"ساعة في الجحيم" تلك التي عاشها ساكنة العاصمة الحمراء للمغرب، بعد أن تسببت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على مراكش ليلة أمس في غرق شبه كامل لشوارع المدينة الحمراء، ما أدى إلى توقف وعرقلة حركة السير، ليلجأ ببعض السائقين إلى التخلي عن سيارتهم وسط الشارع؛ إضافة إلى التسبب في سقوط جدران بعض المنازل المتواجدة بالمدينة القديمة، دون سقوط ضحايا،إضافة إلى تشرد العديد من الأسر في أحياء وسط المدينة. أمطار ليلة أمس، التي استمرت حوالي الساعة من الزمن، خلفت حالات من الذعر والرعب في صفوف ساكنة مراكش، وفقا لحالات تواصلت معها هسبريس، حيث أكدت بعض الأسر أن الأمطار تهاطلت بشكل مفاجأ وغزير جدا، معبرين في الوقت ذاته عن استيائهم من وضعية شبكات الصرف الصحي العمومية "المعطوبة" التي تتسبب مع إطلالة كل أمطار في اختناق الطرق وغرق المدينة بمياه الأمطار. من جهة أخرى، عاينت هسبريس حالة إحدى الأسر وسط حي الداوديات، حيث "هجمت" مياه الأمطار على منزلها، وهو عبارة على معمل نجارة تستقر الأسرة على مدخله مقابل حراسته، "المياه الشبيهة بطوفان غاضب دخلت على المنزل وعلى الساحة المحادية له داخل المعمل"، يوضح أحد أفراد الأسرة، مشيرا في تصريح لهسبريس، أن الأمطار أتلفت كل أثاث المنزل ومعها الأمتعة المتواجدة في الساحة، بما في ذلك هدم واجهة المعمل الخشبية. ساعة من الأمطار "المباغتة" كانت كافية لإغراق المنزل بأكمله، "الأبناء الصغار قضوا الليلة عند الجيران فيما بقينا نحن في العراء ننتظر الصباح"، يقول عبد الاله، أحد أفراد الأسرة في تصريح لهسبريس، محملا المسؤولية في وضعية أسرته، من جهة، لصاحب المعمل، وهو مالك العديد من دور الضيافة والكازينوهات بالمدينة الحمراء، "الذي يتخلف منذ سنوات على تعويض الأسرة مقابل إشرافها على سلامة المعمل وحراسته"، ومن جهة أخرى للسلطات المحلية "التي تعرف بالحالة التي نعيشها دوما بعد تهاطل الأمطار من دون أن تحرك ساكنا". وهدد عبد الاله باللجوء، رفقة ساكنة الحي، إلى القضاء من أجل إيجاد حل ل"غرق" منازل بعضهم بعد هطول الأمطار، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن وقفة احتجاجية سينفذها رفقة أفراد عائلته ونشطاء حقوقيين أمام كل من إقامة صاحب المعمل وكذا مقر المجلس البلدي "من أجل إنصافنا وإنقاذنا من خطر الغرق والتشرد الذي يهدد سلامة الأسر مع كل موسم أمطار يحل علينا". مواطنون، وفي تواصل مع هسبريس، أكدوا أن الأمطار تسببت في اختناق قنوات الصرف الصحي، ما أدى إلى هجوم مياه الواد الحار على منازلهم ومحلاتهم التجارية؛ حيث تكبدت بعض الأسر والمحلات خسائر مهمة في الممتلكات من إتلاف للأثاث والأجهزة الالكترونية، فيما كان للمؤسسات التعليمية بما فيها بعض الكليات التابعة لجامعة القاضي عياض نصيب من مياه الأمطار الغزيرة التي لم تستأذن المدينة الحمراء لأخذ كل الاحتياطات اللازمة. وفي السياق ذاته، شهدت المناطق المحاذية لمراكش، كشيشاوة وقلعة السراغنة والمدينةالجديدة تامنصورت، سقوط أمطار غزيرة، حيث أكدت بعض الأسر القاطنة بهذه الأخيرة أن حركة السير توقفت ليلة أمس، بسبب غرق جل شوارع المدينة، وسط غياب لأي تدخل من قبل رجال الوقاية المدنية أو الشركة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، المعروفة اختصارا ب"راديما". ولاتزال حالات الطوارئ معلنة داخل المدينة الحمراء، حيث أقدمت السلطات المحلية على إخلاء سكان العديد من الدور الآيلة للسقوط بحي الملاح بالمدينة العتيقة، كإجراء احترازي، فيما يسود جو من الخوف والحذر وسط ساكنة مراكش من احتمال فيضان واد إيسيل، الذي يعبر جزءا من المدينة، جراء تساقط أمطار ليلة أمس الغزيرة، فيما أكدت السلطات المحلية أن ذلك الاحتمال بدأ في التراجع صباح اليوم، رغم ارتفاع مستوى مياه الواد بشكل كبير.