أجزاءٌ من "ثوان قاتلة" كانت كافية لترْسمَ الأفْرَاحَ وسطَ المغاربة.. وتبدّد الشّكوك التي لطالمَا رافقت حسابات "أسود الأطلس" في نهائيات "الكان".. البداية، كانت من ضربة جزاءٍ ضائعة، اختارَ حظُّ تسْدِيدِها اللاعب "الخطأ".. ثمّ توالتِ بعد ذلك النكّسات لتنطلقَ معها مراسيم ليلة حزينة تجرّع فيها المغاربة مرارة الإقصاء و"ظلمِ" الأقدار أمام منتخب مُتواضعٍ لا يملكُ طموحات كبيرة في المسابقة. وتوقّف مسار المنتخب الوطني المغربي بعد سقوطه أمام المنتخب البينيني، عند دور الثمانية من مسابقة كأس إفريقيا للأمم بمصر، بعد خسارته أمسِ الجمعة بركلات الترجيح، بينما كان بإمكان الأسود أن تحسم نتيجة اللقاء لصالحها، بعد احتساب الحكم ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع ضيّعها حكيم زياش، ليحتكم الطرفان إلى ركلات الترجيح التي ابتسم فيها الحظ لمنتخب البنين بأربعة لواحد. وغاصتْ مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات الجماهير المغربية التي لم تستسغ الخروج بشكل مذل أمام المنتخب البينيني، حيث انقسم المغاربة في تعليقاتهم على نتيجة المباراة بين من حمّل مسؤولية "السّقوط" المدوي للاعب أياكس أمستردام الهولندي، حكيم زياش، الذي ضيّع ضربة جزاء كانتْ كفيلة لحسم التأهيل بدون منغصات، وبين من أرْجَع سبب الخسارة إلى المردود الجماعي للاعبين والمدرّب الفرنسي هيرفي رونار. ولم يسْتوعب الجمهور المغربي أسباب إبقاء الناخب الوطني هيرفي رونار على حكيم زياش طيلة أطوار المقابلة، على الرغم من وضوح غيابه الذهني، وإهداره للعديد من الكرات السهلة تمريرا وتسجيلا. وقال أحد المعلقين: "بالفعل، زياش كان الحلقة الأضعف في المنتخب المغربي. وبالتأكيد، فإن أسهمه صارت في الحضيض الأسفل. لقد خيب ظننا فيه". وتوقّف أحدُ معلقي جريدة هسبريس الإلكترونية عند إصرار هيرفي رونار على إقحام زياش، على الرغم من أدائه الباهت في المباريات الثلاث السابقة ومنحه تنفيذ ضربة الجزاء في أخر الوقت بدل الضائع، على الرغم من أن نفسيته مهزوزة". وقال آخر: "لقد مرغتم الكرة الوطنية واللاعب المغربي داخل الوطن بالتراب.. لقد لعب المنتخب الوطني باللاعب المحترف منذ 2006، ولَم تصل حتى للنصف ودائما تخرجون خاويي الوفاض". بينما حاولت تعليقات أخرى الدّفاع عن لاعب أياكس أمستردام وعدم تحميله مسؤولية الخسارة، حيث شدّد أحمد "لا تلقوا اللوم على اللاعب حكيم زياش، رأينا في المباراة من هو أقل مستوى منه"، مضيفاً "لقد أراد أن يثبت مهاراته وقدراته وأن يقدم الأفضل للجمهور المغربي في ظل الأنظار الموجهة إليه، فنياته كانت حسنة لكن الله غالب. المرجو من الجميع تشجيعه والرفع من معنوياته وعدم الضغط عليه". وأورد تعليق آخر مدافعاً عن زياش: "الكل ركز على تضيع زياش لضربة الجزاء ناسين أو متناسين الأخطاء التقنية لطاقم الفني للمنتخب، حيث أصرّ المدرب هيرفي رونار على الزج بيونس بلهندة في جميع المباريات، على الرغم من إصابته مستبعدا بذلك لاعب من طينة بوفال؛ وهو اللاعب المهاري الذي يتوفر على رصيد فني ومهاري قادر على تمكينه من جعل المدافعين البنيني يتخبطون".