حث الملك محمد السادس، بصفته القائد الأعلى رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، اليوم السبت، ضمن "الأمر اليومي" للقوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى الستين لتأسيسها، مختلف القوات المسلحة الملكية على اليقظة والتأهب لصيانة الوحدة الترابية للمملكة. وأهاب العاهل المغربي بأفراد الجيوش الثلاثة، ضباطا وضباط صف وجنودا، مضاعفة الجهود والعمل المستمر وبذل كل التضحيات في سبيل رفعة الوطن ونصرته، واستلهام القيم الراسخة والتاريخ الحافل للبلاد، لتكون دافعا قويا يشد أزرهم ويرفع من هممهم في كل تدخلاتهم. وأشاد الملك بدور جميع الوحدات المرابطة في الثغور والتخوم، خاصة بالمناطق الجنوبية، ودعاهم إلى السهر بكل يقظة وحزم على تأمين الحدود البرية والبحرية والجوية، "متأهبين لصيانة وحدتنا الترابية، وتحصين مناعتها ضد كل التهديدات والمخاطر، وكذا الوحدات المنخرطة في إطار المخططات الأمنية المشتركة". وثمن القائد الأعلى للجيش قدرة الجنود والضباط على التأقلم مع المهام والمستجدات التي يفرضها عالم اليوم الذي يخيم عليه الاضطراب وعدم الاستقرار، وأهاب بهم ضرورة إدراك هذا الواقع والتعامل معه بكل تبصر وحكمة، خصوصا مع تنامي مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود. وتحصينا لجميع أفراد القوات المسلحة الملكية من كل التأثيرات الضالة والتجاذبات المتنافية مع الثوابت الدينية للأمة المغربية، يضيف "الأمر اليومي"، حرص الملك باستمرار على تأهيل الإرشاد الديني والرفع من جودة تأطير القرب لفائدة مختلف وحدات الجيش، بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وأبدى الملك حرصه على تطوير وتحيين منظومة التكوين العسكري وتحسين مناهج التدريب وملاءمتها، وكذا تأهيل قدرات ومقومات الجاهزية لدى القوات المسلحة الملكية، "مع ما يقتضيه ذلك من انفتاح على اللغات الأجنبية والتخصصات العلمية والتقنية ذات التطبيقات العسكرية". وأمر العاهل المغربي بتعزيز انفتاح القوات المسلحة الملكية على محيطها الإقليمي والدولي، من خلال احتضانها سنويا لعدد من التظاهرات والمناورات العسكرية بشراكة مع جيوش الدول الصديقة، تجمع بين الدورات التكوينية والتمارين التطبيقية، بغية تبادل التجارب والخبرات عبر الاحتكاك واكتساب المهارات الحديثة. ويتجلى هذا الانفتاح، يضيف المصدر، في استقبال مختلف المؤسسات العسكرية المغربية سنويا لعدد كبير من المتدربين العسكريين الأجانب الذين يتابعون تكوينهم أو يستكملون تأهيلهم فيها، مما يساهم في إشعاع البلاد، ويعزز أواصر التعاون مع البلدان الشقيقة، خاصة العربية والإفريقية منها. ولم يفت الملك إبداء حرصه الشديد على تحسين ظروف أفراد الجيش المادية والاجتماعية، لتمكينهم من التفرغ للمهام المنوطة بهم بطمأنينة وراحة بال، مشيرا إلى مصادقة المجلس الوزاري المنعقد مؤخرا على مشاريع قوانين تتعلق بالتعويض عن التجريدة بالخارج، والرفع من الحد الأدنى لمعاش التقاعد بالنسبة لقدماء العسكريين. وبمناسبة الذكرى ال60 لتأسيس القوات المسلحة الملكية، جرى توشيح عدد من الضباط وضباط الصف والجنود بأوسمة ملكية، كما تميز الحفل الذي ترأسه الجنرال دوكور دارمي بوشعيب عروب، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، بتنظيم استعراض عسكري شاركت فيه عدة وحدات من فوج المقر العام التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية.