لا تزال مقاولة دومينيك ستروس -كان، الرئيس الأسبق لصندوق النقد الدولي، التي يوجد مقرها في مدينة الدارالبيضاء، تحقق أرباحاً لافتة سنة بعد أخرى جعلت الوزير الفرنسي الأسبق يعيش هنيئاً مريئاً في المغرب بعدما أصبح غير مرغوب فيه في بلاده. وتحمل هذه المقاولة، التي رأت النور سنة 2013، اسم Parnasse International ؛ وهي شركة محدودة المسؤولية وبشريك واحد ورأسمال لا يتعدى عشرة آلاف درهم، وعبرها يقود ستروس كان أعماله في القارة الإفريقية وهي عبارة عن استشارات يقدمها لعدد من رؤساء الدول. ونقلت صحيفة "لوبسرفاتور" الفرنسية، أن مقاولة الرئيس الأسبق للنقد الدولي حققت أرباحاً ناهزت 21 مليون أورو، ما يعادل أكثر من 22 مليار سنتيم، ما بين سنتي 2013 و2018 أي في ظرف خمس سنوات فقط. وأضاف المصدر أن ستروس -كان هو المساهم الوحيد والمشتغل الوحيد في شركته، كما أنه لم يؤد أي ضريبة للدولة المغربية خلال الخمس سنوات الأولى لمقاولته؛ لأنها أُسِّست في المنطقة الحرة للدار البيضاء، التي بسببها يصنف الاتحاد الأوروبي المغرب ملاذاً ضريبياً ووضعه ضمن اللائحة الرمادية للملاذات الضريبية. وذكرت الصحيفة الفرنسية أن ستروس كان، البالغ من العمر سبعين عاماً، يستيقظ كل صباح على أشعة الشمس الساطعة فوق سفوح الأطلس المغربي في رياضه البعيد بكيلومترات قليلة عن مدينة مراكش. ويتعامل مكتب استشارات دومينيك ستروس -كان مع رؤساء دول؛ أبرزهم رئيس التوغو فور غناسينغبي، ورئيس الكونغو دنيس ساسو، بحيث يقدم لهما خدمات في الاستشارة في علاقة بلدانهم مع الصندوق. وكان ستروس كان، المنتمي إلى "اليسار الفرنسي"، قد عاش أحلك أيامه قبل سنوات إثر الفضيحة التي واجهها بعد مشاركته في حفلات جنسية؛ وهو ما اضطره إلى الاستقالة من منصبه كرئيس لصندوق النقد الدولي سنة 2011، بعدما كان يطمح إلى خوض انتخابات رئاسيات فرنسا سنة 2012.