ان ذكرى المولد النبوي الشريف حدث اختلف فيه العلماء بين القبول والرفض. وكل ما ذكر عن "المولوديات "هو ان القاضي أحمد بن محمد الغرقي في القرن السابع الهجري قاضي سبتة لا حظ ان النصارى يحتفلون بذكرى مولد المسيح عليه السلام ،ويقيمون له القداس والاحتفال في حين ان المسلمين لا يحتفلون بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ رغم أن هناك مجموعة من الأحاديث تتطرق إلى يوم مولده كصيام الاتنين لأنه اليوم الذي شهد فيه نور الهدى . فما كان لقاضي سبتة إلا أن دعا أهل المدينة للاحتفال بيوم ميلاد خاتم الأنبياء من كل سنة .ولما بلغ الأمر إلى الخليفة امير المؤمنين أبو عنان المريني واطلع عليه رسمها وجعلها ذكرى تحتفل به كل البلاد التابعة للدولة المرينية . وهكذا ارتبطت ذكرى المولد النبوي الشريف بشمال المغرب لينتقل إلى باقي ربوع البلاد الإسلامية والفضل كل الفضل يعود إلى سكان شمال المغرب. وإذا كان الشمال قد حاز السبق في إحياء ذكرى المصطفى فإنه قد رسم عادات وتقاليد درج عليها اهل الشمال حيث نجد اهل المدينة يشرعون في البدء باحتفالات المولد النبوي الشريف بمجرد رؤية هلال ربيع الأول حيث يشرع في دق الطبول وإطلاق الزغاريد عل امتداد اثني عشرة يوما وتختص بعض الزوايا والمساجد في مدينة القصر الكبير بين العشائين في إقامة حلقات الذكر والدروس في السيرة النبوية وقراءة البردة والهمزية . وعند حلول ليلة المولد النبوي الشريف يقيمون الليل كله الى غاية طلوع الفجر بالصلاة وإقامة الأذكار والأمداح والشمائل المحمدية بموازاة مع هذا تقام الموالد الخاصة بالنساء في بعض البيوت . ولا تنتهي حفلات المولد في القصر الكبير يوم التاني عشر بل تمتد طيلة الشهر وخصوصا في يوم العقيقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي السابع من المولد النبوي تخصص فيه إقامة الختان لأبناء الفقراء واليتامى من طرف الزوايا القصىرية كالزاوية البدوية والزاوية القادرية والزاوية الدرقاوية والزاوية التيجانية. كما يشترك الناس في دبائح ليلة المولد النبوي الشريف ويأخدونها في حبس المولد حيث يدبحونها ويقيمون الاحتفال في المساجد للفقراء .والاحتفال بالمولد النبوي الشريف ينظر له كمظهر من مظاهر الحب الذي يفعم القلب ويفيض الجوارح .