انقسم قراء هسبريس المشاركون في استطلاع للرأي حول حظوظ المغرب لاستضافة كأس العالم 2026 بين من يعتبرها منعدمة، ومن يترك أبواب التفاؤل مشرعة، لعل المملكة تحظى، لأول مرة، بشرف استضافة أرفع تظاهرة كروية على مر التاريخ. ومن أصل 30 ألفا و69 مشاركا في استطلاع الرأي المشار إليه، يتوقع 50.2 في المائة من قراء هسبريس الذين أجابوا على سؤال الاستطلاع أن المغرب لا حظوظ له لنيل شرف استضافة هذه التظاهرة، فيما عبر 49.8 في المائة منهم عن عكس ذلك، متوقعين أن المغرب مرشح لنيل هذا الشرف. وبهذا يكون قراء هسبريس قد أمسكوا عصا النقاش من الوسط، على اعتبار أن نتائج التصويت كانت متقاربة إلى حد كبير، وهو الأمر نفسه الذي ذهب إليه منصف اليازغي، الخبير في السياسات الرياضية، في تعليقه على نتائج الاستطلاع، إذ شدد على أن استضافة المغرب لكأس العالم 2026 لوحده "يبقى أمرا مستحيلا؛ لأن الفيفا قررت رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 بعد أن كانت مستقرة في 32 منتخبا في السابق". وأضاف اليازغي، في حديث مع هسبريس، أن وفاء المغرب بالتزام استضافة وفود 48 منتخبا "يبقى صعبا إلى شبه مستحيل"، لافتا الانتباه إلى أن هذا الأمر يشمل كذلك بعض الدول الأوروبية المتقدمة كرويا؛ فيما اعتبر أن المعطيات قد تتغير في حالة استضافة هذه التظاهرة بشكل مشترك مع بعض الدول الأخرى. هذا الباب فتحه، حسب المتحدث، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، الذي أشار إلى إمكانية تنظيم كأس العالم من طرف دولتين أو ثلاث دول، وهو ما تتجه الولاياتالمتحدة والمكسيك وكندا لتحقيقه، عبر تقديمها للتشريح لاستضافة كأس العالم 2026 بشكل مشترك. وفي هذا السياق، أشار اليازغي إلى أن المغرب فتح قنوات التواصل مع إسبانيا والبرتغال بحكم القرب الجغرافي، "إلا أن الأخيرة يبقى أمر قبولها بهذه الاستضافة مستبعدا، نظرا للإكراهات الاقتصادية التي تواجهها"، قبل أن يستطرد: "فيما طرحت بشكل غير رسمي قضية انفتاح المغرب على كوت ديفوار لتشكيل ثلاثي من أوروبا وإفريقيا، ولكي يؤكد المغرب على عمقه الإفريقي". وعن الجزء الممتلئ من الكأس، قال اليازغي إن عددا من المعطيات توفر حظوظا أمام المغرب في حالة التنظيم المشترك، أولها أن "دورة 2014 نظمت في البرازيلبأمريكا اللاتينية، ودورة 2018 ستنعقد بروسيا، ثم ستنعقد دورة 2022 بآسيا؛ وبالتالي فالمجال مفتوح أمام المغرب وإفريقيا لكسب الرهان في دورة 2026". وبخصوص النقطة الثانية، اعتبر اليازغي أنها مرتبطة بالبنيات التحتية، على اعتبار أن "المغرب يملك حاليا، عكس التجارب السابقة في الترشيح التي كان يخوضها باستعمال تصاميم أولية، ملاعب رياضية من الجيل الثالث، وبنية تحتية رياضية قادرة على استضافة هذه التظاهرة". وسجل اليازغي أنه عكس دول أمريكا وكندا والمكسيك، "بإمكان المغرب، في حالة تقديمه ملفا مشترك مع إسبانيا، أن يحظى بأصوات الدول أوروبية والإفريقية الأعضاء في المكتب التنفيذي للفيفا".