استعرض عدد من المسؤولين الجماعيين يمثلون عدة جماعات محلية بالمغرب وفاعلون وطنيون وممثلو الوكالة الألمانية للتعاون الدولي والقطاع الخاص الرائد في مجال صناعة العربات الكهربائية، بمراكش، التجارب النموذجية الرائدة بخصوص النقل المستدام عن طريق استعمال الوسائل الكهربائية. وأبرز المشاركون، خلال ندوة نظمتها الجماعة الحضرية لمراكش بمعية الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (جي. إي. زيد) حول موضوع "النقل المستدام، العربات الكهربائية في خدمة الجماعات المحلية بالمغرب"، الفرص التي يتيحها المغرب للاستثمار في هذا المجال. وانكب الطرفان حول الخيارات الملموسة والقابلة للتطبيق من قبل الجماعات المحلية التي ترغب في الانخراط في هذا المجال، حيث مكنت هذه الندوة المشاركين من تجربة بعض العربات الكهربائية التي أعطى انطلاقتها رئيس المجلس الجماعي لمدينة مراكش بتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي. وشكلت هذه الندوة المرحلة النهائية لمشروع المدن الخضراء للوكالة الألمانية للتعاون الدولي ومعهد التنمية والبيئة والطاقة، المدعم لاستراتيجية "جها تينو" للوكالة المغربية للنجاعة الطاقية. وحسب المنظمين، فإن الجماعات المحلية بالمغرب، باعتبارها محرك النقل المستدام بالمغرب وباعتبار أن النقل داخل المجال الحضري يعد من بين الأسباب الرئيسية للانبعاث الغازات الدفينة التي تؤثر على المناخ قبل الصناعة، مدعوة الى محاربة التغيرات المناخية وتفعيل الانتقال الطاقي. وأضاف المنظمون أن الأهداف التي سطرتها المملكة المغربية لمحاربة التلوث والتغيرات المناخية تمر بالأساس عبر النقل المستدام النظيف داخل المجال الحضري، موضحين أن مدينة مراكش من خلال الجماعة الحضرية ماضية في هذا التوجه عبر استغلال الطاقات المتجددة المحلية لتوفير الطاقة اللازمة لهذه العربات الكهربائية، حيث تبنت منذ سنة 2016 عدة مبادرات تهم النقل المستدام. وتعتبر مدينة مراكش نموذجا يحتذى به في مجال تطوير النقل الكهربائي بالمغرب، ويمكن نقله إلى مختلف الجماعات الترابية بالمملكة. يذكر أن وفدا عن الجماعة الحضرية لمراكش سبق له أن قام خلال شهر يوليوز سنة 2016 بزيارة عمل لبرشلونة وكولون وبرلين للاطلاع على أفضل التطبيقات الأوروبية في مجال النقل المستدام، حيث توجت هذه المهمة بتوقيع اتفاقية لفائدة النقل المستدام عبر استعمال العربات الكهربائية بكل من مراكش وأكادير وشفشاون.