دعا رئيس الشؤون الدينية التركي، محمد غورماز، إلى "عدم الاكتفاء برؤية العين المجردة لتحري الهلال، خلال تحديد المناسبات الدينية، مؤكدًا إمكانية إثبات بدء شهر رمضان وشوال من خلال حسابات رياضية وفلكية دقيقة مثلما يتم تحديد أوقات الصلوات جاء ذلك في تصريح صحفي، تعليقا على اختلاف الدول الإسلامية في الاحتفال بأول أيام عيد الفطر. وأوضح أن بدء المسلمين بالصيام، والاحتفال بالعيد معًا، مسألة تتم مناقشتها في العالم الإسلامي منذ سنوات، مشيرًا إلى عقد 7 مؤتمرات، بينها 2 في إسطنبول لبحث هذه المسألة. ولفت غورماز إلى ضرورة الاتفاق على مبدأين أساسيين لتجاوز هذه المسألة، الأول؛ هو عدم الاكتفاء بتحري الهلال بالعين المجردة فحسب، واعتماد معطيات علم الفلك في هذا الصدد بالدرجة الأولى، والأخذ بعين الاعتبار القوانين التي وضعها الله في الشمس والقمر والكون". وتابع "المبدأ الثاني، هو تجاهل اختلاف المطالع، يعني أن رؤية الهلال بمكان ما في العالم، يحتّم علينا قبول رؤيته لدى جميع المسلمين". وأضاف "عند رؤية الهلال في المحيط الهندي وفي جنوبأمريكا، ولم يدخل وقت الإمساك بعد في منطقة أخرى، سيكون ذلك ساريا علينا وعلى كل المسلمين، وهذا ما تقرر خلال مؤتمر إسطنبول الأخير، لكن للأسف، بعض علماء إحدى الدول رفضوا ذلك". وأشار غورماز إلى "اتخاذ القرار المذكور خلال اجتماع إسطنبول بأكثرية 80 - 90%"، لافتا إلى أن "بعض العلماء القادمين من المملكة العربية السعودية وافقوا على توحيد التقويم الهجري، لكنهم استثنوا في ذلك، الهلال الذي يحدد بداية رمضان والعيد". واعتبر أن "وجود الكعبة والمسجد النبوي وإدارة الحج في دولة، لا يعني أننا سنغير القواعد والقوانين التي وضعها الله في الكون". وبين غورماز أنه "من غير اللائق بنا كمسلمين أبناء أوائل العلماء الذين أسسوا مراصد في العالم، إثارة النقاش بشأن رؤية الهلال أو عدم رؤيته بالعين المجردة". ونوه إلى إمكانية حساب الحركات في الفضاء رياضيًا، لتطوير العلماء في العالم المعاصر لهذه العلوم، واكتشافهم الفضاء، وبناء محطات فضائية وتنظيم الرحلات إلى الفضاء، ووجود آلاف الأقمار الاصطناعية، مضيفًا أنه "لا يليق بالعالم الإسلامي القول إننا لا نعطي الأهمية لكل ذلك، ونعتمد على ما تراه أعيننا فقط، ويقلل ذلك من شأن المسلمين". وأكد غورماز أن المؤتمر، الذي انعقد خلال شهر ماي الماضي، اتخذ قرارًا بأغلبية 86% حول تطبيق نظام التقويم الأحادي، مضيفًا "للأسف عادت الاختلافات قبل مرور 40 يومًا على ذلك القرار". وشدد على إمكانية تحديد بدء شهر رمضان وشوال من خلال حسابات رياضية وفلكية دقيقة مثلما يتم تحديد أوقات الصلوات. ولفت غورماز إلى ضرورة توحيد التقويم الهجري "لأن المسلمين لا يعيشون في السعودية فحسب"، مضيفًا "كافح المسلمون في أوروبا وأمريكا في سبيل جعل أعيادهم عطلة رسمية في البلدان التي يعيشون فيها، لكن في حال لم تكن أيام العيد معروفة مسبقًا في تلك الدول، فكيف لصاحب مصنع أن يمنح عطلة العيد لعماله المسلمين، أو هل يمكن أن يقول الطلاب لجامعاتهم انتظرونا، سنخبركم بأيام العيد قبل يوم واحد". وأعرب عن سعادته لتوحد المسلمين في أوروبا على تبني تقويم يعتمد على معطيات علم الفلك لمواجهة الاختلاف في العالم الإسلامي، مشيرًا إلى التحرك المشترك لمجتمعات مسلمة في روسيا وأوروبا ودول البلقان وآسيا الوسطى وجزء كبير من العالم الإسلامي مع تركيا. لكنه رئيس الشؤون الدينية التركية لفت إلى وجود اختلافات بين المؤسسات الإسلامية في الولاياتالمتحدة في هذا الصدد.