افتتح علماء آثار مصريون ويابانيون اليوم معمل آثار على سفح الأهرامات لترميم قارب الشمس الثاني الخاص بالمك خوفو، الذي أمر ببنائها قبل 4 آلاف و500 عام ليستقلها، وفق معتقداته، في رحلته إلى العالم الآخر. واستقبل معمل الترميم، الذي أقيم على بعد بضعة أمتار من الجانب الجنوبي لهرم خوفو الأكبر، اليوم أطول قطعة من جسم المركب، وتسمى "الشيال"، حيث يبلغ طولها حوالي 26 مترا. وقال مدير الترميم بالمشروع من الجانب المصرى، عيسى زيدان، ل(إفي) أن الخشب "في حالة سيئة للغاية، وبه أضرار بالغة" بسبب الرطوبة التي تسربت إلى داخل الغرفة التي كان مدفونا بها بجوار هرم خوفو، الفرعون الثاني من الأسرة الرابعة الذي حكم مصر بين عامي (2609-2584) قبل الميلاد. وتخضع جميع أجزاء المركب لعملية تنظيف كيميائي، وبعد ذلك سيتم طلاء القطع بمواد حافظة لمنع حدوث مزيد من التدهور. ومن المتوقع أن ينتهي فريق العلماء من استخراج قطع المركب المفكك، التي يصل عددها إلى 600 قطعة، بحلول عام 2020. كما أشار زيدان إلى أنه بعد الانتهاء من هذه الأعمال، سيتم إعادة تجميع المركب في المتحف المصري الكبير، الذي يجري بناؤه حاليا بالقرب من أهرامات الجيزة، في مهمة ستستغرق خمس أو ست سنوات أخرى. جدير بالذكر أن فريق الأثريين يتكون من 12 مصريا ويابانيين وأمريكي واحد، فضلا عن فريق ترميم يتألف من 12 شخصا، نصفهم من المصريين والنصف الآخر من اليابانيين. وتم تجهيز المعمل بصورة فنية وتكنولوجية عالية تضمن قيامه بمهامه بنجاح، ووصلت تكلفة إقامته، التي تحملتها جامعة واسيدا اليابانية، إلى 55 ألف دولار (ما يعادل 50 ألف يورو)، وفقا لما أعلنته وزارة الآثار المصرية. يشار إلى أن المركب الأول للملك خوفو تم اكتشافه في عام 1954 واستمر ترميمه عقدين من الزمان، وعلى الرغم من اكتشاف المركب الثاني في عام 1985 ، إلا أن استخراجه لم يبدأ سوى في عام 2012 بعد الانتهاء من الدراسات اللازمة.