عبرت هيئات مغربية عن إدانتها للتضييق الأمني الذي قوبلت به احتجاجات المتضامنين مع غزة، والاستمرار في استقبال "سفن الإبادة"، إلى جانب تواصل الأنشطة التطبيعية، وآخرها احتفال "الهيلولة" و"منتدى السلام" بالصويرة، في وقت تصعّد فيه دول العالم تضامنها مع الشعب الفلسطيني وتزيد من الضغط على إسرائيل. وقالت حركة المقاطعة "بي دي إس" بالمغرب إنه و"في ذروة حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على غزة. وتصعيد عمليات الدهم والتجريف والاعتقال والضم المسعورة في الضفة الغربية، وحين تقبل دول على اتخاذ قرارات ردعية للاحتلال مثل إسبانيا، وتنضم أخرى مثل البرازيل إلى دعوى جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية، تفتح السلطات المغربية موانئنا أمام أسطول الإبادة".
وأضافت "بي دي إس" في بلاغ لها أنه وعوض الاستجابة لنبض الشارع، واجهت السلطات بقمع عنيف المبادرة الحضارية السلمية التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بالدارالبيضاء، تضامنا مع أسطول الصمود العالمي من جهة، ورفضا لمرور سفن الإبادة من جهة أخرى، حيث تم منع التجمع وتفريق المشاركين بالقوة، في انتهاك صارخ للحق الدستوري في التعبير والتظاهر السلمي. ووصفت الحركة ما جرى بالانتهاك الجسيم، في ظل إصرار المحتجين على استكمالهم الشكل التضامني وترديد الشعارات الرافضة للتطبيع والقمع والتواطؤ، والمؤيدة لحق الشعب الفلسطيني. وأشادت بتلبية المغاربة المتواصلة لنداءات الأشكال الاحتجاجية السلمية المتنوعة دعما لنضال الشعب الفلسطيني ورفضا لتغول الكيان الصهيوني في حربه الإبادية وغطرسته الاستيطانية، وتنديدا بالتطبيع. وأدانت الحركة بشدة التدخل الأمني العنيف والقمع الممارس ضد المتظاهرين السلميين، مؤكدة أن هذا السلوك يمثل خرقا فاضحا للدستور المغربي ولكل المواثيق الدولية التي تكفل حرية التعبير والتجمع، وحملت السلطات كامل المسؤولية عن تسهيل مرور شحنات عسكرية موجهة إلى جيش الاحتلال في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية ومعاهدة منع الإبادة، وقرارات القمة العربية الإسلامية الأخيرة بالدوحة. وطالبت بوقف فوري لرسو سفن الإبادة التابعة لشركة MAERSK الدنماركية المتورطة في نقل العتاد العسكري إلى الكيان الصهيوني، ودعت الشعب المغربي إلى تصعيد الضغط الاحتجاجي السلمي لإسقاط كل أشكال التطبيع وفرض حظر عسكري حقيقي على الاحتلال. ولم يتوقف التنديد بتعنيف المتضامنين على حركة "بي دي إس"، حيث سارعت هيئات أخرى، على رأسها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة إلى التنديد بما تعرض له المواطنون في الدارالبيضاء، وكذا التعنيف الذي طالهم في مكناس أمس الأحد منعا لمسيرة سلمية تضامنا مع غزة. وقالت الهيئة في بلاغ إن هذا القمع يأتي في وقت يتواصل فيه مسلسل التطبيع، والذي عرفت مدينة الصويرة إحدى حلقاته باستضافة "المنتدى النسائي العالمي للسلام"، واحتضان "الهيلولة" السنوية للحاخام "ربي حاييم بينتو" بحضور شخصيات حكومية رسمية ورئيس مكتب الاتصال الصهيوني بالمغرب، تم فيها رفع الدعاء لجيش الاحتلال الذي يقود حرب إبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وأدانت الهيئة القمع الذي خلف إصابات متفاوتة الخطورة، وأكدت أن صوت الشعب المغربي سيظل عالياً نصرةً لفلسطين ورفضاً للتطبيع الذي صار أكثر استفزازا لمشاعر المغاربة بكل أشكاله وواجهاته حتى إسقاطه، ودحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.