يبدو أن مشاركة المغرب في "عاصفة الحزم" ستظل "نقطة سوداء" في تاريخه لدى منظمة الأممالمتحدة؛ إذ قالت إن لها "نصيب الأسد" في ما يتعلق بمقتل الأطفال خلال النزاعات العام الماضي. الأممالمتحدة وفي أحدث تقرير لها حول الأطفال ضحايا النزاعات والحروب خلال عام 2015، أدرجت المغرب ضمن قائمة البلدان التي تنتهك حقوق الأطفال خلال النزاعات لكونه من ضمن الدول المشكلة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، مؤكدة أن التحالف كان مسؤولا عن 60 في المائة من وفيات وإصابات الأطفال السنة الفارطة، إذ تم قتل ما مجموعه 510 أطفال وإصابة 667 آخرين، ناهيك عن اتهامه ب"استهداف المدارس والمستشفيات" خلال الغارات التي شنها. وبلغ عدد القتلى من الأطفال في اليمن لوحدها خلال السنة الفارطة 785 قتيلا، إضافة إلى 1168 جريحا، وهو ما يجعل البلد تستأثر بأكبر حصة من "الضحايا الأبرياء". وفي هذا الإطار، قالت ليلى زروقي، الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة، إن "الوضع في اليمن يبعث على القلق، خصوصا مع زيادة قدرها خمسة أضعاف في عدد الأطفال المجندين للمشاركة في المعارك وستة أضعاف في عدد الأطفال القتلى والجرحى مقارنة بالعام 2014". وأدرج التقرير في قائمته لمنتهكي حقوق الأطفال خلال العام الماضي جماعات مسلحة في أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى والعراق ومالي وميانمار والصومال وجنوب السودان والسودان وسوريا وكولومبيا ونيجيريا والفلبين، إضافة إلى حكومات كل من أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال وجنوب السودان وميانمار والسودان وسوريا. ويشارك المغرب في التحالف الذي تقوده السعودية ضد جماعة الحوثي باليمن قصد استرجاع ما تسميه "الشرعية" إلى البلاد، وهي المشاركة التي اتسمت، في شهر ماي من العام الماضي، بحادثة مقتل أحد الطيارين المغاربة الشباب في أجواء اليمن. وسبق أن انتقدت منظمة العفو الدولية استخدام الأسلحة ضد المدنيين في اليمن، داعية إلى ضرورة التحرك لمنع ذلك، قائلة إن "كل التقارير تشير إلى كون سكان البلاد على اختلاف فئاتهم تضرروا من الحرب القائمة هناك."