خلّف إعلان وزارة الصحة، مساء أمس الجمعة، الشروع في تطعيم المغاربة بالجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، ردود فعل متباينة، جزء مهم منها عبّر أصحابها عن رفضهم هذه الخطوة، بعدما كان الاعتقاد سائدا بأن التطعيم سينتهي عند الجرعة الثانية. وعبّر عدد من المواطنين عن رفضهم تلقي الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، ومن بينهم أطر صحية، كما هو الحال بالنسبة لعادل عوين، إطار صحي بمستشفى ابن سينا بالرباط، الذي قال، تعليقا على البلاغ الذي أصدرته وزارة الصحة في الموضوع: "أستسمح.. لأول مرة لا أوافق بتاتا بلاغ وزارة الصحة، وأرفضه جملة وتفصيلا". وعلل عوين رفضه الجرعة الثالثة بكون "الجرعات التنشيطية من القاحات بصفة عامة تكون عند نقص الفعالية بدراسات علمية مضبوطة"، مشيرا إلى أنه "لم يتم نشر أي دراسة في الموضوع، لا على الصعيد الوطني ولا في المجلات المتخصصة دوليا". من جهته علق حمزة إبراهيمي، مسؤول الإعلام والتواصل في النقابة الوطنية للصحة العمومية: "معارضة شديدة من الأطر الصحية للجرعة الثالثة، وتساؤل عريض يسود في أوساط الجميع حول الجدوى منها ومدى فاعليتها في ظل الاستنزاف المهني، غياب الموارد وانعدام التعويضات والتحفيز". في المقابل ترى اللجنة العلمية والتقنية للقاح المضاد لفيروس كورونا، التي اتُّخذ قرار التلقيح الجديد بناء على توصياتها، أن كل ما يروج حول هذا الموضوع من تشكيك لا يستند إلى أساس، وأن قرار التطعيم بالجرعة الثالثة استند إلى دراسات. هذا المعطى أكده سعيد عفيف، عضو اللجنة المذكورة، في تصريح لهسبريس، بقوله: "ماشي غي كنفيقو فالصباح وكنتاخدو قرارات"، مضيفا: "على المغاربة أن يحمدوا الله لأن بلدهم يدبّر مواجهة جائحة فيروس كورونا كما تفعل الدول المتقدمة"، لافتا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية بدورها اعتمدت الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لكورونا. وكانت وزارة الصحة أعلنت مساء الجمعة أنه سيتم الشروع في التطعيم بالجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كوفيد 19، في إطار الحملة الوطنية للتلقيح، وأنه سيتم إخبار المواطنات والمواطنين بالإجراءات وكيفيات الاستفادة من هذه الجرعة، وكذا الفئات المستهدفة. وعللت وزارة الصحة قرار تطعيم المغاربة بالجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا ب"تقوية المناعة لدى جميع المغاربة والأجانب المقيمين بالمغرب، ومن أجل حماية أنفسهم وذويهم من عدوى كوفيد – 19′′، داعية إياهم إلى الانخراط في هذه العملية. ولم تحدد وزارة الصحة في بلاغها الفئات التي سيتم استهدافها بالجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، غير أن سعيد عفيف أوضح أن الفئات التي ستُعطى الأولوية في عملية التطعيم حددتها اللجنة العلمية، وهي نفسها الفئات التي استفادت من التطعيم بالجرعة الأولى، أي العاملون في الصفوف الأمامية، والمسنّون، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. وجوابا عن سؤال حول ما إن كان جوزا التلقيح الذي حصل عليه الملقحون بالجرعتين الأولى والثانية سيظل صالحا، أم لا بد من الحصول على الجرعة الثالثة، أوضح عفيف أن صلاحية الجواز لن تكون مشروطة بتلقي الجرعة الثالثة، وأنه سيظل ساريا، كما أوضح أن الجرعة الثالثة لن تكون إجبارية، بل اختيارية، على غرار الجرعة الأولى.