رغم المنع والتدخلات العديدة من طرف القوات العمومية، اليوم الأحد، يواصل الشباب المغاربة إصرارهم على الاحتجاج وإسماع صوتهم، وتتواصل في شوارع المدن حالة الفر والكر، وقد أسفرت احتجاجات جيل "زد" في يومها الثاني عن عشرات التوقيفات في حصيلة أولية، وسط استنكار متزايد من طرف الهيئات والنشطاء. ولحدود الساعة، يواصل الشباب التنصل من المنع وتغيير أماكن الاحتجاج بعدة مدن، رغم عشرات التوقيفات، حيث أحصى فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط لوحده حوالي 100 توقيف في صفوف الشباب بأماكن مختلفة من العاصمة، التي كان من المقرر أن تشهد وقفة سلمية بساحة باب الأحد.
أزيد من 100 موقوف بالرباط وقال حقوقيو الرباط في تقرير أولي إن ساحة باب الأحد وقبل ساعات من وقت الوقفة عرفت تطويقا أمنيا، وجرى توقيف ما لا يقل عن 10 شبان حاولوا الاقتراب من مكان الوقفة، قبل أن تعلن المجموعة عن تغيير مكان الاحتجاج إلى ساحة الجولان، التي شهدت بدورها تطويقًا مماثلًا، حيث تم اعتقال أزيد من 30 شابًا وشابة. وبعد سلسلة من محاولات التجمّع في ساحة المسرح ثم في نقاط مختلفة من مدينة الرباط، واجهت المجموعات الشبابية تدخلات أمنية وعمليات قمع عنيفة أدّت إلى تحويل وسط العاصمة إلى ساحة للكرّ والفرّ بين المتظاهرين والأجهزة الأمنية. وقد وثق حقوقيو الجمعية اعتقالات متفرقة في عدة أماكن من المدينة، من بينها، محطة الرباطالمدينة، وأمام معهد سيرفانتس، وخلف فندق باليما، وشارع علال بن عبد الله، وقرب متحف محمد السادس وزهة حسان. وأضاف نفس المصدر أن الشباب اعتمد على التحرك في مجموعات صغيرة، يرفعون شعارات لفترة وجيزة ثم يغيّرون أماكنهم لتفادي الطوق الأمني، وتشير المعطيات الأولية إلى أن حصيلة الاعتقالات فاقت 100 حالة، بالإضافة إلى تسجيل عدد من الإصابات في صفوف المتظاهرين نتيجة التدخلات الأمنية العنيفة. ساعات من الاحتجاج وعشرات التوقيفات وفي الدارالبيضاء تتواصل احتجاجات الشباب رغم التدخلات القوية التي خلفت إصابات، وقد أحصى نشطاء حقوقيون عشرات التوقيفات في أكثر من نقطة لتجمع الشباب المحتج. ولحدود الساعة، يواصل شباب طنجة تحديهم للمنع ويواصلون الصدح تحت جنح الظلام بشعارات تطالب بإسقاط الفساد، وتدعو إلى توفير الحق في الصحة والتعليم ، رغم حملة التوقيف الكبيرة، وهو نفس الوضع في مدينة أكادير ومدن أخرى. إدانة حزبية حزب فيدرالية اليسار، وتفاعلا مع الأحداث، أدان القمع و الدوس على الدستور و القوانين التي تعطي الحق في التعبير والاحتجاج السلمي، وأكد أن من ضمن عشرات الموقوفين أطره ومناضلوه بالدارالبيضاء وسوق السبت، وندد بتعنيف برلمانيته فاطمة التامني باحتجاجات البيضاء. بدوره قال الحزب الاشتراكي الموحد، في بلاغ صدر قبل قليل، إن الانتهاكات طالت عدداً من الاحتجاجات السلمية، كان آخرها التدخل العنيف ضد شباب الدارالبيضاءوأكادير، من ضمنهم قيادات وطنية ومحلية في الحزب. وأدان الحزب كل أشكال القمع والتضييق على الحريات العامة، وطالب بإطلاق سراح الموقوفين من شباب الاحتجاجات، وكافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي. احترام حق الاحتجاج والإنصات للشباب كما أصدرت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، بلاغا حول ما شهدته عدد من المدن المغربية أمس السبت واليوم من احتجاجات بمطالب اجتماعية مشروعة، أدانت فيه المنع والتوقيفات، ونبهت إلى أن الأوضاع الاجتماعية التي يعيشها الشباب المغربي اليوم، والمتسمة بارتفاع نسب البطالة، وضعف الخدمات الصحية والتعليمية، وتراجع فرص الإدماج المهني، تفرض فتح نقاش وطني جاد ومسؤول حول السياسات العمومية المرتبطة بهذه المجالات، وهو ما يستلزم الاستجابة المستعجلة لمطالب المحتجين بشكل عملي وجاد. وشددت العصبة على الحق الدستوري والكوني في الاحتجاج السلمي باعتباره وسيلة مشروعة للتعبير عن الرأي، وأدانت لجوء الحكومة إلى المنع والتوقيف عوض الإنصات إلى صوت الشباب الطامح إلى مغرب الحقوق والحريات، وأكدت على ان منعها للأشكال الاحتجاجية إنما هو إقرار على فشلها في التعاطي مع مطالب الجماهير الشعبية، وان ما تروج له من إصلاح مفترض ما هو إلا محاولة لتنويم الرأي العام. وطالب حقوقيو العصبة السلطات بفتح قنوات حوار مباشرة مع الشباب حول قضايا الصحة والتعليم والتشغيل، من أجل صياغة حلول عملية تعكس حاجياتهم وتطلعاتهم، وضمان الحق في الاحتجاج والتعبير.