احتشد العشرات من سائقي العربات المجرورة بواسطة الخيول (الكوتشي) بمدينة مراكش، مرة أخرى، الجمعة، أمام مقر قصر البلدية بشارع محمد الخامس، احتجاجا على عودة حافلات النقل السياحي للعمل بشوارع عاصمة النخيل. وندد المحتجون بما أقدم عليه المجلس الجماعي، رغم أن ذلك خارج اختصاصه، حسب تعبير عبد الرزاق ريشي، نائب رئيس جمعية هذه الفئة من المهنيين، الذي أوضح أن هذه الحافلات متخصصة في المسار نفسه الذي دأب قطاع العربات المجرورة على الاشتغال به منذ القرن الماضي. وقال ريشي: "قيام هذه الحافلات بتغطية مسار المدينة القديمة والمنارة وحي جليز يعني موت قطاعنا، الذي يشكل عمود السياحة الوطنية، وتصرف عليه مبالغ مالية تفوق مليار سنتيم سنويا، وفق دراسات أنجزت حول هذه الحرفة". "كل المؤسسات ذات الاختصاصات التدبيرية المقترنة بالمهنة مطالبة بالتحرك من أجل رفع الضرر عن القطاع الذي أصبح يعيش وضعية مزرية"، يقول المتحدث ذاته، مجددا رفض الحرفيين "الترخيص نهائيا لشركة حافلات النقل السياحي"، ومؤكدا أن سائقي العربات المجرورة بالخيول مستعدون للتصعيد والاعتصام أمام بلدية مراكش حتى يتم إنصافهم. وأوضح الفاعل الجمعوي ذاته، لهسبريس، أن عودة حافلات النقل السياحي إلى شوارع مراكش "تشكل تهديدا حقيقيا للقمة عيش أكثر من 700 عامل يعانون من حيف وتهميش في ظل غياب الدعم الذي لازالوا يطالبون به منذ مدة طويلة"، مشيرا إلى "مفارقة مؤلمة تتمثل في أن الغلاف المالي الذي تستهلكه العربات والخيول يفوق ما تضخه شركة النقل الحضري في ميزانية الجماعة". والتمس ريشي من ملك البلاد التدخل لرفع الضرر عن المهنيين في قطاع العربات المجرورة بالخيول، باعتباره جزءا من تراث مدينة مراكش خاصة والمغرب عامة، ولكونه يلعب دورا كبيرا في التنمية السياحة، التي تراهن عليها مدينة سبعة رجال في مشروع "مراكش الحاضرة المتجددة".