علمت هسبريس، من مصدر مطلع، أن عناصر من القوات المسلحة الملكية المكلفة بتأمين وحماية ساحل منطقة رأس الماء، القريبة من مدينة العرائش بحوالي 14 كيلومترا، أقدمت على إصابة عدد من المرشحين للهجرة السرية بطلقات نارية، بعدما قاوموا رجال الجيش وجنحوا إلى عدم الامتثال لتحذيراتها المتكررة. وتعود تفاصيل الحادثة، حسب مصادر هسبريس غير الراغبة في كشف هوياتها، إلى ال25 من أبريل الماضي، حينما أثار انتباه عناصر القوات المسلحة الملكية، حوالي الساعة الخامسة صباحا، وجود بين 40 و50 مرشحا للهجرة السرية إلى أوروبا على متن قارب مطاطي كبير يحمل محركا، في اللحظة التي كانوا يتجهون فيها إلى دخول مياه المحيط الأطلسي. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن عناصر القوات المسلحة قامت بإطلاق 6 رصاصات إنذارية و4 رصاصات أخرى حقيقية، لثني هؤلاء المشتبه فيهم على دخول البحر؛ غير أن ركاب القارب المطاطي قاوموا رجال الجيش، ولم يمتثلوا لتحذيراتهم المتكررة، الشيء الذي اضطر عناصر القوات المسلحة إلى إطلاق النار عليهم. وأفادت المصادر عينها، بتطابق، بأن هذا التدخل خلّف إصابة 3 أشخاص، أحدهم أصيب في الركبة اليسرى، والثاني في ساعد يده، فيما أصابت الطلقات النارية المشتبه فيه الثالث على مستوى الرجل. كما حلت بالمكان، فور وقوع التدخل العسكري، تعزيزات أمنية أسفرت عن إلقاء القبض على 4 مرشحين من العرائش، ومرشح آخر من مدينة القصر الكبير، وجرى نقل المصابين على متن سيارة للإسعاف إلى مستشفى إقليمالعرائش تحت الحراسة، فيما جرى نقل اثنان منهم إلى المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط. وزادت المصادر ذاتها أن مصابا آخر قدم إلى مستشفى ابن سينا بوسائله الخاصة، يدعي أنه أصيب أثناء رحلة صيد؛ لكن التحريات بينت بأنه المشتبه فيه الرئيسي في عملية تنظيم الهجرة غير النظامية، فيما أثبتت عملية تنقيطه أنه ذو سوابق عدلية، قبل أن يتم إخضاعه للحراسة بالمستشفى ذاته، ثم تقديمه في وقت لاحق للمتابعة بمحكمة الاستئناف بطنجة، إلى جانب أربعة متهمين آخرين بالمحكمة الابتدائية في مدينة العرائش.