في خضم الاحتفال باليوم الوطني للموسيقى، ويوم الصداقة المغربية الاسبانية، تنظم جمعية "روافد موسيقية"، أمسية ثقافية وفنية مساء غد الجمعة بطنجة، تحت شعار "رحلة"، من المرتقب أن تُزف فيها آلة العود "عروسا". وتواصل جمعية "روافد موسيقية"، التي يرأسها الفنان الباحث عمر المتيوي، اشتغالها الذي يزاوج بين البحوث العلمية والأنشطة الفنية والثقافية التي تهتم بالموسيقى الأندلسية المغربية، لاسيما بعد توقف مهرجان "طرب طنجة" منذ 2013 في دورته الخامسة بسبب غياب الدعم المادي. وقال الفنان عمر المتيوي، في تصريح لهسبريس، إنه بعد الفتور الذي حدث بعد توقف مهرجان "طرب طنجة"، انطلقت صحوة جديدة خصوصا مع مجيء المجلس الجماعي الجديد لمدينة طنجة، مبرزا توجه جمعية "روافد موسيقية" صوب تنظيم العديد من الأنشطة بشراكة مع السفارة الإسبانية. وأضاف المتيوي أن الأمسية الفنية والثقافية التي تحمل شعار "رحلة" تستضيف الباحث التونسي المتخصص في علم موسيقى الشعوب والحضارة العربية الإسلامية، الدكتور محمود قطاط، الذي سيلقي محاضرة تحت عنوان "آلة العود بين المشرق والمغرب"، يربط فيها بين تاريخ وواقع هذه الآلة الموسيقية العريقة. وذكّر المتحدث بأن قطاط دبّج أول كتاب له سنة 1980 سبر فيه أغوار الموسيقى من منظور علمي، مشيرا إلى أنه التقى هذا الباحث التونسي في اسبانيا سنتي 1993 و1994؛ حيث كان بمثابة أستاذ له طرح عليه الأسئلة الكبرى في هذا المجال، واصفا إياه بالمناضل الموسيقي. وتابع المتيوي شارحا: "قطاط مناضل في الثقافة العربية والمغاربية، فهو أول من أنشأ المعهد العالي للموسيقى في تونس العاصمة، وبفضله تناسل العديد من الخبراء والدكاترة في هذا المجال الموسيقي، بخلاف المغرب الذي لا يتوفر على معهد عال للموسيقى"، وفق تعبيره. وأبدى المتيوي أسفه للمستوى الذي بلغته الموسيقى في الأقطار العربية، عكس المستوى المتطور الذي شهدته بلدان أخرى، "مثل إيران التي اهتمت بالقوة المعنوية التي تمنحها الموسيقى للفرد والمجتمع"، مردفا أن "الموسيقى في بلداننا تأرجحت بين الموجات التي تفد من الشرق والغرب". وذهب المتحدث إلى أن الحفل سيكون فرصة لصلة الوصل بين المشرق والمغرب بشأن موسيقى الآلة، معتبرا أن للمغاربة الفضل في ابتكار آلة "عود الرمل"، سواء من حيث وضع الأوتار أو طريقة التعامل مع الآلة، مبرزا أن المغرب يمتلك النظرية الموسيقية المعتمد عليها، والتي سارت عليها أقطار أخرى. وبحسب بلاغ "روافد موسيقية"، توصلت به هسبريس، فإن محاضرة قطاط تنعقد في الخامسة والنصف مساء الجمعة بمكتبة "خوان غويتيسولو" بمعهد صيرفانطيس، فيما يشهد مسرح مدرسة "رامون وكاخال" بشارع الحبيب بورقيبة بطنجة برنامجا موسيقيا خاصا تؤديه فرقة "الأرموي" لأول مرة برئاسة المتيوي. وتبعا للمصدر، فإن هذه الرحلة الفنية تشمل مقتطفات من موسيقى الآلة المغربية، والصنعة الجزائرية، والمالوف التونسي، ومقطوعات ومصنفات من بلاد مصر والشام، ثم الختم بالأنماط الموسيقية التركية، من طرف الرباعي: نور الدين عشا، وأحمد الماعي، وسعيد بن الكرش، وعمر المتيوي. ويهدف هذا النشاط، يردف المصدر، إلى "إبراز التنوع والغنى والتلاقح الذي تقدمه هذه الموسيقات من أجل ربط أواصر الثقافة والتسامح بين الشعوب، وذلك من خلال آلة العود وإشعاعها الذي جعلها الأكثر انتشارا ووقعا في النفوس في العديد من التقاليد الموسيقية شرقا وغربا".