كنت أدرس بالجامعة بفاس أناذاك لم يكن عندي سكن في الحي الجامعي فاضطررت إلى السكن خارجه، بحتث عن أصدقاء طلبة يشاركوني هموم مصاريف الحياة الجامعية، بالصدفة التقيت بشخص يقطن في مدينة العرائش وكان طالبا أيضا بنفس الجامعة كان أصله من القصر الكبير وبفضل انتمائه إليها عرفني على مجموعة من الطلبة جذورهم تنتمي إلى نفس المدينة، فهؤلاء سيصبحون فيما بعد عشرة طيبة وإخوة أشقاء ورفقة حسنة . أعتز بها حتى الآن لم أنساها ولن أنساها، كل واحد منهم ترك بصمة خيرة في مخيلتي، كنا نحن تسعة طلبة أربعة من القصر الكبير وثلاثة من العرائش كنت أنا من بينهم، كان يجمع ببننا تعاونا مشتركا متينا منبعه وأصله صافي ليس فيه مصلحة أو يشوبه نفاق، بل كنا جسدا واحدا وبنيانا مرصوصا يسد بعضه بعضا. ولكن هذا التعاون المتميز بين الأشخاص هل يسري كذلك بين المؤسسات العامة والخاصة بين المدينتين وخاصة التعاون المتعلق بقطاعات المجتمع المدني؟ سؤال أطرحه بالبنذ العريض هل هناك شراكة حقيقية بين الشقيقتين الجارتين العرائشوالقصر الكبير؟ في نظري المتواضع هناك تعاون ولكن محتشم أريده بل نريد جميعا وخاصة الذين يحملون هموم المدينتين أن يكون أكثر جرأة في جميع الميادين سواء منها الإقتصادية أو الرياضية أو الفنية وهلم جرى. أنا لا أدري كيف يمكن أن نغني ونطبل ونزمر على أي توأمة أقيمت من المدينتين ومع مدن دول أخرى و كذا نتحسر مثلا على التوأمة التي عقدت بين العرائش والمونيكار مدينة في إسبانيا والتي لا أقلل من أهميتها ،ولكن لا نفكر في الجارتين الشقيقتين اللتين رضعتا من ثدي واحد ونغفل أو نتغافل بربط شراكة فعالة بينهما. للعرائش والقصر الكبير أطرا معروفة على الصعيد الوطني والدولي لماذا لا يتم التنسيق بينها والتفكير في خلق خلية مشتركة من فعاليات المجتمع المدني هدفها ترسيخ وتدعيم مبدأ التعاون. أتمنى من كل أعماق قلبي أن لا يجمعنا ما يفرقنا فمثلا الأشياء التي تفرقنا كالكرة على سبيل الذكر يجب أن تكون عاملا مشجعا للتعاون وليس للتفرقة، لما لا يكون لنا مثلا ناديا واحدا ومشتركا نستطيع به الصعود إلى الفئة الأولى وكما يقال يد واحدة لا تصفق يجب أن نوظف حاجياتنا لما فيه من مصلحتنا، لابد أن نضع حدا للمتاهات والخرافات والخزعبلات التي كانت في السابق تنم عن جهل أو ربما كانت هناك يد خفية ورائها تحركها للإستفادة من الوضع، ولكن الحمدلله العقلية قد تغيرت وبالتالي الشخص الذي كان يصيد في الماء العكر تبخرهو ومائه معا، اصبح هناك أناس في قمة الوعي وشباب قصري وعرائشي متنور هدفه ليس التفرقة وإنما المحبة وجمع الشمل ليس فقط بين المدينتين وكفى وإنما نظرته الوحدوية شاملة لكل المغاربة سواء بدون استثناء فتحية لهم على محبتهم وغيرتهم على وطنهم. وإلى أن تسري فكرة التعاون بشكل فعال وليس صوري بين المدينتين العريقتين يبقى للمستور بقية...