وقعت أكثر من 500 شخصية عالمية بارزة تضم قادة سياسيين ومدنيين، وحائزين على جائزة نوبل، على رسالة مفتوحة للدفاع عن الديمقراطية، محذرين من أن الحريات التي يعتز بها العالم تتعرض للتهديد من الحكومات التي تستغل هذه الأزمة لتشديد قبضتها على السلطة. واعتبر الموقعون على الرسالة أن جائحة الفيروس التاجي تحمل تهديدات خطيرة على الديمقراطية، حيث عمدت العديد من الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى تطبيق حالة الطوارئ التي تقيد حقوق الإنسان، وغالبا ما تتجاهل القيود القانونية، والضوابط المحددة دستوريا.
الرسالة تم إطلاقها بمبادرة من المعهد الدولي للديموقراطية والمساعدة الانتخابية في ستوكهولم، وتم توقعيها من قبل شخصيات دولية عديدة، منها 13 حائزا على جائزة نوبل، و62 رئيس دولة وحكومة سابقين. وشدد موقعو الرسالة أن هدفها هو رفع مستوى الوعي وحشد المواطنين وصانعي السياسات لحماية الديمقراطية، مع الاعتراف بأنها النظام الأكثر فعالية للتعامل مع الأزمات العالمية، لأنها قادرة على حماية حقوق جميع المواطنين، وخاصة الأقليات والفئات الضعيفة. وأكدت الرسالة أن الوباء الحالي يمثل تحديا عالميا هائلا للديمقراطية، مشيرة أن القادة الاستبداديين في جميع أنحاء العالم ينظرون إلى أزمة "COVID-19" باعتبارها ساحة معركة سياسية جديدة لوصم الديمقراطية بأنها ضعيفة، عكس مكاسبها العديدة في العقود القليلة الماضية. وأوضحت الرسالة أن الديمقراطية تحت التهديد، وعلى الأشخاص المهتمين بالدفاع عنها، أن يستجمعوا الإرادة والانضباط والتضامن اللازم للدفاع عنها. ولفتت إلى أنه من غير المستبعد أن تستخدم الأنظمة الاستبدادية الأزمة لتشديد قبضتها على السلطة، فقد أدخلت بعض الديمقراطيات أيضًا سلطات الطوارئ دون الضمانات الحقوقية اللازمة، في حين أن الديمقراطية في هذه الظرفية هي أكثر أهمية من أي وقت مضى، ذلك أنها تسمح للمجتمع المدني بالتعبئة، لمواجهة التفاوتات، ومناقشة قضايا السياسات العمومية علانية، والتدفق الحر للمعلومات، حتى تكون جميع الحكومات مسؤولة أمام المواطنين. وحذر الموقعون على الرسالة ومن بينهم "مادلين أولبرايت" وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، والحائزة على جائزة نوبل للآداب للعام 2015 "سفيتلانا أليكسيفيتش"، والممثل الأمريكي ريتشارد جير، من مغبة السماح للقادة ذوي الميول الاستبدادية باستخدام هذه الأزمة أو غيرها لزيادة قوتهم وتقليل حقوق المواطنين. وقال "كاساس زامورا" الأمين العام للمعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية إن العالم بحاجة للدفاع عن الديمقراطية، سواء في صناديق الاقتراع، أو في وسائل الإعلام والشوارع.