كشف المحامي محمد الهيني عن جزء من وقائع المخابرة التي أجراها، يوم أمس الثلاثاء خلال زيارته قام بها للصحافي حميد المهداوي، موضحا أن الصحافي المعتقل بسجن عكاشة أعلمه أنه قد علق إضرابه عن الطعام "بعد مناشدة عائلته ودفاعه وكل الحقوقيين، وبعد زيارته من طرف الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالبيضاء رفقة مدير السجن، بالنظر إلى تفهم مطالبه المشروعة ووقف الإجراء التأديبي المتخذ بحقه". وأضاف الهيني أن أول سؤال للمهداوي كان عن الوضعية الصحية لوالديه وعن أحوال زوجته وأبنائه، حيث كشف له أن والديه في وضعية صحية صعبة نتيجة سماعهما نبأ إضرابه "وأن كل أسرته يرجون منه وقف الإضراب حفاظا على حياته وصحته، وأن جميع الأصدقاء ومحبيه يسلمون عليه ويتضامنون معه في محنته". كما حكى المهداوي للهيني، وفق رواية هذا الأخير، بالتفصيل وقائع شكايته المتعلقة بسوء المعاملة داخل السجن والتي كانت موضوع رسالة سابقة له. الهيني أعرب عن استغرابه من كون المهداوي "كان يتكلم عن حقوق السجناء أكثر ما تكلم عن وضعيته، مشرحا أسباب العنف في السجون مرجعا مسبباته إلى الاكتئاب نتيجة البطالة السجنية؛ لأن السجين لا ينتج ولا يصنع شيئا، ويعيش فراغا كبيرا في حياته السجنية التي تصبح عدمية وروتينية لعدم ممارسته حياته العادية والطبيعية". أما السبب الثاني، وفق المهداوي على لسان الهيني، "فإنه الاكتظاظ الذي يحول حياة السجناء إلى حياة مشتركة تغيب فيها الخصوصية والراحة". بينما السبب الثالث هو "الإحساس بتنامي الكراهية والحقد وانعدام الكرامة والشعور بالتمييز بين السجناء". وختم الهيني ملخص لقائه مع المهداوي بسبب أخير "يعود إلى غياب وجود للفضاء الأخضر حتى في الفسحة، ومن ثم فلا حق للسجين في رؤية الطبيعة والمناطق الخضراء لتهذيب نظره وسلوكه مما يخلف أزمات نفسية قاسية عليه بسبب المحيط". حري بالذكر أن الهيئة التنفيذية لجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان كانت قد أصدرت بيانا تضامنيا مع الصحافي حميد المهداوي، تشير فيه إلى أنها "توصلت برسالة من عضوها حميد المهداوي، الصحافي والحقوقي المعتقل بسجن عكاشة على ذمة ملف حراك إقليمالحسيمة، مفادها أنه تعرض لتعذيب وانتهاك لكرامته بوضعه بزنزانة صغيرة جدا، مجردا من ملابسه وكتبه وأغراضه الأساسية، وعلى رأسها دواؤه، حيث ظل طيلة يوم الخميس يطرق الباب لتمكينه من دوائه دون جدوى". وجاء في البيان، الذي توصلت به هسبريس، أن المهداوي "أصيب بغيبوبة لم يفق منها إلا صباحا عندما دخل عليه حراس السجن، وقد تم حرمانه من تغيير ملابسه الداخلية ومن وجبة الفطور، حيث قدمت له خصيصا خبزة ومرق مقزز لا تقبله حتى الكلاب فأضرب عن تناوله"، مشيرا إلى أن "مدير السجن قام بتوجيه ضربة خفيفة إلى بطنه، وقام أيضا بسبه بتصريحه لبعض السجناء بأنه ينتقم منه و"سيربّي يمّاه". كما كانت الهيئة ذاتها قد وجّهت نداء إلى حميد المهداوي "بوقف إضرابه عن الطعام". كما ناشدت الجميع، هيئات ونشطاء ومواطنين، "من أجل التأثير عليه بواسطة كل الوسائل المتاحة، حتى يوقف هذا الإضراب الذي أعلن أنه غير محدود"، حسب البيان.