حركة استقلال القبائل تدين سجن صحفي فرنسي في الجزائر وتطالب بإطلاق سراحه فورًا    مدينة شفشاون "المغربية" تُولد من جديد في الصين: نسخة مطابقة للمدينة الزرقاء في قلب هاربين    الجزائر تُطبع مع إسبانيا رغم ثبات موقف مدريد من مغربية الصحراء: تراجع تكتيكي أم اعتراف بالعزلة؟    حمد لله يدعم هجوم الهلال في كأس العالم    توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس بالمغرب    "الكلاود" تدعم مشاريع ألعاب الفيديو    63 قتيلا في قطاع غزة خلال ساعات    الشرقاوي تعدد تحديات "المرأة العدل"    اتفاقية بين "OCP Nutricrops" وبنغلاديش لتزويدها ب1.1 مليون طن من الأسمدة بدون يوريا        الجامعة الوطنية للتعليم FNE تنتقد تراجع الحكومة عن تنفيذ الاتفاقات وتلوح بالتصعيد    وزير الداخلية يترأس حفل تخرج الفوج الستين لرجال السلطة من المعهد الملكي للإدارة الترابية    تصعيد جديد للتقنيين: إضرابات متواصلة ومطالب بإصلاحات عاجلة    رئيس إيران يوافق على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية    حجيرة يدعو بدكار إلى إحداث كونفدرالية إفريقية للكيمياء في خدمة الابتكار والإندماج الإقليمي    بونو وحكيمي ضمن التشكيلة المثالية للدور ثمن النهائي لكأس العالم للأندية    الهلال يضم المغربي عبد الرزاق حمد الله للمشاركة في مونديال الأندية 2025    مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم للسيدات: حماس كبير بين لاعبات المنتخب الوطني لانطلاق المنافسة    طنجة تحافظ على جاذبيتها المعيشية رغم التحديات العقارية    31 قتيلا و2862 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية    وفاة سجين محكوم بقانون مكافحة الإرهاب في السجن المحلي بالعرائش    نشرة إنذارية: موجة حر مع زخات رعدية قوية محلية في عدة مناطق بالمملكة        تغليف الأغذية بالبلاستيك: دراسة تكشف تسرب جسيمات دقيقة تهدد صحة الإنسان    أخصائية عبر "رسالة 24": توصي بالتدرج والمراقبة في استهلاك فواكه الصيف    دراسة: تأثير منتجات الألبان وعدم تحمل اللاكتوز على حدوث الكوابيس    تنسيقية مهنيي الطاكسي الصغير بطنجة تستنكر الزيادة في التسعيرة دون سند قانوني    الملك محمد السادس يأمر بوضع مراكز تضامنية رهن إشارة الفئات المعوزة    لاعبات للتنس يرفضن التمييز بأكادير    الراحل محمد بن عيسى يكرم في مصر    حمد الله يشارك في كأس العالم للأندية    المناظرة الوطنية الأولى للذكاء الاصطناعي تستقطب أزيد من ألفي مشارك وتُرسي دعائم رؤية وطنية طموحة    طنجة.. توقيف متورطين في موكب زفاف أحدث ضوضاء وفوضى بساحة المدينة    جرسيف تقوي التلقيح ضد "بوحمرون"        "الصحة العالمية": انقطاع الوقود 120 يوما يهدد بتوقف كامل للنظام الصحي في غزة    كأس العالم للأندية.. بونو وحكيمي ضمن التشكيلة المثالية للدور ثمن النهائي    النقاش الحي.. في واقع السياسة وأفق الدستور! -3-    وفاة سجين معتقل على خلفية قانون مكافحة الإرهاب بالسجن المحلي بالعرائش    اعتقال اللاعب الجزائري يوسف بلايلي في مطار باريس    ألا يحق لنا أن نشك في وطنية مغاربة إيران؟    بالصدى .. «مرسوم بنكي» لتدبير الصحة    كلمة .. الإثراء غير المشروع جريمة في حق الوطن    مع اعتدالها قرب السواحل وفي السهول الداخلية .. يوعابد ل «الاتحاد الاشتراكي»: درجات الحرارة في الوسط والجنوب ستعرف انخفاضا انطلاقا من غد الجمعة    في لقاء عرف تكريم جريدة الاتحاد الاشتراكي والتنويه بمعالجتها لقضايا الصحة .. أطباء وفاعلون وصحافيون يرفعون تحدي دعم صحة الرضع والأطفال مغربيا وإفريقيا    تيزنيت تستعد لاحتضان الدورة الجديدة من «الكرنفال الدولي للمسرح»    ندوة توصي بالعناية بالدقة المراكشية        "المنافسة": سلسلة التوزيع ترفع أسعار الأغذية وتتجاهل انخفاضات الموردين    أنغام تخرج عن صمتها: لا علاقة لي بأزمة شيرين وكفى مقارنات وظلم    التوفيق: الظروف التي مر فيها موسم حج 1446ه كانت جيدة بكل المقاييس    الرعاية الملكية السامية شرف ومسؤولية و إلتزام.    دورتموند يعبر مونتيري ويضرب موعدا مع الريال في ربع نهائي كأس العالم للأندية    ملتقى فني وثقافي في مرتيل يستكشف أفق البحر كفضاء للإبداع والتفكير    عاجل.. بودريقة يشبّه محاكمته بقصة يوسف والمحكمة تحجز الملف للمداولة والنطق بالحكم    طريقة صوفية تستنكر التهجم على "دلائل الخيرات" وتحذّر من "الإفتاء الرقمي"    ضجة الاستدلال على الاستبدال    وزير الأوقاف: خدمات واضحة تحدد تكلفة الحج الرسمي وتنسيق مسبق لضبط سعر الصرف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رد على الدكتور الحلوي حول الأمازيغية والحرف اللاتيني
نشر في هسبريس يوم 03 - 07 - 2020

كتب الدكتور عبد الله الحلوي مقالا عنوانه "رد على دعاة تعويض تيفيناغ بغيره" ينتقد فيه الذين يدعون إلى تدريس وترسيم اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني وينتقد الذين يريدون كتابة الأمازيغية بالحرف العربي.
1) الدكتور الحلوي يستعمل الأساليب البلاغية السلفية الإخوانية الإسلامية:
أول ملاحظة يا دكتور عبد الله الحلوي على مقالك المعارض للحرف اللاتيني والمناصر لحرف Neo-Tifinagh هي اللغة السلفية الإخوانية الإسلامية الكثيفة التي تتخلل مقالك في مقدمته ووسطه وخاتمته، ونلاحظ هذا في استعمالك مصطلحات وعبارات سلفية وإخوانية وإسلامية واضحة وهي:
"الدعوات النشاز"،
"دعوى دعاة ال..."،
"فساد هذه الدعوى"،
"فحسبنا في هذه الحالة أن نقول سلاما سلاما"،
"... وأن نشكو هَوانَنا على بعض الناس لرب الناس وملكهم، هو حسبنا، سبحانه، تعالى على كل لعّان شتّام مشّاء بنميم."،
"... فهو من لغو الحديث قد يكون إثمه على من يرد عليه".
ثم تختم يا دكتور الحلوي مقالك بعبارة "تيفيناغ حرف جميل، سنجده قريبا إن شاء الله في كل مكان حولنا"!
هذا الخطاب السلفي الإخواني الإسلامي الذي تتبناه يا دكتور الحلوي لمساندة حرف Neo-Tifinagh ضد الحرف اللاتيني هو خطاب لاعلمي ولا يفيد النقاش العلمي اللغوي الأمازيغي في المغرب بل يسممه.
2) الدكتور الحلوي يتعمد حشر مساندي الأمازيغية بالحرف اللاتيني في سلة واحدة مع أنصار الحرف العربي التعريبيين الإسلاميين:
من بين أسوء ما جاء به مقالك يا دكتور عبد الله الحلوي هو أنك تتهم من يساندون تدريس وترسيم اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني بأنهم يريدون "التضييق" على الأمازيغية أي أنهم يحاربون اللغة الأمازيغية! وهذه تهمة غوغائية وقبيحة جدا ضد أنصار تمزيغ المدرسة والإدارة بالحرف اللاتيني. وأنت تعلم جيدا يا دكتور الحلوي أن مساندي تدريس الأمازيغية بالحرف اللاتيني (بالمغرب والجزائر) يساندون الأمازيغية ويريدون لها أن تنجح، ومعظم الإنتاجات العلمية والأدبية الأمازيغية مكتوبة بالحرف اللاتيني، فضلا عن أن الحركة الأمازيغية ساندت الحرف اللاتيني إلى أن فُرِضَ حرفُ نيوتيفيناغ على الأمازيغية عام 2003.
وتتعمد يا دكتور الحلوي أن تخلط في مقالك بشكل ديماغوجي غوغائي بين فريقين متناقضين متضاربين وتضعهما عمدا في سلة واحدة وكأنهما حليفان بينما هما طرفان متصارعان بشدة وهما:
- أنصار تدريس وترسيم اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني الذين يريدون للغة الأمازيغية أن تنجح وتنتشر بسرعة وفعالية في المغرب ودول العالم الأمازيغي، ويناصرون اللغة الأمازيغية وليس لغة أخرى.
- أنصار كتابة الأمازيغية بالحرف العربي وهم طبعا إسلاميون وتعريبيون يحملون أجندة تعريبية إسلامية صرفة غرضها نصرة العربية والعروبة والإسلام وتعريب اللغة الأمازيغية عبر إغراقها بالحرف العربي في الكلمات العربية الإسلامية والفكر العربي الإسلامي. ولا تهمهم اللغة الأمازيغية في حد ذاتها لأنهم هم يعترفون بذلك حين يبررون كلامهم بمبررات إسلامية صرفة من قبيل "الحرف القرآني" و"لغة القرآن".
هذان فريقان متناقضان تماما. فلماذا تخلط بينهما يا دكتور الحلوي؟!
أنصار الأمازيغية بالحرف اللاتيني يريدون ترويج وإنجاح اللغة الأمازيغية.
أنصار الأمازيغية بالحرف العربي يريدون ترويج العربية والعروبة والإسلام.
إذا كنت تخلط بشكل متعمد بين هذين الفريقين المتضاربين المتناقضين فأنت لا رغبة لك في الحوار الحقيقي حول كيفية تدريس وترسيم وترويج اللغة الأمازيغية بالحرف الأنفع لها.
3) بل الحرف اللاتيني يسهل تدريس وترسيم وتعلم اللغة الأمازيغية، والدلائل ساطعة:
تقول يا دكتور الحلوي: "المسلمة الأولى التي تقوم عليها دعوة التعويض أن استعمال الخط العربي أو اللاتيني في كتابة الأمازيغية سيسهل عملية "تعلم" الأمازيغية. هذا الكلام مردود عليه من وجهين: أولهما أن لا دليل عليه، وثانيهما أن هناك أدلة كثيرة تناقضه."
الرد: بل إنه توجد دلائل قاطعة على أن الحرف اللاتيني يسهل تعلم اللغة الأمازيغية وقراءتها على الجميع.
والدليل الأول موجود في الجامعات المغربية والجزائرية التي تستعمل الحرف اللاتيني حصريا في دراسة اللغة الأمازيغية. الطلبة المغاربة والجزائريون الذين يدرسون في شعبة اللغة الأمازيغية يستعملون الحرف اللاتيني في كل دراساتهم وفي أطروحاتهم ولا يستعملون نيوتيفيناغ كأداة كتابة وتعلم. المنشورات والأطروحات الجامعية حول الأمازيغية بالمغرب والجزائر تستعمل الحرف اللاتيني وتكتب الكلمات الأمازيغية والنصوص الأمازيغية بالحرف اللاتيني. بل توجد في الجزائر أطروحات جامعية عديدة مكتوبة بأكملها بالأمازيغية بالحرف اللاتيني 100%. هذا متعذر بحرف نيوتيفيناغ Neo-Tifinagh لأنه لا مقروئية له ويستلزم مدة طويلة جدا لينتشر في المجتمع.
والدليل الثاني هو أن اللغة الأمازيغية تدرس في الابتدائيات والإعداديات والثانويات الجزائرية منذ 1996 بالحرف اللاتيني في الغالبية العظمى من المدارس الجزائرية التي تدرس مادة الأمازيغية، وبكتاب مدرسي أمازيغي بالحرف اللاتيني. وهنالك نسبة صغيرة من المدارس الجزائرية تدرس الأمازيغية بالحرف العربي أو بحرف نيوتيفيناغ أو بتيفيناغ الطوارق المختلف عن نيوتيفيناغ. كما أن الجزائر التي تدرس الأمازيغية في الثانويات أدخلت مادة الأمازيغية في امتحان الباكالوريا كباقي المواد منذ 2009. والغالبية العظمى من التلاميذ الجزائريين يستعملون الحرف اللاتيني في امتحان باكالوريا مادة الأمازيغية. الكتب المدرسية الجزائرية الأمازيغية بالحرف اللاتيني متوفرة بالمجان على الإنترنت في شكل PDF وأيضا بفيديوهات.
والدليل الثالث هو أن الغالبية العظمى من المؤلفين والأدباء والشعراء المغاربة والجزائريين بالأمازيغية ما زالوا إلى حد اليوم يستعملون الحرف اللاتيني في رواياتهم وأشعارهم وترجماتهم الأدبية لأنهم يعلمون أن هذا يسهل قراءة اللغة الأمازيغية على القراء المغاربة والجزائريين. وسهولة القراءة تسهل التعلم والتثقف.
والدليل الرابع هو أن معهد الإيركام في عدة قواميس له يعمد إلى كتابة الكلمات الأمازيغية بالحرف اللاتيني بجانب حرف Neo-Tifinagh على كل الصفحات لأن الإيركام يعلم أن الحرف اللاتيني يسهل قراءة الأمازيغية على جميع المغاربة. كما أن الغالبية الساحقة من القواميس الأمازيغية الجزائرية الجديدة (الموجهة لعامة القراء) تستمر في الصدور ورقيا وإلكترونيا بالحرف اللاتيني كحرف وحيد إلى حد الآن.
والدليل الخامس هو أن كل الكلمات الأمازيغية المشهورة شعبيا مثل Azul وَ Tanemmirt وَ Tamazɣa وَ Tamaziɣt وَ Imaziɣen وأيضا الأسماء الأمازيغية للأطفال مثل Aksil وَ Maziɣ وَ Tifyur وَ Dihya إنما اشتهرت في السنوات الأخيرة في أوساط المغاربة والجزائريين الناطقين بالدارجة بفضل كتابة الأمازيغية بالحرف اللاتيني في الكتب والجرائد والمواقع ومنصات الدردشة في الإنترنت. الأمازيغية ستنتشر بسرعة كلغة منطوقة مقروءة بسهولة بين كافة المغاربة إذا كتبناها بالحرف اللاتيني.
فالمغاربة المتمدرسون صغارا وشبابا وكبارا قادرون فورا على قراءة أي شيء أمازيغي مكتوب بالحرف اللاتيني (والحرف اللاتيني يكتب بدقة أكبر من الحرف العربي). خذ أية عبارة أمازيغية بالحرف اللاتيني واعرضها على أي مغربي صغير أو كبير، تمدرس قليلا أو كثيرا، وسيقرأها فورا أو بسهولة. مثلا:
Nec d-Amaziɣ (أنا أمازيغي).
Nec d-Amurakucan (أنا مغربي).
Murakuc d-Amaziɣ (المغرب أمازيغي).
Tutlayt Tamaziɣt (اللغة الأمازيغية).
Tadamsa Tamurakucant (الاقتصاد المغربي).
Amahellaw en Webrid Uɣi (مجرة الطريق اللبني).
Amtiweg imezwiɣ (كوكب المريخ).
Axbuc abercan (الثقب الأسود).
Itri amankal (النجم النابض / پولسار).
Agerzu azeggwaɣ (العملاق الأحمر).
Agezzaylu amellal (القزم الأبيض).
Tassayt en Tezreft (وزارة العدل).
Taɣiwant en Eṛṛbaṭ (بلدية الرباط).
Anfa Ameqqṛan (الدار البيضاء الكبرى).
Xseɣ aselkin en tlalit (أريد شهادة الازدياد).
Riɣ aselkin en tzeddiɣt (أريد شهادة السكنى).
Tilelli ed ulallu (الحرية والكرامة).
D-netta dd-yusin (إنه هو الذي جاء).
Asira Amuran en Omiḍag ed Waman en Tissi / SMMMS
(المكتب الوطني للكهرباء وماء الشرب).
Asganfu amenḍan (المستشفى الإقليمي).
Agezdu en yiseṛmiḍen (قسم المستعجلات).
Taɣazamt en temhal (غرفة العمليات).
Afital en usuggem (قاعة الانتظار).
Afrak amuran (الأمن الوطني).
Tuddurt tasdawiyant (الحي الجامعي).
Takaṛḍa tamurant en tumast (البطاقة الوطنية للهوية).
4) الحرف الشائع يسهل نشر اللغة لدى غير الناطقين بها:
تقول يا دكتور الحلوي: "... من الأدلة التي تناقضه أن هناك جماعات لسانية متعددة في العالم تستعمل لغتين مختلفتين بنظام كتابي واحد، ولم يثبت قط أن مستعملي أحد اللسانين تعلم اللسان الآخر فقط لأن اللسان الثاني منتشر في الفضاء العام باستعمال نفس النظام الكتابي. من الأمثلة على هذه الحالة: الولايات الأمريكية التي تستعمل فيها الإسپانية والإنجليزية في الفضاءات العامة في بعض الولايات الجنوبية، حيث نجد أن متكلمي الإسپانية لا يتعلمون الإنجليزية إلا إذا درسوها في المدرسة."
الرد: هنالك فرق بين التعليم الأساسي من جهة وتسهيل التعليم والترسيم والتطبيق من جهة أخرى. هل تحاول أن تقول يا دكتور الحلوي أن الحرف اللاتيني لا يسهل قراءة وتعلم الإنجليزية على المهاجرين المكسيكيين في ولايتي New Mexico وَ Arizona الأمريكيتين وعلى باقي المهاجرين في أمريكا؟
كتابة اللغة لا تكون فقط في لوحات الشوارع بل هي أيضا في ترجمات المسلسلات والأفلام السينمائية subtitles والألعاب الإلكترونية video games والمنتوجات التجارية والكتب ومواقع الأخبار ومراسلات إدارات الدولة والإشهار التجاري التلفزي واليوتيوبي. أنت تعلم يا دكتور الحلوي أن الناس يحسنون مستواهم في الإنجليزية عبر التعلم بالقراءة وباستهلاك الميديا والأفلام والمنتوجات التي تكون فيها تلك اللغة مكتوبة بالحرف اللاتيني. هذا النوع من التعلم الذاتي ليس بديلا عن المدرسة وإنما هو يغطي مساحة لا تغطيها المدرسة وهي مساحة كبيرة جدا بل أكبر من مساحة التعليم المدرسي.
معظم كتب تعليم اللغات (الإنجليزية، اليابانية، الألمانية، المالطية، العربية، العبرية...) الموجهة للسياح والهواة والمبتدئين تستعمل الحرف اللاتيني كأداة لتسهيل التعلم وتسريعه. ادخل إلى دكان شركة Lonely Planet وستجد كتب تعليم اللغات الصينية الماندارينية والصينية الكانتونية والبلغارية والأمهرية الإثيوبية والعربية المصرية بالحرف اللاتيني، وهي كتب تلقى رواجا لدى ملايين الزبناء من كل أنحاء العالم.
ولكن لا داعي لأن نطير إلى أمريكا أو مالطة للحديث عن الحرف اللاتيني يا دكتور الحلوي. فالحرف اللاتيني منتشر بالمغرب أيضا. ففي المغرب يتعلم تلاميذ الثانويات 4 لغات جديدة انطلاقا من الصفر وهي: الألمانية، الإيطالية، الإسبانية، الإنجليزية. ولا يجدون أية صعوبة في البدء فورا بتعلم كلمات وجمل هذه اللغات الجديدة عليهم تماما لأنهم مسلحون بالحرف اللاتيني الذي تعلموه سابقا. وفي ظرف 3 سنوات يتمكن التلاميذ المغاربة من اجتياز امتحان الباكالوريا في الألمانية والإيطالية والإسبانية والإنجليزية.
ألا يمكن فعل نفس الشيء مع اللغة الأمازيغية بإدخالها الآن مباشرة إلى التعليم الثانوي المغربي بالحرف اللاتيني كمادة إجبارية لساعتين أسبوعيا مثلا؟
أليس هذا أفضل من انتظار دهر من الزمن لتغطية الابتدائي أولا بالأمازيغية؟!
فالجزائر تدرس الأمازيغية بالحرف اللاتيني منذ 1996. ومنذ 2009 بدأت الجزائر تنظم امتحان الباكالوريا الوطني في مادة اللغة الأمازيغية وبالحرف اللاتيني. وأوراق امتحان الباكالوريا الأمازيغية الجزائرية بالحرف اللاتيني موجودة على الإنترنت (PDF) لمن يريد الاطلاع عليها.
كما أن زعمك يا دكتور الحلوي بأن: "الطابع الدولي لا يعطى للغة بالخط الذي يستخدم لكتابتها بل بوجود شفرة دولية معترف بها لهذا الخط" هو زعم غير دقيق بتاتا. وإنما كل اللغات المكتوبة في العالم هي مسجلة وتترجم بها برامج الكومبيوتر والتلفونات الذكية وغيرها على أساس أسماء تلك اللغات ذاتها ومعجم كلماتها فقط بصرف النظر عن الألفبائية المستعملة. فاللغتان الإندونيسية والماليزية تستعملان الحروف اللاتينية ال 26 العادية مثل الإنجليزية ومع ذلك نجد Windows وَ MS Word وكل البرامج والخدمات مترجمة بالإندونيسية والماليزية. وهنالك لغات أخرى تستعمل الحرف اللاتيني العادي مطعما بحروف إضافية مثل ÇŞĞIİÖÜ في اللغة التركية والحروف ĄĆĘŁŃÓŚŹŻ في اللغة البولونية (البولندية)، وأيضا التركية والبولونية معترف بهما دوليا في كل مكان. والأمازيغية المكتوبة بالحرف اللاتيني لديها هذه الحروف اللاتينية الإضافية ƔẒḌŘṚṬČǦṢḤƐ وهي موجودة على كل التلفونات الذكية (سمارت فونز) المشتغلة بنظام Android بلوحة مفاتيح اسمها Tamazight Latin. ويمكن لكل من يملك تلفونا أن يتأكد من هذا.
أما اللغة الأزربيجانية فهي مكتوبة بالحرف اللاتيني في دولة أزربيجان وبالحرف العربي في إيران.
5) الأنواع الثلاثة للكتابة الأمازيغية: الليبي الأمازيغي، تيفيناغ الطوارق، نيوتيفيناغ:
- أولا: الحرف الليبي الأمازيغي، بالإنجليزية: Libyco-Berber وبالأمازيغية Alibu-Maziɣ هو الأقدم على الإطلاق (2500 سنة) ولا يعرفه المغاربة ولا يُذكر في الإعلام ولا تعبأ به الحركة الأمازيغية.
- ثانيا: تيفيناغ الطوارق، بالإنجليزية Tuareg Tifinagh، وهو التيفيناغ التقليدي الأصلي الأصيل الموجود في بلاد الطوارق ويتميز بوجود عدة حروف منقطة تتكون بأكملها من نقط وهي:
(ثلاث نقط مثلثية) = الكاف (ك) الطوارقية.
(ثلاث نقط عمودية) = الغين (غ) الطوارقية.
(ثلاث نقط أفقية) = القاف (ق) الطوارقية.
(أربع نقط عمودية) = الهاء (ه) الطوارقية.
(أربع نقط تشكل مربعا) = الخاء (خ) الطوارقية.
(خمس نقط تشكل مربعا داخله نقطة) = "دج" الطوارقي.
(خط بنقطتين في أعلاه) = أيضا "دج" الطوارقي.
(أربعة خطوط متقاطعة عموديا) = الزاي الغليظة الطوارقية.
(دائرة داخلها خط عمودي) = الباء (ب) الطوارقية (وليس الهاء).
- ثالثا: حرف نيوتيفيناغ، بالإنجليزية Neo-Tifinagh (أي تيفيناغ الجديد)، وهذا الحرف مستحدث وهو الذي يروجه الإيركام. وقد قام جزائريون في القرن العشرين بأخذ تيفيناغ الطوارق الأصيل المذكور أعلاه فحذفوا منه الحروف المنقطة (التي لم تعجبهم أو وجدوها غير عملية) واخترعوا بدلها حروفا جديدة هي:
اخترعوا ⵖ وهي تقليد للغاما γ اليونانية التي ينطقها اليونانيون غينا (غ).
وتم اختراع ⵄ (ع) وهي ⵖ (غ) مقلوبة بشكل يشبه تقارب ع/غ في العربية.
واخترعوا ⴽ وهي تقليد للحرف اللاتيني واليوناني K (ك).
واخترعوا ⵇ كحرف قاف وهو اشتقاق من الحرف ⴽ المخترع.
واخترعوا ⵥ كبديل للزاي الطوارقية الغليظة ⵌ.
واخترعوا ⵅ وهي تقليد للخاء اليونانية Χ (خ).
وتم اختراع ⵁ كبديل عن الهاء الطوارقية المنقطة ⵂ وحولها الإيركام إلى ⵀ بينما هذه باء طوارقية.
من يدافع عن الأصالة فعليه أن يدافع عن الحرف الليبي الأمازيغي Libyco-Berber الذي توجد نقوشه في المغرب منذ 2500 عام، أو عليه أن يدافع عن تيفيناغ الطوارق بصيغته الأصلية الأصيلة وبحروفه الأصلية المنقطة المتكونة من نقط (ⴾ ⵈ ⵗ ⵆ ⵂ ⵘ ⴶ).
أما حرف Neo-Tifinagh الذي يروجه الإيركام ويدافع عنه التيفيناغيون فهو حرف معدل نصف حروفه مخترعة حديثا أو معدلة. (راجع مقالي السابق "هل يميز المغاربة بين تيفيناغ والحرف الليبي الأمازيغي؟").
ومن الواجب أن يتم تعريف التلميذ المغربي (في حصة الأمازيغية أو التاريخ) بالحرف الليبي الأمازيغي Libyco-Berber (الذي توجد نقوشه بالمغرب) وأيضا تعريف التلميذ بالتيفيناغ الطوارقي الأصيل بحروفه الأصلية مثل: ⵣⵈⵙⴾⴷⵗⵀⵆⵊⵂⵔⵏⵘⴶⵌ. ولكن هذا لا ينفي ضرورة الحرف اللاتيني حاليا.
6) الحركة الأمازيغية تحولت إلى حركة تيفيناغية تعارض تمزيغ العلوم وتساند الفرنسة:
تدعو يا دكتور عبد الله الحلوي إلى نقل التعليم المغربي إلى الإنجليزية وتعميم الإنجليزية بالمغرب. وهذا ممتاز (بشرط عدم طحن الأمازيغية) ولكن تعميم الإنجليزية يستوجب البدء في التخلص من الفرنسية. أما الحركة الأمازيغية التيفيناغية فلا تبالي بأهمية اللغة الإنجليزية كجزء من إصلاح التعليم المغربي. ولم أسمع يوما ناشطا أمازيغيا يطالب بإزالة الفرنسية وتعميم الإنجليزية بالمغرب كمادة إجبارية وكلغة لتعليم العلوم بالجامعة كما بجامعة الأخوين في Ifran التي تدرس بالإنجليزية ولا يدخلها إلا أبناء علية القوم والأثرياء.
الحركة الأمازيغية التيفيناغية برهنت مؤخرا على أنها حركة فرنكوفونية الهوى فرنسية الميول مفرنِسة الأجندة، مثلما أن الحركة التعريبية الإسلامية سعودية الميول بعثية الأجندة أعرابية الهوى.
ففي عام 2019 ساند الأستاذ أحمد عصيد وأنصاره التيفيناغيون سياسة فرنسة التعليم الثانوي وتوسيع مساحة الفرنسية بالمغرب. الحركة الأمازيغية التيفيناغية تدفع المغرب في اتجاه مزيد من الفرنسة بعيدا عن الإنجليزية وبعيدا عن الأمازيغية.
وزعم الأستاذ أحمد عصيد وأنصاره عام 2019 زعما كارثيا مغالِطا مفاده أن اللغة الأمازيغية عاجزة غير قادرة على تدريس العلوم في الثانويات المغربية وأنه تجب فرنسة التعليم وزيادة مساحة الفرنسية. هذا سيؤدي إلى فرنسة مزيد من الأجيال المغربية بجانب تعريبها. وهذا طبعا استمرار ل"سياسة التعريب والفرنسة" التي تطبقها الدولة المغربية منذ 1912. من الواضح أن التيفيناغيين فهموا أن تمزيغ المواد العلمية والاقتصادية والتقنية في الثانويات المغربية متعذر بحرف نيوتيفيناغ الآن وفي السنوات والعقود المقبلة فعارضوا تمزيغ العلوم (الذي يسهله الحرف اللاتيني) وارتموا في حضن سياسة الفرنسة. وأصبحوا الآن يراهنون على الترسيم الشكلي الرمزي العاطفي الهوياتي للغة الأمازيغية بعيدا عن أي دور وظيفي لها.
فهل تتفق يا دكتور عبد الله الحلوي مع الأستاذ أحمد عصيد وأنصاره الذين يزعمون بأن اللغة الأمازيغية عاجزة عن تدريس المواد العلمية في الثانويات المغربية وأنه تجب فرنسة التعليم أكثر مما هو مفرنس؟!
لو كانت الحركة الأمازيغية (التي تحولت الآن إلى "حركة تيفيناغية") تتبنى موقفا مبدئيا متماسكا (consistent) ومنطقيا لرفضت الفرنسة والتعريب معا ولطالبت بتمزيغ التعليم والإدارة تمزيغا حقيقيا كاملا أي شكلا ومضمونا. وأسطر هنا تحت كلمة "مضمونا". أما ما رأيناه من الحركة الأمازيغية التيفيناغية فهو أنها لا يهمها الآن إلا الديكور التيفيناغي على الكارطات والحيطان بينما هي سلمت الباقي للفرنسية. وهي تساند مزيدا من فرنسة المغرب. فهي تعارض التعريب ولكنها تناصر الفرنسة.
المشكلة هي أن التيفيناغيين بالمغرب لا يؤمنون بقدرات اللغة الأمازيغية وإنما يؤمنون بحرف نيوتيفيناغ. ولهذا فكلما دقت ساعة "المعقول" إلا وتجدهم في صف اللغة الفرنسية يطالبون بفرنسة التعليم المغربي وتأبيد الفرنسية بالمغرب ويزعمون بأن اللغة الأمازيغية غير قادرة على تدريس العلوم في الثانويات!
هذا فضلا عن أن التيفيناغيين لا يعارضون إطلاقا بقاء الفرنسية لغة رسمية للدولة المغربية إلى الأبد. وهم غافلون أو متغافلون عن الوضعية السيئة الكارثية للغة الأمازيغية في الفصل رقم 5 من دستور المغرب.
الحرف اللاتيني ليس حرفا فرنسيا بل هو حرف عالمي ذو أصل إيطالي.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.