يعود المهرجان الدولي "جسد" للنساء المخرجات في دورته الثالثة، خلال الفترة من 17 إلى 21 أكتوبر الجاري بالرباط، حاملا شعار "الجسد على الخشبة: صرخة من أجل الحرية، ونداء يصبو إلى السلام". ويستقبل المهرجان هذا العام 12 عرضا مسرحيا قادما من 10 دول، هي: المغرب، إسبانيا، الأردن، رومانيا، تونس، العراق، فرنسا، إيطاليا، لبنان وفلسطين، كما سيتم تكريم عدد من المخرجات اللواتي عُرفن ك"أصوات متفردة ومدافعات عن الحرية" طيلة مسارهن الفني".
وأكد المنظمون أن هذه الدورة تأتي لتؤكد دور المهرجان ك"فضاء تضامني وحامل للقيم"، معربين عن "عميق تعاطفهم مع الشعب الفلسطيني"، ودعمهم للشباب الذين "يناضلون في كل مكان من أجل الكرامة والعدالة وحرية التعبير". وفي هذا الإطار، قالت نعيمة زيطان، مؤسسة "مسرح الأكواريوم" المنظم للمهرجان ورئيسته: "كاد الشك والخوف أن يُدمر آخر آمالنا، لكننا لا زلنا نقاوم عن طريق الإبداع المسرحي. ولئلا يخبو هذا الحلم الإنساني، نحول من خلال "جسد" الألم إلى وعي، لينير مداركنا ويحيي ذاكرتنا، ونتقدم نحو عالم أكثر عدلاً". وتحتفي الدورة من خلال ندوة خاصة ب"الكتابة المسرحية النسائية كقضية فنية واجتماعية"، بمشاركة مؤلفات ومخرجات وباحثات مرموقات، إلى جانب مشاركة المجلس الوطني لحقوق الإنسان لمقاربة الموضوع من زاوية حقوق الإنسان والمساواة. ويظل "لقاء المخرجات المسرحيات" إحدى أبرز محطات المهرجان، كونه فضاءً سنوياً للمناقشة وتبادل الخبرات وتشكيل رؤى مستقبلية للمشهد المسرحي بعين نسائية. كما سيتم تكريم نساء كرّسن حياتهن للمسرح، منهن اللبنانية لينا أبيض التي "يبيّن مسارها أن الفن ليس رفاهية بل ضرورة والتزام ثابت". بدوره، قال عصام اليوسفي، المدير الفني للمهرجان: "في الظلام نضيء أنوارًا؛ وأمام هدير الأسلحة نرفع الصوت. المهرجان الدولي "جسد" أكثر من حدث ثقافي؛ إنه فعل إيمان بقدرة المسرح على إصلاح هفوات الإنسان".