تزايد، في الأشهر الأخيرة، عدد المغاربة المطالبين باللجوء بثغر مليلية المحتل، أغلبهم التمس الحماية الدولية بذريعة "التعرض للاضطهاد والمضايقات بالمغرب بسبب ميولاتهم الجنسية واختياراتهم العقدية"، حتى إن البعض منهم قاموا بتمزيق ومحاولة إحراق العلم الوطني ب"Plaza de España"، بغية "إثارة انتباه الرأي العام بالثغر، وكذا استفزاز السلطات المغربية لتفادي عودتهم إلى المملكة". "كنت قد تعرضت لاغتصاب عنيف من قبل أربعة أشخاص بالقرب من المعبر الحدودي فرخانة بين الناظور ومليلية، عبَرت السياج نحو الثغر لتلقي المساعدة الطبية جراء الواقعة، وكذا لطلب الحماية الدولية، إلا أن السلطات رفضت الاستجابة للملتمس، وأصدرت في حقي قرارا بالطرد نحو المغرب، فها أنا قد عدت من جديد رغبة في الحصول على اللجوء"، يروي إدريس لصحيفة "إلموندو" الإسبانية. ووفق ما أوردته "El Mundo"، بناء على تصريحات المُستجوبين، فإن "النسبة الأكبر من المثليين المقيمين بمركز إيواء المهاجرين الأجانب بمليلية، المعروف اختصارا ب"CETI"، كانوا قد تعرضوا لاغتصاب خلال مرحلتي الطفولة أو المراهقة"، كحال المثلي "فاتي"، المنحدر من إحدى قرى مدينة الناظور، الذي أكد أنه "كان ضحية اعتداء جنسي من طرف أستاذه بالابتدائي وعمره سبع سنوات". ويضيف "فاتي"، اسم مستعار، أنه "تعرض للاغتصاب على يد أساتذة آخرين وزملائه من التلاميذ خلال مرحلة الإعدادي، وبعد ذلك بدء يرتدي ملابس داخلية نسائية ويطلي أظافره تماما كما يفعل الجنس اللطيف، قبل أن يقرر العمل في صالون حلاقة النساء"، مضيفا أنه "لم يكن أبدا يفكر في مغادرة المغرب، رغم الرفض الذي يتلقاه من طرف محيطه، إلا أن تعرضه لاعتداءات بشكل متكرر أرغمته على الرحيل". وزاد المتحدث للمنبر الإعلامي الإسباني: "ليس حلمي الذهاب إلى أوروبا، بل الفرار من المغرب، فقط أريد العيش كما أود وأن أكون ما أنا عليه، أرغب في الابتعاد عن وطني ولا يهمني إلى أين، في مسقط رأسي أحس أني شخص بدون قيمة، لست حرا ولا أستطيع التصرف كما أشتهي"، يصرخ "فاتي" يائسا وفي حالة من البكاء من شدة التأثر، قبل أن يغطي وجهه ويدخل بسرعة إلى إحدى مرافق "CETI". من جهته، يقول محمد، ابن مدينة السمارة، إنه حاول لسنوات إخفاء ميوله الجنسي، إلى أن ضبطه أبوه وهو يقبِّل شابا آخر، الشيء الذي لم يتقبله الوالد، إذ وجه له صفعة قوية على مستوى الأذن فقد على إثرها السمع بشكل كامل، وطُعن بالسكين في مختلف أطراف جسده من طرف أخيه، وهو ما ألزمه دخول المستشفى الحسني بمدينة الناظور، وزاد: "توجهت إلى مليلية لطلب اللجوء لأني طردت من منزلي".