أثار القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى الطوارئ في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وأدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 20 فلسطينياً، بينهم خمسة صحافيين، إدانات دولية واسعة. وأعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن شعوره "بالفزع" من الهجوم، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار، ومؤكداً على ضرورة حماية المدنيين، والعاملين في القطاع الطبي، والصحافيين. وقال في منشور عبر منصة "إكس": "يتعين وقف إطلاق النار على الفور".
من جانبه، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الغارات ب"غير المقبولة"، داعياً إسرائيل إلى احترام القانون الدولي، وحماية الصحافيين والمدنيين، مشدداً على أن "تجويع شعب بأكمله جريمة يجب أن تتوقف فوراً". كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة القصف، ودعا إلى "تحقيق فوري ونزيه" في الحادثة، مؤكداً على ضرورة احترام وحماية المدنيين، بمن فيهم العاملون الطبيون والصحافيون، في جميع الأوقات. ترامب.. لا علم له! من جهته، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين على ضرورة إنهاء الحرب في غزة، معربًا عن أمله في أن تكون هناك "نهاية جيدة وحاسمة" للصراع خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وأضاف ترامب خلال حديثه للصحافيين في البيت الأبيض: "يجب أن تنتهي الحرب بغزة، وهناك دفعة دبلوماسية جادة للغاية بشأن ذلك". وأبدى ترامب استياءه من الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مستشفى في غزة وأسفرت عن استشهاد 20 شخصًا، بينهم خمسة صحافيين، مشيرًا إلى أنه لم يكن على علم بها. وقال: "لست راضيًا عنها. لا أريد أن أراها. وفي الوقت نفسه، علينا أن ننهي هذا... الكابوس". جريمة مروعة في جريمة مروعة أمام الكاميرات يوم الإثنين، قصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر في جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 20 شخصاً على الأقل، بينهم خمسة صحافيين يعملون مع وكالات رويترز وأسوشيتد برس وقناة الجزيرة وغيرها. وقال مسؤولون فلسطينيون في القطاع الصحي إن المصور حسام المصري، المتعاقد مع رويترز، استشهد بالقرب من موقع بث مباشر تديره الوكالة بطابق علوي أسفل سطح المستشفى مباشرة في خان يونس، في غارة جوية. وأضاف مسؤولون في المستشفى وشهود أن إسرائيل قصفت الموقع مرة أخرى، مما أسفر عن استشهاد صحافيين آخرين، بالإضافة إلى عمال إنقاذ ومسعفين هرعوا إلى مكان الحادث للمساعدة. وأقر الجيش الإسرائيلي بقصف منطقة مستشفى ناصر، وقال إن رئيس هيئة الأركان أمر بإجراء تحقيق. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم بأنه "حادث مأساوي". وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد شن، في وقت سابق الإثنين، غارة على الطابق الرابع من مبنى الطوارئ في مجمع ناصر الطبي، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، وحينما تجمع الصحافيون ورجال الدفاع المدني للقيام بمهامهم الإنسانية عاود الجيش استهدافهم ما أسفر عن استشهاد وإصابة المزيد. ومن بين الصحافيين الذين استشهدوا، مريم أبو دقة التي كانت تعمل لحساب وكالة أسوشيتد برس وغيرها من وسائل الإعلام، ومحمد سلامة الذي كان يعمل لحساب قناة الجزيرة القطرية، ومعاذ أبو طه وهو صحافي مستقل عمل مع العديد من المؤسسات الإخبارية، بما في ذلك مساهمته أحيانا مع رويترز، وأحمد أبو عزيز. وأصيب المصور حاتم خالد، وهو أيضا متعاقد مع رويترز. وفي السياق، أفاد الدفاع المدني الفلسطيني في بيان بأن سائق الإطفاء عماد عبد الحكيم الشاعر استشهد خلال الاستهداف، فيما أٌصيب 7 آخرون من طواقمه أثناء محاولتهم إنقاذ المصابين وانتشال الشهداء من المكان. وأعربت كل من وكالتي أنباء رويترز وأسوشيتد برس عن حزنهما لاستشهاد الصحافيين. ونددت نقابة الصحافيين الفلسطينيين بالغارتين، وقالت إن إسرائيل تمارس "حربا مفتوحة على الإعلام الحر بهدف ترويع الصحفيين ومنعهم من أداء رسالتهم المهنية في فضح جرائمه أمام العالم". وتشير بيانات النقابة إلى استشهاد أكثر من 240 صحافيا فلسطينيا بنيران إسرائيلية في غزة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. وقبل أسبوعين، قتلت إسرائيل المراسل البارز بقناة الجزيرة أنس الشريف وأربعة صحافيين آخرين في غارة. وفي ذلك الهجوم، أقرت إسرائيل باستهداف الشريف، وزعمت أنه يعمل لصالح حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وهو ما نفته القناة. وتمنع إسرائيل جميع الصحافيين الأجانب من دخول قطاع غزة منذ بدء الحرب عام 2023. وينتج صحافيون فلسطينيون التقارير من القطاع طوال الحرب. وكان كثيرون منهم يعملون لسنوات طويلة في مؤسسات إعلامية دولية، بما في ذلك وكالات أنباء مثل رويترز وأسوشيتد برس.