انتصبت سدود قضائية بعدة مداخل لمدينة إنزكان، في حدودها مع منطقة القليعة، إحدى أهم النقاط المصدّرة للإجرام، أو في المنطقة الجنوبية، في حي "توهمو"، التابع لعمالة إنزكان آيت ملول، وحتى في مدخل مدينة أكادير. وقد رفعت العناصر الأمنية المرابطة بهذه السدود درجة تأهبها ليلة الاحتفالات برأس السنة الميلادية، تماشيا مع التوجهات العامة للإدارة العامة للأمن الوطني. وعرفت المحطة الطرقية لمدينة إنزكان حضورا أمنيا غير مسبوق، حيث تشكلت دوريات راجلة وراكبة من عناصر الأمن والقوات المساعدة، حرصت على تفعيل تمشيط لمختلف فضاءات المرفق المذكور؛ وهو ما جعل المكان يكاد يخلو من أية حوادث، كانت في السابق تُسجل بأعداد كبيرة، لا سيما المشادات والمواجهات بين أشخاص يكونون في الغالب تحت تأثير الكحول أو المخدرات، في مثل هذه المناسبات. الدكتور عبد الكريم كركاش، طبيب المستعجلات المداوم بالمستشفى الإقليمي لمدينة إنزكان ليلة هذه الاحتفالات، أورد، ضمن تصريحه لهسبريس، أن مختلف الحالات التي استقبلتها مصلحة المستعجلات قادمة من منطقة القليعة، ضواحي إنزكان آيت ملول. وتتعلق بجروح متفاوتة الخطورة، غالب ضحاياها في حالة سكر، موردا أن حالة وحيدة، تم توجيهها إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير. وأضاف المصدر الطبي ذاته أن مصالح المستشفى، لا سيما المستعجلات، دخلت بدورها في حالة تأهب، بمناسبة الاحتفالات المواكبة لرأس السنة، حيث انخرطت ضمن التدابير المتّخذة فرق الأمن الوطني والأمن الخاص بالمستشفى، الذين فعلوا مداومة طيلة الليلة بهذه المصلحة، تحسّبا لأية طوارئ، قد تستوجب تدخّلهم الآني، وفقا للدكتور كركاش. وقد انتهت احتفالات السنة الميلادية الجديدة على إيقاع "بارد" بمدينة أكادير، حيث ظلّت فيه منطقة الكورنيش شبه فارغة، باستثناء صخب الموسيقى المنبعث من المقاهي والمطاعم، التي أثثت فضاءاتها بألوان ولوحات إيذانا بدخول سنة ميلادية جديدة؛ فيما كان الوجود الأمني لافتا بمختلف تلاوينه. كما أن فئة الشباب كانت أكثر الحاضرين إلى الكورنيش، والتي وجدت نفسها بدون وسائل تنقل، لتضطر إلى التوجه صوب الدشيرة وإنزكان وبن سركاو وأحياء أخرى عبر الأقدام، صاحبتهم في مسيراتهم عناصر أمنية، تحسبا لأية انفلاتات. أما في مدينة إنزكان، فقد جرى إيقاف أزيد من 30 شخصا، ضمن حملات تمشيطية للمصالح الأمنية والسلطات المحلية والقوات المساعدة؛ وذلك في إطار التدابير الاحترازية المواكبة لتأمين احتفالات السنة الميلادية الجديدة، حيث يوجد ضمن الموقوفين مبحوث عنهم بموجب مذكرات بحث وطنية، لشبهة تكوين عصابة إجرامية. كما جرى حجز عدد من الأسلحة البيضاء، عبارة عن سكاكين وسيوف من مختلف الأحجام. وقد أفاد مصدر من السلطات المحلية بأن مجمل هذه الحالات ذات ارتباط بالسكر العلني.