سجلت تنسيقية "تامورث" للتضامن مع ضحايا حرائق تاهلة بإقليم تازة أن ضعف المعدات المخصصة لإخماد الحرائق تسبب في اتساع رقعة النيران، وساهم في تزايد حجم الأضرار، مسجلة غياب اي تواصل أو دعم للمتضررين. وأكدت التنسيقية في تقرير لها حول الحريق الذي شب بالمنطقة ابتداء من 14 يوليوز الماضي، قلة المعدات المخصصة للإطفاء بالمقارنة مع الرقعة الكبيرة للحريق وسرعة انتشاره. كما أشار التقرير إلى عدم ملاءمة المعدات في كثير من الأحيان للتدخل وسط الغابات، كالشاحنات الطويلة للوقاية المدنية التي تصعب عليها المسالك الصغيرة، إضافة لعدم جاهزية بعض المعدات في أحيان أخرى وقلة الشاحنات الصغيرة الصفراء للمياه والغابات والتي كانت أكثر ملاءمة للتدخل وسط الغابات. ولاحظت التنسيقية الخصاص في الماء وفي المعدات لدى الساكنة التي سخرت كل مجهوداتها بما أوتيت لدرء الخطر عن ممتلكاتها، فضلا عن النقص الحاد في المعدات المخصصة لغرض إطفاء الحرائق لدى الجماعات الترابية. وأمام هذه المعطيات، سجل التقرير استمرار الحريق في الانتشار والتوسع وحصد المزيد من الخسائر والأضرار، وقد تطلب أمر الحد نسبيا من انتشار الحريق انتظار وصول طائرتي كانادير، لكن توقف العمليات في الليل فاقم الوضع. وعلى مدى ثلاثة أيام من اشتعال الحريق، لم يكن هناك أي تواصل من طرف المسؤولين لطمأنة المتضررين، كما لم يتم تقديم اي مساعدة لهم من بعد إخماد الحريق الذي أتى على كل ما يملكون، ولم تقم أي جهة بزيارتهم. وأبرز التقرير الحجم الكبير للأضرار التي خلفها الحريق، حيث أتى على المساكن والأشجار المثمرة والماشية والمحاصيل وغيرها. وأكدت التنسيقية أن الأضرار المادية ستضفي بوقعها على مستوى معيش السكان المعنيين، ففي حال غياب أي تدخل مواز وبنيوي من طرف المؤسسات، من الممكن أن تفرض على جزء منهم التفكير في الهجرة، وهو الحل الذي لن يناسب قدراتهم الاجتماعية والاقتصادية مما قد يعرضهم لللتشرد الكامل. كما أن من نتائج هذه الكارثة، حسب ذات المصدر، تعميق نسب الفقر في هذه الدواوير وتعميق الفوارق الاجتماعية أكثر مما كانت عليه من قبل، فضلا عن التراجع المهم في الأنشطة الإنتاجية الأساسية. كما لفت التقرير إلى ضعف التنمية بهذه المناطق المتضررة، التي لم تستفد لا من التشجير ولا من المساعدة في جلب المياه ولا في إعداد نقط تجميع المياه، ولا من توزيع أشجار الزيتون ولا الخروب ولا غيرها، ليأتي الحريق ويحصد معه كل ما قامت به سواعدهم على مر السنين.