أجرت إسرائيل والإدارة السورية الجديدة محادثات مباشرة في الآونة الأخيرة، بحسب ما كشف عنه مصدر إسرائيلي مطلع لشبكة "سي إن إن"، في تطور يعكس تغير العلاقات بين الطرفين في ظل التوترات المستمرة على الساحة السورية. اللقاء، الذي لم يعلن عنه رسميا من قبل أي من الجانبين، جرى في أذربيجان بحضور رئيس مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي اللواء عوديد باسيوك، وممثلين عن الحكومة السورية، إلى جانب مسؤولين أتراك، وفق ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية. المصدر ذاته رفض الكشف عن تفاصيل القضايا التي نوقشت أو عن هوية الوسيط الرئيسي، فيما امتنعت دمشق عن التعليق رسميا على فحوى هذه اللقاءات. وتأتي هذه التطورات في وقت صرح فيه الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع أن حكومته تخوض محادثات غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي بهدف وضع حد للهجمات التي تطال الأراضي السورية. اللقاءات الدبلوماسية التي يشوبها الكثير من التكتم تزامنت مع تحركات أمريكية على مستوى عال، تمثلت في اجتماع عقد بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وأحمد الشرع في المملكة العربية السعودية. وخلال اللقاء، وعد ترامب برفع العقوبات المفروضة على النظام السوري بعد الإطاحة ببشار الأسد، مشترطا تنفيذ سلسلة من الإجراءات السياسية والأمنية، أبرزها تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وطرد الجماعات التي تصنفها واشنطن إرهابية، ومنع إعادة تموضع تنظيم داعش. وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنها باشرت إعداد تفويضات تنفيذية تهدف إلى تسهيل تدفق الاستثمارات إلى سوريا، مؤكدة أن العقوبات لن ترفع بشكل دائم في الوقت الراهن، بل ستخضع لمراجعة دورية كل ستة أشهر. ويأتي ذلك في ظل معارضة إسرائيلية واضحة لهذه الخطوة، حيث أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن تخوفه من أن يؤدي رفع العقوبات إلى تكرار سيناريو هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي نفذته حركة حماس ضد إسرائيل.