موجة انتقادات تلاحق السلسلة التلفزية "سوحليفة"

رغم تصدرها "طوندوس المغرب على يوتيوب" بملايين المشاهدات وتحقيقها لنسب مشاهدة مهمة على "القناة الأولى"، أثارت سلسلة "سوحليفة" في جزئها الثاني انتقادات شديدة من طرف فنانين وحقوقيين، "لتهديدها أخلاق الناشئة وإعطاء القدوة السيئة للأطفال"، وفق تعبيرهم.
ودفعت السلسلة المثيرة للجدل إلى المطالبة بتدخل الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) لوقف "المهزلة". وقال الفنان محمد الشوبي في رسالة وجهها إلى "الهاكا": "سبق وقلت رأيي في السلسلة، لكن لا حياة لمن تنادي، هذا النوع من الأطفال الذي نسميهم (الكارح أو الكارحة)، هم أطفال اغتصبت طفولتهم من طرف الكبار، وأصبحوا يحاولون التفكير مثلهم، ويبحثون عن القاموس الذي يستعمله الكبار دون فهم"، وأضاف: "هؤلاء الأطفال غالباً ما ينعزلون في كبرهم، كأنهم قضوا دهرا من الزمن، ومنهم من سيخلد للاكتئاب والنكوص النفسي".
وأردف الشوبي قائلا: "فيما يخص الشركة، فهي محمية بالعقود التي أبرمتها مع عائلة الطفلة. المشكل يكمن في القناة الوطنية، التي من المفروض أن لا تقدم مادة تسيء إلى طفلة بهذا الشكل وفي هذا الجو الرمضاني".
من جهته، ناشد عبد العالي الرامي، رئيس جمعية منتدى الطفولة، "الهاكا" إيقاف بث السلسلة، مشيراً إلى أنه توصل بعدد من "الطلبات من الآباء والأمهات وأولياء الأمور والمربين الواعين الذين يراقبون المحتويات التي يطلع عليها أبناؤهم (...)، ويحرصون على عدم مشاهدتهم لهذه السلسلة التي يبث جزؤها الثاني خلال شهر رمضان".
وقال الرامي في تصريح لهسبريس: "في الوقت الذي نسعى فيه لترقية وتهذيب سلوك أبنائنا، تواصل القنوات العمومية بث أعمال فنّية من هذا النوع وما تحمله من تجاوز غير مسبوق ودحض لكل قيم الاحترام التي ينبغي أن يتحلى بها الصغار في تعاملهم اليومي مع من يكبرونهم سناً".
ودعا الفاعل الجمعوي إلى الاستغلال الجيد لموهبة الطفلة الفكاهية في توجيه رسائل ترتقي بالمشاهد وتوظيفها في التحسيس والتوعية، وطالب قنوات التلفزيون العمومي ب"احترام ذكاء المغاربة، عوض السّعي وراء الرفع من نسب المُشاهدة على حساب المصلحة الفضلى للبلد وأخلاق الجيل الجديد".
بدورها، انتقدت طبيبة الأطفال إيمان المخلوفي بث السلسلة، ودعت في تدوينة نشرتها على صفحتها الفيسبوكية الآباء إلى "منع أبنائهم من مشاهدة السلسلة الكوميدية"، موردة: "يجب القول إن هذه الطفلة تبقى طفلة في كل الأحوال، لا ذنب لها فيما تفعله لأنّها تحت وصاية أحدهم، والمرجو من أبويها إعادة النظر فيما يدفعان ابنتهما له، وحبذا لو اختارا أدوارها بما يليق بطفلة جميلة مثلها".
ويدور موضوع "السوحليفة" حول ثنائي يتكون من الفكاهي يسار وطفلة تدعى "إسراء" هي قريبته اضطرت والدتها إلى الهجرة إلى الخارج، فطلبت من أخيها أن يعتني بها حتى تتمكن من إتمام سنتها الدراسية في ظروف مواتية، وانضمت في الجزء الثاني من السلسلة فاتي جمالي بعد زواجها من "المدني"، والطفل" الأسطورة" الذي يجسد دور أخ الطفلة "إسراء".