صنفت منظمة اليونسكو قبل سنوات التراث الثقافي والفني لمدينة طانطان كجزء من التراث الثقافي غير المادي للبشرية. وتأتي أهمية هذا التراث من خلال موسم طانطان، الذي أضحى له إشعاع عالمي؛ في حين يزخر الإقليم بالكثير من المؤهلات السياحية والواجهات البحرية المهمة التي تستقطب الآلاف من الزوار خلال فصل الصيف. طانطان يسميها أهلها مدينة العبور، وهي ممر إجباري نحو الأقاليم الجنوبية والدول الإفريقية، وصلة وصل بين الشمال والجنوب، تتوفر على مؤهلات سياحية متنوعة. واستقطبت المدينة الآلاف من اليد العاملة في أنشطة الصيد البحري في ميناء طانطان الذي شيد في نهاية السبعينيات، ويعد حاليا من أهم موانئ الصيد في الجنوب. ليس بالثقافة وحدها يحيى الإنسان بعيداً عن الإشعاع التراثي الخارجي للمدينة، يرى السكان أنها لم تقطع بعد أشواطاً كبيرةً في التنمية تُلبي تطلعاتهم وحاجياتهم. ويكاد يتفق الفاعلون الجمعويون والسياسيون الذين استقت هسبريس تصريحات منهم أن طانطان لازالت تحتاج إلى إقلاع تنموي. ويرى الفاعل الحقوقي محمد جامع حمو، في حديث إلى جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الإقليم يتوفر على مؤهلات مهمة كثيرة، منها الثروة السمكية التي لم يتم استغلالها بشكل جيد لصالح السكان". وأضاف الناشط الحقوقي بطانطان أن "المجهودات التنموية بالمدينة لم تنفذ بعد إلى عمق البنية التحتية"، مشيراً إلى أن "المجلس الجماعي الحالي يبذل فعلاً مجهودات وله حركية ملحوظة، إلا أنها غير كافية وتلزمها دفعة تنموية قوية". وأضاف المتحدث أن "ميناء طانطان الذي يوجد في بلدية الوطية يعاني في السنوات الأخيرة من الموت البطيء بعد أن كان من أهم الموانئ في الجنوب". من جهته يرى المختار مجيديله، الفاعل الجمعوي بالمدينة، في تصريح لهسبريس، أن "المدينة تتوفر على طاقات ومواهب شبابية متعددة، تحتاج فقط إلى الدعم والتشجيع والتأطير"، وأشار إلى أن "دور الشباب متوفرة بالمدينة، لكن يلزم دعم الجمعيات النشيطة التي تشتغل فقط بوسائل ذاتية لتاطير الشباب". وأضاف المتحدث أن "الصيد البحري هو المورد الاقتصادي الوحيد بطانطان، ولا تستفيد منه المدينة للأسف بالشكل المطلوب، لأن الميناء تابع لجماعة الوطية"، مشيراً إلى أن "قطاع الصيد موسمي وينشط خلال فترات محددة". محمد اليانوتي، الفاعل النقابي بطانطان، يرى أن "المدينة تحتاج إلى بنية تحتية جيدة ومساحات خضراء ستشكل متنفساً للسكان". وأضاف المتحدث في حديثه لهسبريس أن "الطريق الرابطة بين كلميموطانطان تعيش وضعية هشة وتحتاج إلى إصلاحات"، وأشار إلى أن "السكان ينتظرون بفارغ الصبر إنجاز مشروع الطريق السيار الذي سيربط بين تزنيت والعيون عبر طانطان". روائح المطرح ومخلفات المعامل تتوفر مدينة طانطان ومدينة الوطية الشاطئية على وحدات صناعية لتصبير السمك، توفر فرص شغل مهمة وتنشط حركة الاقتصاد المحلي والجهوي، إلا أن ناشطين بالمدينة يطالبون أرباب هذه المعامل بوقف التلوث الذي تسببه مخلفاتها، واحترام معايير السلامة البيئية. ويرى محمد جامع حمو، الناشط الحقوقي، أن "مدينتي طانطان والوطية تتوفران على معامل للسمك ترمي مخلفاتها عبر قنوات الصرف، ما تنتج روائح كريهة تسبب مشاكل لبعض الأحياء، منها حي النهضة بطانطان"، وأضاف أن "سكان هذه الأحياء المتضررة عبروا عن شكاواهم أكثر من مرة عبر احتجاجات، دون جدوى". وبخصوص مشكل المطرح العشوائي بالمدينة يقول الناشط الحقوقي ذاته إنه "مشكل كبير للسكان، ويشهد إحراق يوميا للنفايات، والكل يتبرأ من هذا السلوك"، وزاد: "سكان حي الرحمة وحي المسيرة سبب لهم هذا المطرح مشاكل صحية كثيرة". في المقابل قال نائب رئيس المجلس البلدي لمدينة طانطان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "مشكل التلوث الذي تحدثه معامل السمك في المدينة واقع للأسف، ونبذل مجهودات باستمرار لإيجاد حل له". وأضاف المسؤول البلدي أن "المشكل له وجه بيئي، ووجه اجتماعي"، وزاد: "لا نستطيع حل المشكل بشكل زجري حتى لا نتسبب في إغلاق وحدات صناعية في مدينة تنعدم فيها فرص الشغل، وبالتالي نتسبب في مشكل اجتماعي"، مشيرا إلى أن المجلس يشتغل "حاليا على حل وسط من خلال مشروع قنوات لصرف المخلفات بعيداً عن المدينة، لوقف مشكل الروائح التي يعاني من السكان". وبخصوص مشكل المطرح العشوائي يقول المسؤول الثاني في بلدية طانطان: "هذا المشكل قديم، ورثناه عن المجلس السابق"، مضيفا أن "المشروع شهد اختلالات في المجلس السابق، وتحولت اعتماداته لأغراض أخرى". وزاد المتحدث ذاته أن "بلدية طانطان تعاني من نقص في الموارد المالية، وهي مدعومة ولا تتوفر على مداخيل ذاتية، إضافة إلى أن أكثر من 70 بالمائة من الميزانية تذهب في مصاريف التسيير". ورداً على شكايات السكان بخصوص افتقار المدينة للمساحات الخضراء، قال نائب رئيس المجلس البلدي إن "المجلس برمج إنشاء ثلاث ساحات خضراء، ورصد لذلك ميزانية خاصة".