إبتلي المغرب خلال العشرين سنة الماضية في رياضته بطينة من الكائنات الرياضوية برعوا و أبدعوا وتفننوا في تسويق الأكاذيب و الأراجيف والأوهام الثلجية في الرياضة للشعب المغربي، لقد تجاوزوا حاجة المسوق إلى الاستمتاع بترويج سلعه وبيعها بأغلى الأثمان بعدما جلبها بأرخصها، و أصبحوا يتلذذون لذة الوطر وهم يعذبون المغاربة بالإخفاقات التي روج لها على أنها الأمل والنصر القادم لا ريب فيه، يتلذذون بتلك الحالات السيكولوجية المتناقضة التي تتلبس المغاربة قبل كل حدث رياضي و أثنائه و بعده. فهاهي نوال المتوكل الوزيرة السابقة للشباب والرياضة تسوق لنتائج أولمبياد بيجين 2008 لتخيب آمال المغاربة بل برع خلال هذه الأولمبياد جواد بلحاج رئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة في طمأنة المغاربة على ميداليات أولمبية للقفاز المغربي فلأول المرة يتأهل إلى الأولمبياد 10 ملاكمين ليسقطوا جميعا و تبعا و تذوب أمال المغاربة كالثلج الظاهر على قمم توبقال الشامخة، و ها هو منصف بلخياط الأسطورة الذي لم تعرف الرياضة المغربية لمثله سميا، الرجل لم يقصر مع صاحبه السيد الوهم، لقد أكرم وفادته و أنزله في أحسن منازل الرياضة المغربية و أغدق عليه و على أزلامه وأبواقه و أقلامه إغداق من لا يخشى الفقر، فقد كان أسرع و أجود من الريح المرسلة ليهديا – السيد بلخياط وصديقه السيد الوهم- المغاربة أغنى مدرب و أجمل مدرب و أروع مدرب عرفه المنتخب الوطني لكرة القدم ، نقصد العلامة العارف بإذن بلاتير، المستضيء بنور سي الفهري الفاسي، النابغة غريتس، الرجل المتعجرف كأنه الطاووس في أزهى ألوانه، لكن كما تقول الحكمة المغربية " السلاح أصفر والعود (الفرس) أعور". فسوق لنا هذا النكرة في عالم تدريب المنتخبات على أنه الياسوع المخلص، فكان المسيخ الدجال المورط الذي قتل المنتخب المغربي لكرة القدم وأذله، مقابل راتب شهري يجمع رواتب 31 إطارا بسلم 11 في كل شهر، ليخرج المنتخب المغربي لكرة القدم من CAN الغابون يجر أذناب الخيبة و العار، لتطل علينا مع صيف 2012 اللجنة الأولمبية المغربية عشيت أولمبياد لندن 2012 عبر وسائل الإعلام و تسوق الوهم الثلجي من جديد إلى المغاربة عبر آلاتها التسويقية الإعلاموية المستأجرة و " الكارية حنكها " و يقال للمغاربة إن البعثة المغربية المشاركة بأولمبياد 2012 أكبر بعثة في تاريخ المشاركة المغربية بالأولمبياد وذلك ب 75 رياضيا و 12 نوع رياضي و أنها أي لجنة رياضة الصفوة و هي كذلك اسم على مسمى صفوية تصطفي لنفسها أزلامها الفاشلين و ترفض كل غيور صاحب كفاءة عالية و كل رجل بمعنى الرجولة المغربية وفيا لروح قسم المسيرة الخضراء ملتفا حول مقدسات البلد الله الوطن الملك بكل صدق و جد و حزم و ليس نفاقا و محاباة، يقصى من اللجنة الصفوية الرافضة لكل إطار مغربي يقول لا وألف لا للكذب و الرخص و الرداءة و الوشاية و شراء الضمائر ووووو.... فطلعت علينا اللجنة الصفوية تبشر بالفردوس الرياضي المفقود مع الكروج و عويطة و سكاح وصلاح حسو و الأخوين عاشيق و التمساني و منتخب 1986 لكرة القدم وعبد السلام الراضي الذي بيعت ميداليته في إحدى أسواق الخردة و العربي بن امبارك الذي توفي وحيدا ليكسر باب مسكنه بعد ثلاثة أيام على فراقه الحياة و القائمة طويلة لهذه الأمة المغربية المجيدة القديمة قدم التاريخ فعرش مملكتها ثاني أقدم عرش في العالم بعد العرش الياباني، ألا يستحق رياضة تناسب مقامه و جلال قدره و عظمة تاريخ وقوة حضارته؛ لتكسر نفسية الشعب المغربي قبل انطلاق الألعاب الأولمبية 2012 بفضيحة مدوية للمنشطات للعداءة السلسولي و العداء لعلو و هي الفضيحة التي استشرفتها الجمعية المغربية للتحسيس من مخاطر المنشطات في المجال سنة 2009 من خلال دراسة أنجزتها و رفعتها إلى عبد السلام أحيزون الذي لا يجد حرجا في التصريح أمام البرلمان المغربي بأن المنشطات بألعاب القوى المغربية لا تتجاوز 60 حالة خلال عشر السنوات الماضية، أعتقد أن السيد رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى لم يدرك أن 60 حالة في 10 سنوات تفيد معدل حالتين في الشهر للتعاطي للمنشطات داخل صفوف عدائين دوليين ينتمون للمنتخب الوطني لألعاب القوى، في نظر السيد أحيزون حالتين كل شهر بوتيرة مستمرة خلال عشر سنوات مسألة عادية؟، تالله هذا هو عجب العجاب؛ لقد رجعت المنتخبات المغربية المشاركة بأولمبياد 2012 تكما رجعت من أولمبياد بيجين 2008 تحمل في حقائبها قنينات ماء ثلج الوهم الذي سوقه المسؤولين عن الرياضة بالمغرب للمغاربة، بعدما ذاب على نار قوة التنافس القوي المفروض من قبل الدول التي تحترم شعوبها في كل المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الرياضية، عاد الوفد المغربي و في حقيبته 75 قنينة ماء ثلج الوهم و كأنهم الحجيج القادم من الديار المقدسة يحمل ماء زمزم تبركا و تيمنا فهو شفاء لما شرب له، و ماء ثلج الوهم سيفيد كذلك لإطفاء نار غضب المغاربة الذي تعبوا و ملوا من تلك الأسماء و الوجوه التي تسوق الأوهام في الرياضة المغربية على أنها الأمل، ذلك الأمل الذي نفتقده في عدد من المجالات و الرياضة كانت البصيص الذي ننفس به عن أنفسنا و نثبت به حضورنا القوي داخل المنظومة الدولية؛ اليوم نعيش على هوامش دفتر نكسة نكراء ب CAN جنوب إفريقيا بعدما سوق لنا أن طرد غريتس و استقدام الطوسي، الحل الأنجع سرعان ما تبين أن تلك الشعبوية التي مورست على الشعب المغربي من رفع للقرآن الكريم في الملعب و خطاب الوطن و الرجولة و سنقاتل و نتشبث بالأمل ووووووووووووووووو (الشفوي ألله إيداوي )، وأولئك الصحفيون القابعون بإحدى قنوات القطب العمومي و قرينتها الإذاعية الخاصة، المتخصصتين في الرياضة يتفننون في الضحك على ذقن الشعب المغربي من خلال من يسمونهم محللين أو صحفيين فتارة و غالبا قبل الأحداث و المناسبات الرياضية الكبرى تمجدان ما شاء الله لهما من تمجيد و زركشة و تنميق و تارة خصوصا بعض الأسماء المنشطة عندما تركب رأسها فتشغل أسطوانتها المشروخة التي حفظنها عن ظهر قلب و ما تحمله من صراخ و كلالام " زنقاوي " الرخيص الذي لا يمت لذوق الصحافة و علو كعبها المهني بصلة، لينشروا البهتان و الأوهام للمغاربة، اليوم يتحدثون عن أوهام جديدة وكأن الشعب المغربي طفل تلهيه بالحلوى و الدمى و تمد له في عمر أمله الصبياني،من قيبل اقصائيات كاس العالم و كأس افرقيا 2015 و قبلهم اللجنة الوطنية الأولمبية تحدثت بعد مذلة لندن 2012 عن أولمبياد ريوجانيرو 2016 وكأنهم صرفوا وهم نوال المتوكل التي سوقته سنة 2008 تحت اسم " رؤية 2020 ، الرياضة المغربية قيم و حضارة " و نسيت أن الرؤية تنبني على معطيات صحيحة و أفكار طموحة قابلة للتحقيق و على مخططات عملية يقف عليها رجال يتسمون بالكفاءة و الأمانة هم كثر بالمغرب لكنهم يحاربون و يطردون من الجامعات و الكيانات الرياضية ليحل محلهم المتقاعدون الذين أفلسوا الرياضة المغربية و يتعاملون مع نوع أخر من الكائنات الرياضوية بمنطق " باك صاحبي " و " عطيني نعطيك " . و " service service camarde aprés " وإلا كيف نفسر استقدام واحد من المواهب الرياضية الرجاوية اللاعب الحافظي إلى المنتخب و كان قاب قوسين أو أدني من الرجوع إلى أرض الوطن من جنوب افريقيا لتتحرك الآلة الخضراء الرجاء وتدافع عن ابنها و يتم التراجع عن إرجاع الحافظي إلى المغرب. و يا للقدر ليكتب هذا الشاب اسمه بمداد من ذهب في الكان و سجل واحد من أروع الأهداف، فأين حس رشيد الطوسي العالي خلال المقابلتين الأوليتين ضد الطوكو و الرأس الأخضر.. لماذا لم يقحم هذه الموهبة الكروية التي صنعت نفسها بنفسها في قسم الهواة بالمغرب، لقد سوق الأفاكون الكذابون الرياضويون للشعب المغربي أن رياضييهم و مؤطريهم أبطالا لا يقهرون ولا يشق لهم غبارا و أن المسير المغربي في الرياضة أعظم مسير في العالم سرعان ما تبين أنه حاطب ليل، تبين أن تصريحاتهم للأمة المغربية ملكا و شعبا كلاما في كلام ساخن حار ذوب ثلج وهم الفهري و الطاوسي، لينزل بردا لا سلاما على الشعب المغربي ، فيعود كلاهما – الفهري الفاسي و رشيد الطوسي من جنوب افرقيا إلى بيتهما و أولادهما، الأول متربعا على مؤسستين استراتيجيين بالمغرب للماء و الكهرباء ثم كرة القدم و الثاني يعود ب 50 مليونا و نيف من السنتيم، و يعود الشعب المغربي إلى بيته و أولاده بخيبة ستنعكس و أقسم ستنعكس سلبا على الجيل المولود في العشرية الأخيرة، ولدوا و ترعرعوا بين أحضان التوهيمم الجماهيري الممنهج الذي تسوقه آلة إعلاموية رياضوية خطيرة حربائية غنائمية، صغارنا الذين سكنت نفوسهم الانكسار و الهزيمة و أشراطها، وتربوا على خطاب الهزيمة و مشاهد الدموع وتوزيع الغنيمة و أثار طرد أطر رياضية وطنية لا لشيء إلا أن صرخت في وجوههم وقالت " لا " للرداءة الرياضية بالمغرب، فالمرجو من أطفالنا كما ترجاهم نزار قباني بعد هزيمة 1967 فقال: يا أطفال العرب من المحيط إلى الخليج أنتم سنابل الآمال أنتم مكسروا الأغلال أنت طاهرون كالندى ظاهرون كالثلج لا تقرؤوا أخبارنا لا تقتفوا أثارنا فنحن جيل الهزيمة و القيء و الزهر (أكرم الله وجوهكم) بعد مذلة أولمبياد بيجين 2008 و أولمبياد لندن 2012 و كأس افريقيا الغابون وكأس إفريقيا جنوب افريقيا أقول عطفا على وصف نزار هم ولا شك كذلك، أولئك الذين يمارسون التوهيم الجماهيري الممنهج في الرياضة المغربية و بيع الوهم على أنه الحقيقة و الأمل، الأكيد أن إشكالية الرياضة المغربية ذات بعد بنيوي تكمن في غياب ديمقراطية حقيقية وتكمن في تسلط مجموعة من الأسماء التي جثمت على أنفاسها و تكمن في محاربة الأطر المغربية الأبية العصية على الذل و المهانة و الاستكانة و كنسها من المشهد الرياضي الوطني و تتبعها إلى الخارج و عزلها عن المؤسسات الرياضية الدولية و مراسلتها بمضامين تشوه هذه الفئة من الأطر لتجد نفسها محاصرة من الداخل و الخارج بل العديد منهم يعش في ضيق من العيش نتيجة لمحاربته من قبل لوبي الرياضة بالمغرب الفاشل المفلس الذي سود وجوهنا أمام العالم قاطبة، و تكمن في غياب الحكامة الجيدة التي يتبجح بها كل وزير حل بالطابق الرابع بوزارة الشباب و الرياضة، فهل لازلنا بحاجة إلى وزارة للرياضة يتحكم فيها أحزاب لا يفقهون في عالمها و علمها شيئا و مرهونة بين كماشتي لوبي خطير من أخطر اللوبيات بالمغرب و هو لوبي الموظفين الكبار بوزارة الشباب و الرياضية و من يقف خلفهم في باقي المؤسسات.