بعدما أصدرت وزارة التعليم السنغالية بداية هذا الموسم مرسوماً جديداً يقضي بزيادة تكاليف التسجيل بالنسبة للطلبة غير المنضوين فيما يُعرف بالاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب إفريقيا " UEMOA"، وكذلك للذين لا تربط بلدانهم اتفاقية شراكة مع السنغال، فوجئ الطلبة المغاربة بهذا البلد، بإدراج جنسيتهم ضمن من سيؤدي التكاليف الجديدة، رغم كل اتفاقيات التعاون والشراكة بين المغرب وهذه الدولة المتواجدة بالقرب من حدوده الجنوبية. وحسب زكرياء الإدريسي، الكاتب العام لجمعية الطلبة المغاربة بالسنغال، فإن التكاليف الجديدة انتقلت من 2500 درهم لكل سنة من سنوات الدراسة، إلى 4000 درهم في السنة الأولى من الإجازة، لترتفع تدريجيا كل سنة، وتستمر ب7000 آلاف درهم في السنة الأولى من الماستر، فتصل سنوات الدكتوراه إلى 17500 درهم. في وقت لا تتجاوز فيه تكاليف تسجيل باقي الجنسيات، 300 درهم في السنة الأولى، و2250 في سنوات الدكتوراه. ورغماً عن كل اتفاقيات التعاون والترابط الثقافي والاقتصادي والسياسي بين البلدين، إلا أن الطلبة المغاربة سيؤدون ضعف الثمن الذي يؤديه الطالب السنغالي ب15 مرة إن أرادوا الدراسة هناك، الأمر الذي قد يؤدي، حسب الإدريسي إلى انقطاع عدد من المغاربة عن الدراسة وعودتهم إلى موطنهم الأصلي، لا سيما مع ارتفاع مصاريف المعيش اليومي وضعف المنحة التي لا تتراوح ما بين 600 و1000 درهم شهريا. "نحن لا نطالب بالتخفيض من ثمن التكاليف، ولا نريد سكناً مجانياً أو إرهاق كاهل الدولة السنغالية بأي شكل من الأشكال، نطالب بأن يكون لنا حق التسجيل كالطلبة السنغاليين، دون تكاليف زائدة تضرب في العمق روابط البلدين" يقول الإدريسي مستطرداً: "على الأقل، إن لم تتم الاستجابة لمطلبنا، فليطبقوا هذه السياسة على الطلبة القادمين في السنوات القادمة، وليس على من يتابع دراسته حالياً، لأننا لم نضع في الحسبان هذه التكاليف الباهضة، بينما يًمكن للقادمين، أن يغيروا وجهتهم نحو دول أخرى، أو البقاء في المغرب إن وجدوا أنفسهم غير قادرين على تحمل ما تطلبه الإدارة السنغالية". هذا وقد طالبت الجمعية المذكورة السلطات المغربية بالتوسط لدى مثيلتها بالسنغال من أجل إيجاد حل لهذا المشكل، مشيرة إلى أنها ستتقدم بعريضة احتجاجية رسمية إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر بالمغرب على إثر هذه التطورات الجديدة التي تهم قرابة 800 طالبا مغربيا، اختاروا هذا البلد الأسمر من أجل متابعة دراستهم في الطب بالأساس.