أجمع الحاضرون في حفل توزيع الجوائز التي تمنحها صحيفة "ليكونوميست" للبحث العلمي في الاقتصاد والتدبير على أهمية البحث الجامعي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمملكة، معتبرين أن البحوث العلمية الميدانية في مختلف المجالات لها إسهام حقيقي في الصعود بأي دولة كيفما كانت إلى مصاف الدول المتقدمة بشكل سريع للغاية. وقال محمد خلفاوي، مدير المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، إن "المغرب يسعى جاهدا إلى إيلاء الأهمية الضرورية للعلوم الاجتماعية والطبيعية في إعداد الخطة الوطنية للبحث العلمي، دون إغفال الأهمية القصوى للطاقات المتجددة والصناعة واللوجستيك والتكنولوجيا المتقدمة". وأضاف خلفاوي، خلال مداخلته في النسخة الرابعة عشرة لجائزة "ليكونوميست" للبحث العلمي، التي تنظمها المؤسسة الإعلامية "إيكوميديا" بمدينة الدارالبيضاء، ليلة أمس الأربعاء، أن "أغلب البحوث العلمية الوطنية توجد في ميدان العلوم الفيزيائية والبيولوجية والطبيعية، في حين أن البحوث المتعلقة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية ضعيفة جدا"، داعيا إلى تكوين جيل جديد من الباحثين النوعيين في مختلف المجالات. وأبرز المسؤول ذاته، الذي قدم اعتذاره للحاضرين بسبب غياب وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي عن الحفل بفعل طارئ مستجد، أن "جامعة محمد الخامس بالرباط تهيمن على الإنتاج العلمي، تليها جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، متبوعة بجامعة القاضي عياض بمراكش"، مشيرا إلى كون "الوزارة عملت على إطلاق مجموعة من البرامج الإلكترونية التي تقوم باستيعاب المعطيات والبيانات الخاصة بالبحوث الوطنية، من قبيل منصة "أطروحتي"". من جهته، أوضح إدريس العلوي المدغري، رئيس لجنة تحكيم الجائزة ووزير سابق، أن "الدورة الرابعة عشرة للجائزة تميزت بحضور ملفت للأطروحات الجامعية، ما دفع اللجنة إلى منح جائزة التفوق والجدارة في صنف الدكتوراه لأطروحتين مختلفتين من ناحية المواضيع التي تم التطرق إليها، والأمر نفسه ينطبق على الجائزة المخصصة لصنف الماستر برسم السنة الجارية، إذ كانت هنالك رسائل جيدة في الصياغة والإبداع والبحث العلمي، ما دفع لجنة التحكيم إلى اختيار أربع رسائل نهائية من أجل المنافسة على نيل الجائزة؛ أما جائزة التفوق في صنف الإجازة فمنحت لفائز واحد". وبخصوص الوضعية الحالية للبحث العلمي في المغرب، أبرز المدغري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "التعليم العالي من المفروض أن يجسد نخبة النخبة بالمجتمع، وهنا نتحدث بشكل أساسي عن الطلاب الباحثين والأساتذة الجامعيين، بمعنى أنه يجب اختيار أجود العناصر التعليمية من أجل تحقيق التنمية السريعة للدولة". حمزة اللويزي، المُتوج بجائزة الجدارة في صنف الإجازة، قال: "الكلمات لا تسعفني من أجل التعبير عن الفرحة التي تختلج في صدري، لأن المجهودات التي قمت بها طيلة سنوات عدة أثمرت، ما جعلني أفوز بهذه الجائزة العلمية القيّمة في موضوع حول "الكلاشْ" بين عملة الدولار الأمريكية واليوان الصينية، ما جعل الأخيرة أكثر استقرارا". من جهته، قال عبد الرحمان صالحي، الفائز بجائزة "ليكونوميست" في صنف الدكتوراه: "قمت بإنجاز أطروحة مُضنية في المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، تحديدا مختبر التدبير الاقتصادي، بحيث اشتغلت على تيمة لها راهنيتها وأهميتها القصوى في المجتمع المغربي، وهي حكامة المقاولات العائلية في الاقتصاد المغربي".