مالذي حدث لعباس، الرجل الذي عانق الفردوس بعد نجاحه في "الحريك" إلى إيطاليا؟ كيف أصبح من أغنياء المدينة؟ وماحكاية علاقته الحميمية بعشيقة أدخلته جحيما خرج منه ميتا؟ وما هي تفاصيل سيناريو وفاته في منتصف تلك الليلة المشؤومة؟ لنتابع قصة مهاجر انتهت رحلة أحلامه بين أحضان مومس... أحلام تتحقق ... كان (عباس – ع) رجل في عقده الرابع تقريبا, من أصول بدوية, استطاع أن يهاجر إلى الديار الإيطالية، أرض الأحلام والأماني, عن طريق الهجرة السرية، وبسرعة تمكن من التأقلم مع " عالمه الجديد " لاسيما وانه وجد العديد من أقاربه، الذين قدموا له المساعدة، وهيئوا له ظروف العيش الجيد والانسجام مع الأجواء الجديدة, فميدان التجارة ميدان كله ربح مادي, فيكفي المرء أن يتعلم طرق الربح السريع المعروفة، ليصبح رجلا مهما. وهكذا تمكن عباس في ظرف وجيز، أن يتحول من إنسان بدوي بسيط، إلى شخص مهم. فكان خلال فصل الصيف والعطل.. يعود إلى ارض الوطن على متن سيارته الجميلة, التي لم يكن من الممكن شراؤها قبل هذا الوقت. كما أن حدثا كبيرا سيغير حياته بايطاليا تغيرا كليا, ذلك انه بينما كان يحاول اجتياز الطريق، إذا بسيارة تصدمه من الخلف, فتسببت له في كسور خطيرة بإحدى رجليه, حتى انه لما تم إسعافه وعلاجه، اضطر أن يتحرك, بسبب ألياف حديدية تم وضعها بإحدى رجليه، بصعوبة بالغة, ما جعله يفضل العيش بالمغرب, متمنيا أن يشفى من إعاقته التي أصبحت تسبب له الإحراج أمام أصدقائه وأقربائه.. وفي تلك الليلة، أتناء تواجده بالمغرب، تعرف عباس على امرأة تمتهن الوساطة في الدعارة, ولما علمت انه ميسور الحال, حاولت أن توفر له كل أسباب الراحة، وان تلبي له كل طلباته، طمعا في المال.. فكانت تأتي له بأجمل الفتيات اللواتي تعرفهن, وتهيئ له أجواء السهر: من خمر واكل وموسيقى شعبية, فقد كان بمجرد أن يهاتفها, حتى تسرع في تلبية طلبه, فهي تملك عشرات من أرقام الهواتف لفتيات توظفهن في الدعارة. و بذلك توطدت العلاقة بينها وبينه, فوجد عباس ضالته, لتعويض النقص الذي أصبح يحسه بعد إصابته بإعاقة مستديمة. جريمة في منتصف الليل تعرف عباس على ( ن – ف) في آخر زيارة له للمغرب، بعد عودته من ايطاليا لقضاء عطلة الصيف مع عائلته وأقربائه بمدينة خريبكة. كان اللقاء صدفة.. مجرد صدفة، حين كان في لقاء مع أصدقائه في ليلة سمر وعربدة .. كما تعود أن يفعل دائما، وكانت ( ن – ف)، ضمن فتيات أخريات، يعملن لصالح الوسيطة،التي تدير شبكة للدعارة بببتها. وعلى امتداد ساعات ليلة الحادث، كان عباس سعيدا وفرحا كطفل صغير لا تسعه الدنيا من الفرح.. سيما أن رفيقته تلك الليلة كانت رائعة الجمال , فاستطاعت أن تسحره ملبية كل طلباته, لكن ما كان يضايقه هو أن عليه، لكي يمارس معها الجنس، أن يصعد إلى طابق علوي, حيث كانت الوسيطة تعده لمثل تلك المناسبات, فقد كانت رجله المصابة لا تسعفه كثيرا من اجل الصعود, لكنه إلى جانب ذلك حاول ركوب التحدي بكل ما استطاع من قوة وجهد, و خلال الهزيع الأول من الليل ، وبينما كان يضاجع خليلته بكل الحميمية المطلوبة, أراد النزول إلى الأسفل لقضاء حاجته, وبينما هو نازل من الدرج انزلقت رجله العرجاء، وفقد توازنه بسبب إفراطه في الشرب، فسقط متدحرجا ليصطدم رأسه بحافة أسفل الدرج, فتسبب له ذلك في جراح خطيرة, جعلته يدخل في غيبوبة, ساد معها الاعتقاد انه قد فارق الحياة , فأصيبت الوسيطة بصدمة كبيرة جعلتها تفكر في طريقة, لا من اجل إنقاذ حياته بل من اجل التخلص من " الجثة " فحاولت في بداية الأمر أن تسعفه، لكنها فشلت في ذلك سيما أن النزيف لم يكف, ففكرت في طلب الإسعاف, لكنها تراجعت في آخر لحظة، مخافة أن تدخل في دوامة سين جيم، وارتأت أن تطلب المساعدة من أخيها, الذي لم يتردد فلم يتردد في مد يد المساعدة لأخته, فقام اول الامر ب " دورة استكشافية "، حتى إذا اطمأن إلى خلو المكان من المارة, قام رفقة اخته والمومس التي قضت معه الليلة ، بسحبه إلى مكان بعيد عن مسرح الجريمة, وتم وضعه بجانب شاحنة كانت متواجدة بالشارع, ثم انصرفوا هاربين, غير عابئين بالذي قد يحدث . أول خيوط الجريمة.. مع ظهور أول خيوط النهار، لاحظ المارة وجود شخص يعاني من شيء ما, أو هو جثة هامدة.. فأسرعوا إلى إخبار السلطات المحلية به, خاصة لما انتبه احد المارة الى الدماء التي كانت تغطي مناطق من جسمه, وعلى الفور تم نقله الى المستشفى واخبار أسرته بعد التعرف على هويته, فقامت بنقله إلى إحدى المصحات بالدار البيضاء, بناء على نصيحة احد الاطباء, لكن ذلك لم يكن كافيا، فمات متأثرا بجراحه. فقامت الشرطة القضائية بفتح تحقيق في الموضوع, لكن فك لغز موت عباس ظل مستعصيا, اذ سار التحقيق في اتجاه أن يكون الضحية قد تعرض لاعتداء بالمكان الذي وجد فيه, لكن الحقيقة ستظهر بفضل شهادة فتاة صغيرة لا يتعدى عمرها ثماني سنوات, اذ اشارت اليهم الى باب البيت التي أخرج منه الضحية, لكونها كانت تطل من النافذة ساعة اخراجه, فتمت محاصرة بيت الوسيطة والقاء القبض عليها, لتنهار في أول استنطاق من طرف الشرطة القضائية , فاعترفت لهم بالمومس التي كانت برفقة عباس, بينما فر أخ المتهمة إلى جهة مجهولة ، ليتم القبض عليه فيما بعد. و بعد تكييف ظروف الحادث, تمت متابعة المتهمين بتهمة، إعداد بيت للدعارة, وممارستها, وعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر...