أبرزت الصحف الجزائرية الصادرة اليوم الاثنين جوانب متعددة من الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد، في حين اهتمت نظيراتها التونسية بمخاطر وتداعيات عودة الصراعات القبلية في جنوب البلاد على الاستقرار والأمن. ففي الجزائر، أقرت صحيفة (لاتربين) أنه مع انهيار أسعار النفط، التي انتقلت من 112.66 دولار للبرميل في يونيو 2014 إلى أقل من 50 دولار حاليا ، تقهقرت وتراجعت المكاسب المالية للبلاد إلى حد كبير. ولذلك، حذرت الصحيفة، من أن عجز الميزانية والحساب الجاري الخارجي يعرفان نفس الأزمة ، مما تسبب في تقلص شبه تام لموارد صندوق تنظيم الإيرادات وانخفاض كبير في احتياطيات العملة الأجنبية. وسجلت الصحيفة أن هذه الأزمة تنذر باعتماد تقشف أكثر صرامة عام 2018، غير أنه يتطلب استغلال كل الثغرات الضريبية المهملة حتى الآن". وأكدت صحيفة (الوطن) أن الخلاص "لن يتأتى أبدا من النفط،" لأنه من المتوقع أن يظل سعر البرميل منخفضا و على أي حال، سيظل محصورا في نطاق بين 50 و 60 دولارا لفترة طويلة. واعتبرت الصحيفة أن الوضع الراهن والمستقبلي غير مستقر ، مما يخشى معه أن تعجز السياسات المالية الحالية عن وقف تجنب وقوع الجزائر في أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة جدا. وكتبت صحيفة (المجاهد) أن ضعف القطاع الصناعي ساهم في إبطاء النمو، مما أدى إلى عجز أصبح أكثر حساسية بسبب زيادة الاعتماد على النفط. وأضافت الصحيفة أن " البلد لا يزال يعاني من ضعف الاستثمارات الخاصة، على الرغم من التقدم الكبير في مجالات النقل والاتصالات والبنية التحتية. تقريبا كل شيء أو يكاد لا يزال يتعين القيام به في مجال الصناعة". وفي تونس عادت الصحف المحلية إلى تداعيات المواجهات التي وقعت نهاية الأسبوع الأخير بين قبيلتين متناحرتين بمنطقة "قبلي" بجنوب البلاد، مما أوقع عشرات الإصابات. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (الصريح) أنه "بعد أكثر من ستين سنة من الاستقلال وبناء الدولة الحديثة، وبعد ست سنوات من البناء الديمقراطي وتكريس قيم الحرية ووضع آليات دستورية لصيانة حقوق الإنسان نجد أنفسنا وقد عدنا إلى مربع الفوضى والانفلات والفتن العشائرية والقبلية والتطاول على الدولة ومؤسساتها وعلى القوانين والتشريعات، وغرقنا من جديد في مستنقعات الصراعات لتضيع كل الأحلام والطموحات ويحل الخوف محل التفاؤل..". وأضافت الصحيفة " تحركت أيدي الفتنة من جديد محرضة على الفوضى والانفلات والتمرد، مستغلة بعض الأحداث والوقائع الدرامية داخليا وخارجيا، في وقت دقيق وحرج محليا وإقليميا خدمة لأجندات مشبوهة ، وسعيا مفضوحا إلى إعادة البلاد إلى مربع الفتنة وإغراقها في مستنقعات الصراعات المدمرة لما تبقى من الدولة ومؤسساتها ومرافقها" ، مبرزة أن ما يحدث من صراعات قبلية وعشائرية بين قريتين في منطقة "قبلي" ينذر بمخاطر جسيمة ، ويدعو الدولة الى التحرك بسرعة لوأد الفتنة وإطفاء لهيبها. في المقابل، نقلت صحيفة (الصباح) عن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي أمله في طي صفحة الاحتجاجات الاجتماعية في جنوب البلاد التي تعوق الإنتاج النفطي، وذلك قبل شهر رمضان. وأوضح أن اتصالات تجري بشكل منتظم مع المعتصمين بمنطقة "الكامور" بجهة "تطاوين"، للتوصل إلى حلول واقعية تساعد على إيجاد مخرج لهذه الأزمة، محذرا من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة لتوقف الإنتاج بهذه المنطقة. من جهة أخرى، توقفت الصحف التونسية عند انطلاق مناقشة مشروع الجماعات المحلية بالبرلمان غدا الثلاثاء ، على بعد أشهر قليلة من تنظيم أول انتخابات بلدية منذ ثورة 2011. وتساءلت الصحف عن مدى جاهزية الحكومة للإقبال على مثل هذه الخطوة ، "خاصة وأن مختلف الجهات والولايات تفتقد للبنية التحتية اللازمة لتكريس مبدأ اللامركزية الدستوري، أضف إلى ذلك تخبط التشريعات في جملة من التناقضات مما يستوجب الاستعجال بتغييرها...".