أشار الكاتب المغربي، إدريس الكنبوري إلى "أن ابن تيمية لم يلق اهتماما كبيرا من لدن الباحثين الغربيين إلا في الفترات الأخيرة. خلال الأربعينات حتى الستينات مع جيل المستشرقين المتبحرين انكب عليه بعضهم بالدراسة العلمية بعيدا عن الايديولوجيا أمثال هنري لاووست. لكن هذه المبادرات كانت نادرة". وعقب المفكر المغربي في تدوينة له على صفحته بالفيسبوك "المثير في الأمر أن الكثيرين ممن كتبوا عن الفكر العربي الإسلامي والفلسفة الإسلامية من الغربيين لم يعطوا لابن تيمية حقه، بعضهم خصص له صفحات معدودة فقط مقارنة بابن رشد أو ابن سينا وذلك لأسباب يعرفها الباحثون". لكن أهم ما يجب أن نعرفه، وفق الكنوري، هو "أن هذا التهميش المقصود لابن تيمية وراءه سبب وحيد، وهو أنه يمثل طليعة الفلاسفة العرب الذين وقفوا في وجه المنطق الارسطي والفلسفة اليونانية، وهما خط أحمر بالنسبة للكثيرين من الباحثين الغربيين إلا القليلون، ذلك أن التراث اليوناني هو صلب ولب الثقافة الغربية الحديثة". مؤلف كتاب "ابن تيمية… القراءة الثانية قال بذلك "نفهم التركيز المبالغ فيه مثلا على أمثال ابن رشد وابن سينا والفارابي. يعتقد بعض الباحثين العرب عن اقتناع أو سذاجة أن اهتمام الغربيين بابن رشد سببه العقل. هذا خطأ فادح. الغرب لديه تراكم كبير اليوم من العقل والعقلانية وليس بحاجة إلى هؤلاء، بل فقط لأن هؤلاء هم ممن تابع خطى الفلسفة اليونانية. ما الدليل؟ الدليل أن الغربيين لا يعترفون بأن هؤلاء فلاسفة إلا مجاملة، هم عندهم مجرد "شراح" لأرسطو. يعني هم لا يعرفون فلاسفتنا إلا بفلاسفتهم، فلا يعترفون بالشخصية المستقلة لهم بل فقط بتبعيتهم للفكر اليوناني. ولذلك يمثل ابن تيمية حقا الشخصية الفلسفية المستقلة في الفكر الإسلامي، وهذا طبعا غير مرغوب فيه" اه.