعايير السلامة الدولية وشبكة حديثة من الطرق السريعة والسكك الحديدية التي تربط قطر بالمنطقة". بدورها، ترى صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها أن انفتاح قطر بحريا على العالم، "ستكون له عائدات مادية ضخمة وستنعكس آثاره الحميدة في خلق نوع من المنافسة بين التجار لاستيراد الأجود، ويخفض في الوقت ذاته من الأسعار في الداخل في الوقت ذاته"، مضيفة أن هذا الميناء سيساهم في تحقيق جانب من جوانب الرؤية الوطنية القطرية التنموية في أفق سنة 2030 . وبلبنان، قالت صحيفة (السفير) إن معظم البلد "في إجازة إلا الأمن"، مشيرة إلى أن عام 2015 سجل بأن المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية "حققت رقما قياسيا في توقيف عشرات الشبكات الإرهابية، وتقاطع معظمها عند حدود محاولة إنشاء بنى تحتية للإرهاب.. تمهد لقيام "إمارات" في أكثر من منطقة لبنانية خصوصا في الشمال". وأوضحت أن السباق "المحموم" مستمر بين تنظيم (داعش) وبين الأجهزة الأمنية اللبنانية، حيث يسعى الأول إلى السير في مخطط يهدف إلى "التسلل عبر منطقة البقاع الشمالي وصولا إلى القرى العكارية (شمال) بهدف تحقيق حلم "الإمارة اللبنانية" وإيجاد منفذ منها على البحر (طرابلس)، مع ما يتطلبه ذلك من تحضيرات لوجستية تتمثل بتجهيز خلايا إرهابية تكون مستعدة لمواكبة أي تحرك من هذا النوع". أما الأجهزة الأمنية، تضيف الصحيفة، فتسعى لمنع (داعش) من تنفيذ مخططه، ولهذا فهي تخوض "حربا استباقية"، نجحت من خلالها في تفكيك العديد من الخلايا التي تمكنت بعض قيادات التنظيم، سواء في مدينة الرقة السورية أو في القرى الحدودية من تجنيدها. أما صحيفة (الأخبار)، المقربة من (حزب الله)، فكشفت أن دولة قطر "بدأت اتصالات مع (حزب الله) للتوسط من أجل إطلاق صيادين قطريين خطفوا في جنوبي العراق الأسبوع الماضي، على أن تعمل الدوحة لدى مجموعات مسلحة في سورياوالعراق على إطلاق مخطوفين عراقيين ولبنانيين". ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي قوله إن الحكومة العراقية "أبلغت الدوحة، رسميا أن (كتائب حزب الله - العراق) هي التي تقف خلف خطف 19 قطريا في العراق الأسبوع الماضي". وفي سياق آخر، تحدثت (النهار) عن الهم الاجتماعي الذي يطغى على عيد الميلاد بلبنان، خصوصا على الفئات المهمشة اللبنانية، كما على اللاجئين، ولا سيما منهم العراقيون "الذين يواجهون تمييزا في المعاملة"، إذ يحصلون على مساعدات أقل من السوريين، مبرزة ما جاء في تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس، الذي يقول بأن نحو 70 في المائة من اللاجئين المقيمين في لبنان حاليا يعيشون تحت خط الفقر الذي لا يزيد عن أربعة دولارات يوميا.